تغيّب فلسطين عن حضور إطلاق منتدى غاز الشرق الأوسط أوصل رسالة مفادها: "يمكن تشكيل منظمات إقليمية لا تكون إسرائيل طرفاً فيها".

"مسارات" لـوطن: علينا إهمال العرب المطبّعين.. والذهاب إلى أوروبا لتطوير موقفها من الشجب إلى فرض العقوبات على إسرائيل

23.09.2020 01:33 PM

رام الله- وطن: أوضح مدير البرامج في مركز "مسارات"، خليل شاهين، أن هناك وجهة نظر للقيادة الفلسطينية ترى بأن استمرار  فلسطين في تولي رئاسة مجلس الجامعة في دورته الحالية التي شهدت تطبيع دولتين عربيتين حتى الآن مع اسرائيل وتوقيع اتفاقيات، يضع فلسطين في موقف صعب، فهي غير قادرة كرئيسة للمجلس بأن تمنع مثل هذا الانحدار باتجاه اسرائيل وغير قادرة على منع التطبيع والتصدع في مواقف العربية والتصدع في منظومة العمل العربي المشترك الذي قام على أساس اعتبار قضية فلسطين قضية مركزية للشعب العربي.

وأضاف: الغضب الفلسطيني وخاصة في الاجتماع الأخير ومواقف الأطراف العربية ليس فقط في الإمارات والبحرين، بل مواقف أطراف عربية اخرى من ضمنها اطراف تعتبر السلطة انها يفترض ان تكون داعمة، جاءت مفاجأة ومخيبة للآمال، لذلك يمكن أن نتفهم أن فلسطين لا يمكن أن تتحمل وزر التدهور والانحدار العربي والالتحاق بتحالفات مع إسرائيل يمكن أن تنضم اليها دول اخرى خلال وقت قريب.

وأشار شاهين خلال استضافته في برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية، أنه من من الواضح على المستوى السياسي أن هناك رسالة، واعتقد أن الرسالة وصلت بابعادها المختلفة، رسالة للدول التي طبعت وبشكل خاص الإمارات البحرين والدول التي من الممكن أن تقدِم على خطوات تطبيع، مضمونها بأن فلسطين لن تتهاون في هذا الأمر وستتخذ مواقف حادة وعنيفة تجاه هذا الدول، ومواقف سياسية تصعيدية.

مضيفا: الرسالة الثانية للجامعة العربية، بسبب تأخر إصدار بيان بشأن التطبيع، وعجزها عن فرض الالتزام بقرارات سبق أن اتخذتها، فهي تشهد تصدع في منظومة العمل العربي المشترك في أكثر من قضية ذروتها الموضوع الفلسطيني الأخير.

والرسالة الثالثة: أن الجانب الفلسطيني يتعامل مع المستويات الرسمية ويفرق بينها وبين المستويات شعبية، أي انها رسالة للمستويات الشعبية في الدول العربية وخاصة الدول التي طبع حكامها، بضرورة اتخاذ مواقف من حكوماتهم لأنه لا يمكن التعايش مع هذه المواقف.

ومن حيث جدوى هذه الخطوة، قال شاهين: أنا لا ارى ان هناك شيء جديد مضاف، هذه الخطوة كان من الممكن أن تكون مفهومة لو اندرجت في استراتيجية فلسطينية شاملة، لأن المنطق يقول إن الانسحاب من الجامعة العربية لأنها لا تطبق القرارت، يأخذنا أيضاً إلى ضرورة الانسحاب من الأمم المتحدة التي تحتفل بعامها الـ 75، ولم تنفذ فيهم أي قرار يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهي عاجزة ومشلولة.

وأضاف: برأيي أن الاستراتيجية الفلسطينية يجب ان تأخذ بعين الاعتبار العمل على عدد من الأبعاد، والتصعيد السياسي مهم ويجب ان نحافظ عليه، وان يكون صوتنا عالياً عندما يتعلق الامر بحقوق الشعب الفلسطيني. ويجب ان ترافقه خطوات تصعيدية تتعلق بالواجب الذي يجب أن نقوم به.

