على الحكومة ان تصغي لصوت الناس

28.03.2016 08:15 PM

وطن:  كتب جبريل محمد

يشتد هذه الايام النقاش حول قانون الضمان الاجتماعي بعد ان وقعه الرئيس ونشر في الجريدة الرسمية، كل المعنيين اكدوا اولا تعدد المسودات المحجوبة للمشروع حتى وصل الى صيغته الاخيرة، بما يناقض الاتفاق الذي جرى في اطار اللجنة الوطنية المختصة بذلك، هذا يعني ان هناك لعبة قط وفأر بين الحكومة وممثلي القطاعات الشعبية، ويعني ايضا، ان الحكومة لم تصغ الى رأي الشعب في هذا المجال، وانها احتسبت مصالح النخبة، ولذلك اقدمت على شطب مواد متفق عليها مع القطاعات سالفة الذكر ودون علمها.

اولا لا تحظى الحكومة بأي ثقة من اي هيئة تشريعية وبالتالي فان سلوكها مطعون به دستوريا قبل ان يكون مطعون به على خلفية وثيقة شرف او كلمة شرف او مراعاة عرف، وثانيا يبدو ان الحكومة وعبر سلوكها الاخير مع المعلمين ومع قضية فرض الضرائب على الدخل الزراعي وتشريع قانون الضمان سيء الذكر تتفنن في استعداء الشعب وممثليه، كما انها لا تلقي بالا الى صوت الناس المخنوق والذي لا زال حتى الان صابرا في ظل انشداده اولا لمواجهة الاحتلال، ولهذا فان حكومة كهذه لا تليق بشعب يقدم الدم يوميا على مذبح الحرية.

اما ثالثا فاننا نقول للنخبة التي ترمي الاتهامات جزافا على من يعارض الحكومة او يقوم بممارسة النقد والتظاهر، بأن له اجندة خارجية او اجندة ضمن حالة الانقسام اللعين، نقول لهم كفوا عن هذا الكلام الذي لم يعد يصدقه طفل او غير عاقل، وحاولوا ان تخيطوا الرتق الذي اتسع كثيرا في ثوبكم بمسلة اخرى، ربما تقنع البعض، ولكنها حتما لن تقنع الجميع.

اما الاتهام بان الناقدين ممولين من الخارج على غرار ما اطلقته قنوات الردح المصرية كلما عارض النظام احد، فاننا نقول ان المتمول الاكبر هو الحكومة نفسها والتي دون الدعم الخارجي لا تستقيم امورها، وبالتالي فالاولى ان لا نرجم الاخرين بالحجارة.
كل ما تقدم وبعد كل ما نشره الاعلام الغربي حول ضعف وتخبط الحكومة، يقول وبالفم الملآن ان لها ان تلم عزالها وترحل، وان تشكل حكومة وحدة وطنية تنهي ملف الانقسام سياسيا وجغرافيا وتتصدى للقضايا المركزية في حياة الشعب الفلسطيني.

وخزة دبوس قوية للاحزاب من اليسار الذين طالما ادعوا ويدعون الدفاع عن قضايا الطبقات الشعبية الكادحة، وخزة علها توقظهم من غفلة تاريخية عن مهمتهم التاريخية، اين انتم؟ واين صوتكم ؟ واين جماهيركم في ميدان نضال حقيقي يمنع ان تنهار القضية الوطنية بسبب انهيار اوضاع الناس، كم علمتمونا ان الفقر لا يصنع ثورة، ولكن وعي أسباب الفقر هو الذي يشعل نيرانها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير