التفكجي لوطن: سلطات الاحتلال تعتمد على ثلاثية "التطويق والاختراق والتشتيت" لتفتيت الاحياء المقدسية بالاستيطان

07.02.2024 05:10 PM

رام الله – وطن: كثفت سلطات الاحتلال من وتيرة مشاريعها الاستيطانية بعد 7 أكتوبر، وتحديدا في مدينة القدس المحتلة، مستغلة انشغال العالم بما يجري في القدس المحتلة.

وقال خبير الخرائط خليل التفكجي ان الاحتلال بيمينه ويساره يتفقان على أمرين هما ان القدس عاصمة إسرائيل بشرقها وغربها، وتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية، وهذين الأمرين ليس لهما علاقة بـ 7اكتوبر.

ولفت التفكجي ان المشاريع الاستيطانية في القدس مخطط لها قبل الحرب على غزة ويجري تنفيذها الآن، فالاحتلال لديه برنامج استيطاني لمدينة القدس المحتلة، بهدف توحيد شطريها الشرقي والغربي حتى لا تكون هنالك دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وحول القرار الذي أصدرته محكمة الاحتلال اليوم بإغلاق موقف مركبات أرض سوق الجمعة، قرب الزاوية الشمالية الشرقية لسور القدس، والتي شرعت طواقم الاحتلال بتجريف الأرض وإغلاقها، والتي تلاصق المقبرةَ اليوسفية التي تعرض جزء منها للاستيلاء بهدف إقامة "حديقة وطنية"، قال التفكجي ان القرار الذي اتخذ اليوم هو لتنفيذ مشروع استيطاني لإقامة 32 وحدة سكنية في داخل البلدة القديمة، وتحديدا في منطقة برج اللقلق.

وتابع التفكجي خلال حديثه لموجة "غزة الصامدة.. غزة الأمل" عبر شبكة وطن الإعلامية "ان هناك مشروع أيضا لإقامة تجمع إسرائيلي في هذه المنطقة، وبالتالي الجانب الاسرائيلي يستخدم القانون الذي صدر في عام 68 الخاص بإحاطة البلدة القديمة بمناطق خضراء ومنع البناء عليها، لتنفيذ المشروع الاستيطاني" .

ولفت التفكجي ان هذه الأرض تم تخصيصها عام 1966 لإقامة حديقة للفلسطينيين وتم تسجيلها باسم بلدية القدس التي كانت تحت الحكم الأردني، لكن سلطات الاحتلال تتذرع انها الوريثة لبلدية القدس الأردنية وبالتالي يحق لها مصادرة هذه الأرض بزعم إقامة حديقة لكن في الحقيقة ستخصصها لخدمة المشروع الاستيطاني في برج اللقلق

وقال التفكجي ان إسرائيل تعمل وفق برنامج محدد لتنفيذ برنامجها الاستيطاني، يبدأ بمصادرة الأراضي تحت مسميات المصلحة العامة، ومصادرة أملاك غائبين، وإقامة شوارع، وكل ذلك ضمن استراتيجية واضحة تقوم على ثلاث نقاط رئيسية هي التطويق الاختراق التشتيت، أي تطويق الأحياء الفلسطينية بالمستوطنات الإسرائيلية، ثم اختراقها بالبؤر الاستيطانية، أي اقامة بؤر في داخل الاحياء الفلسطينية، ثم تحويل هذه الاحياء الى فسيفساء في داخل احياء يهودية، واكبر مثال على ذلك هو ما يحدث الان في سلوان وما حدث في قرية بيت صفافا في الجزء الجنوبي الغربي.

وقال التفكجي ان الاحتلال لديه منظورا واضحا للقدس، فسيطرة الاحتلال وصلت لـ 87 من القدس المحتلة، ما يعني ان لا يكون هنالك تواصل جغرافي بين الأحياء الفلسطينية، وبالتالي لا يكون هنالك دولة فلسطينية عاصمتها القدس، في ظل عملية تقطيع وسيطرة أمنية اسرائيلية عليها، يتبعها عملية الطرد السكاني لأنه لا يوجد مكان يمكن ان السكن فيه.

وانتقد التفكجي حالة الإهمال التي تعاني منها مدينة القدس مؤكدا ان كل مؤسسات المدينة من مدارس ومستشفيات تعاني، في ظل عدم وجود رؤية فلسطينية واضحة لداخل مدينة القدس، وضعف الدعم المالي المخصص للمدينة، مقابل ضخ الاحتلال لمليارات الدولارات والمخصصة لتهويدها.

تصميم وتطوير