وأشار إلى أن جوهر المشكلة أن هناك سوء تقدير في الموقف السياسي الفلسطيني يفسر لماذا ذهبنا من بداية العام، بعد اعلان صفقة القرن خصوصاً فيما بتعلق بالحراك الديبلوماسي على مستويات العربية والدولية، مردفا: السياسة الفلسطينية قامت على أساس بناء حائط صد سياسي رسمي قادر على إحباط صفقة القرن ومنع وضعها على الطاولة، وقادر على بناء موقف دولي يمنع خطوات الضم. لكن بسبب سوء التقدير كان في الاعتقاد بأنّ دولا عربية ستشكل الأساس لحائط الصد السياسي، وتقديراتي بأن هذه الدول التي لها سنوات تطبع مع اسرائيل ستقوم بهذه الخطوات. مشيرا الى ان هناك ترويج من دول عربية بأنها مع مبادرة السلام وهم في ركب التطبيع وممكن أن يوقعوا رسميا.

مضيفا: يجب أهمال هذا الجانب العربي المطبّع والذهاب بشكل خاص إلى أوروبا ومحاولة تطوير موقفها، من شجب خطوات الضم إلى اتخاذ إجراءات رادعة ضد إسرائيل، مثل تعليق اتفاقات تجارية وتعاون اكاديمي و دعم البحث بالجامعت الاسرائيلية.

وأشار الى ان الموقفين، الاماراتي والبحريني، يحدثان ثغرة في الجدار، الجدار الذي تسعى القيادة لبنائه كائط صد للمؤمرات، والثغرة فيخ كبيرة وفيها توسع وضربة بالخاصرة.

ورأى أن الدول المطبعة دخلت في تحالف مع اسرائيل، فقد وقعّت على اتفاقيات من بينها إقامة علاقات تزوّد جيش الاحتلال بمعداته العسكرية.

وأشار شاهين الى أن ما يحدث خطير، لأنه يندرج في إطار ما يسمى صفقة القرن، وخطة كاملة للشرق الأوسط، لذلك هي تأتي كقوة ديناميكية دافعة لتنفيذ صفقة القرن، وعندما تندرج دولة عربية في سياق صفقة القرن، فالخطر شديد لأن هذا يعطي الموقف الإسرائيلي والأمريكي ما يحتاجانه من مبررات، لترسيخ وهم أن السلام الاقليمي ممكن من دون حل القضية الفلسطينية.

وأكد على أنه يجب العمل على مستوى شعبي، لان هذا يخلق حالة ضغط على المنطقة العربية، والتصعيد الميداني على الأرض مرهون بتصعيد أشكال المقاومة التي لا تتشكل إلا اذا استعدنا وحدتنا الوطنية.

وأضاف: علينا أن نقوم بالتنسيق بشكل ثنائي مع الدول وتالحالفات دون أن ننجرف، ويجب أن نحافظ على القضية لأنها جاذبة ومركزية وبالتالي أنا ضد الحفاظ على مسافة متساوية مع الجميع.

مردفا: وللحفاظ على حقوق الشعب يجب أن تبقى القيادة "مكشرّة" عن أنيابها وأسنانها سياسيا، ويجب أن يترافق ذلك مع خطوات سياسية ميدانية والوصول لجدول زمني لإنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات الوطنية. ويجب أن يكون النقاش أوسع.

وطالب حماس بإنهاء سيطرتها على غزة، وفي نفس الوقت على فتح أن تدرك أنها ليست وحدها المسؤولة عن المؤسسات الوطنية ومنظمة التحرير، وبالتالي المعادلة تصل الى الشراكة وتسمح بالتقدم.

وعن تغيّب فلسطين عن حفل اطلاق منتدى غاز الشرق الأوسط، دعا شاهين إلى ضرورة الحذر من المشاركة، والأفضل إرسال رساله مشوشة، مفادها "يمكن تشكيل منظمات إقليمية لا تكون إسرائيل طرفاً فيها".

تصميم وتطوير