لماذا يتفاجأ الاسرائيلي من شاب عربي يحاول قتله؟

07.02.2016 03:52 PM

وطنكتبت عميره هاس

العبارة التي تقول اننا نظام طبيعي تفشل يوميا، هكذا ايضا حياتنا، وحين يتأقلم الخاضعين لنا، او يقولوا “شكرا سيدي” فاننا نقوم كل يوم وكل جيل باخناعهم وسحقهم وحين يأتي الشبان الصغار، من حركة الاحتجاج المخصخصة، ويشوشون الحالة الطبيعية المزيفة، فانهم ابطال بعيون جمهورهم، رغم ان هذا الجمهور يتحفظ من اعمالهم ولا ينضم لهم. انهم المتحدثون غير اللامعين، مفهومون وغير مفهومين. كل مرة يفاجئون من جديد رغم انهم مقلدون وجزء من روتين جديد. انهم لا يستمعون للمنطق ولا للاجهزة الامنية الفلسطينية، التي تقول ان الشعب والوطن بحاجة اليهم احياء. انهم يسمعون فقط صوت الابواب التي تغلق امامهم، ويرون الافق الذي يزداد ضيقا، انهم لم يكونوا هناك ابدا، لكنهم يعرفون ان غزة هي النموذج الذي جهز لهم. (التخطيط، والتحرش الاسرائيلي، مع عدة لمسات من ريشة حماس وفتح، والعالم، الذين يقومون باطعام السجين ويصادقون السجان).
نحن نقول “مخربين” ونحصل على اسمائهم الكاملة ومنشوراتهم من الفيس بوك، والاشارات على المشاكل الشخصية في البيت، والمدرسة والحي.

نقول “مخربين” ممن تعلموا الالف باء عن البواريد والدبابات والطائرات الاسرائيلية  واجهزة التتبع التي تدخل جميع البيوت، وكل واحد يعرف وجوه الاولاد والشيوخ الذين قتلوا بالدبابات والقنص والاعدام على يد ابطالنا الذين لا تنشر اسمائهم وفرص العمل بالهاي تك مفتوحة امامهم.

هناك فشل استخباري اساسي في تعريف الموجة الغير منظمة على انها “ارهاب” وان القاء الحجارة في المظاهرات هي “ارهاب شعبي”. الخبراء العسكريين يخطئون ويفوتون المعلومات التي موجودة امامهم، صحيح ان “رويترز″ و “نيويورك تايمز″ و “هآرتس″ لا يعتبرون الولد ارهابي ولا يعتبرون السلطة العسكرية كذلك، لان التصنيفات هي ملك خاص للمنتصرين.

لا يكفي ان يقول الخبراء انه من المفترض السماح لغزة بتصدير المزيد من البندورة وان أجهزة الامن الفلسطينية جيدة، مواطنينا – بالزي العسكري او المدني، في المستوطنات او بداخل اسرائيل – يُقتلون لان حكوماتنا اخطأوا الحسابات بان الفلسطينيين سيخضعون للاملاءات وللتفوق العسكري والخديعة الدبلوماسية لهم، لنا.

يعتصر القلب على فقدان الحياة والخطط والبرامج، والفراغ الذي حصل لعشرات العائلات. في دولة سليمة كما تقول الكلاشيهات هناك من يدفع ثمن الاخطاء بعدم اعادة الجيش وبعدم اجراء مفاوضات من أجل مستقبل الحياة والامل للشعبين، لكن الجمهور الاسرائيلي يحب المستوطنات والمزارع الخاصة في النقب، والقرى الفاخرة في الشمال، وتكفي الاقفاص للفلسطينيين.
كيف سنردعهم الان؟ نضيف تهمة “شاب” الى كتاب التهم في النيابة العسكرية ونعتقل جميع الفلسطينيين بين 16 – 23 اداريا، ونطرد مئات العائلات الى الاردن او لبنان، كما يطالب اقارب بعض القتلى الاسرائيليين.

لا يجب ان نبحث عن الرأفة لدى الشبان حاملي السكاكين، حيث ان كل ما رأوه منا هم وعائلاتهم هو التفوق بأدوات القتل واوامر المصادرة العسكرية، والتدمير والابعاد والاعتقال، يعتصر القلب على فقدان الحياة والامل، على المزيد من الفراغ لعشرات العائلات الفلسطينية التي كانت هدفا للسلاح الاسرائيلي واوامر الادارة المدنية. وها هي الاهداف الفلسطينية تعتبر الاسرائيلي هدفا. لماذا اذن هذه الصدمة الكبيرة؟

سيصرخ اليمين بان هذا تأييد للارهاب وهو يثبت بذلك انه غير قادر على القراءة، لماذا يقرأ اصلا؟ الشريط الاسرائيلي للاستيلاء والنهب لا زال يدور: مع مفاوضات او بدون مفاوضات. مع السكاكين والبواريد او بدونها. الفيلات في نيلي تستمر في البناء، وسوف نهدم ام حيران البدوية لصالح حيران التي هي مستوطنة يهودية. مع مصادقة محكمة العدل العليا.

تصميم وتطوير