نهاية مقلقة لرمضان في الحرم

29.06.2016 03:04 PM

وطنكتب نير حسون

لاول مرة منذ بضع سنوات نجح متظاهرون فلسطينيون أمس في القاء الحجارة من داخل الحرم الى ساحة المبكى الغربي. امرأة (73 سنة) أصيبت بشكل طفيف في رأسها. هذا تطور آخر مقلق في سلسلة التطورات المقلقة في موضوع الحرم على أبواب انتهاء شهر رمضان.

وقد اعتقلت الشرطة أمس 17 شابا فلسطينيا مشبوهين بالاخلالات في الحرم وقامت باستخدام وسائل تفريق المظاهرات في ساحات المساجد. رشق الحجارة نحو حائط المبكى والمواجهات في الحرم اندلعت رغم حقيقة أنه في ساعات الصباح الباكر – ورغم أنف نشطاء الحرم – قررت الشرطة بالتشاور مع المستوى السياسي اغلاق الحرم أمام اليهود والسياح الغير مسلمين حتى نهاية الاسبوع. وفي منتصف الاسبوع القادم سيحل عيد الفطر، وبالتالي سيتم اغلاق الحرم أمام اليهود. ولم يتم اتخاذ قرار بعد حول بداية الاسبوع القادم، لكن يمكن القول إن الشرطة لن تقوم بفتح الحرم أمام زيارات اليهود والغير مسلمين. وقد أعلن وزير الامن الداخلي أمس، جلعاد اردان، عن تمديد منع اعضاء الكنيست من زيارة الحرم.

سيأتي العيد في هذا العام بعد فترة من الهدوء في القدس. وتحدثوا في الشرطة عن احداث الفصح بنوع من الرضا، وكذلك يوم القدس ويوم النكبة اللذان مرا بهدوء في الحرم ومحيطه. بعد عامين تقريبا من غياب الاستقرار، كان يبدو أن الوضع الراهن في الحرم قد استقر مجددا.

في سياق الترتيبات التي صيغت من جديد في نقاشات غير رسمية بين اسرائيل والاردن في نهاية 2015، تم السماح لمجموعات صغيرة من اليهود بالذهاب الى الحرم في ساعات الصباح. لكن التعاطي مع كل من يحاول الصلاة أو القيام بطقوس في الحرم، كان شديدا جدا وتم ابعاده واعتقاله.

على خلفية هذا الهدوء كان من المفروض أن يتخذ اردان قرارا حول الاستمرار في السياسة التي تم استخدامها في السنوات الاربعة الاخيرة والتي تقضي بأن الايام العشرة الاخيرة من رمضان والتي تعتبر مقدسة بالنسبة للمسلمين، لا يسمح لليهود والسياح بالذهاب الى الحرم. وقد بدأت الايام العشرة في يوم الاحد الماضي وقرر اردان السماح باستمرار ذهاب اليهود. يمكن القول إنه خشي من انتقاد اليمين على أنه خضع للعنف الفلسطيني. الفلسطينيون من ناحيتهم يزعمون أن ذهاب اليهود كان اخلال بالوضع الراهن. ومباشرة مع فتح الحرم في يوم الاحد بدأت الصدامات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين ورجال الشرطة. مجموعة صغيرة من اليهود وصلت الى الحرم في يومي الاحد والاثنين وقامت بزيارة قصيرة تحت حراسة مشددة.

في الليلة بين الاحد والاثنين بقي الشباب للنوم في الحرم، كما شاهدنا في موجات العنف السابقة. وأول أمس انتشرت في الشبكات الاجتماعية دعوة “الدفاع عن الاقصى” التي هي شعار التجنيد الافضل لشباب شرقي القدس. ظاهرة جديدة يجب ملاحظتها وهي مشاركة سياح مسلمين من الدول العربية في المظاهرات في الحرم. وقد اعتقل في يوم الاحد في الحرم، ليس فقط شباب فلسطينيون بل ايضا مسلمان من بريطانيا يشتبه بمشاركتهما في رشق الحجارة. وقد قام حراس الاوقاف بلعب دور التهدئة، وتم توثيقهم عدد من المرات وهم يحاولون منع رشق الحجارة وتهدئة الخواطر، لكنهم لم ينجحوا دائما.

أحداث الايام الاخيرة في الحرم تذكر بشكل مقلق بسلسلة الاحداث التي سبقت اندلاع موجة الارهاب في تشرين الاول الماضي. ففي حينه ايضا فسر الفلسطينيون بشكل خاطيء الخطوات الاسرائيلية في الحرم على أنها تهديد للوضع الراهن. ايضا في حينه قام سياسيون من اليمين بالضغطـ، الامر الذي قيد الشرطة من اغلاق الحرم أمام زيارة غير المسلمين. ومع ذلك، كانت المواجهات الى الآن محدودة وتقتصر على الحرم وفي ساعات الصباح. هذا الصباح، بدون زوار يهود، سيتبين اذا كانت الموجة تتراجع أو تتصاعد.

هآرتس   29/6/2016

تصميم وتطوير