بعد المانيا، فرنسا تمنع رئيس جامعة غلاسكو الاسكتلندية الطبيب الفلسطيني أبو ستة من دخول أراضيها

عضو الامانة العامة لنقابة الصحفيين شروق أسعد لوطن: ماحصل مع الطبيب أبو ستة غير مقبول وضربه أخرى لحرية الرأي والتعبير

04.05.2024 05:51 PM

 

وطن: بعد دعوته للحديث عن الإبادة في غزة، قامت فرنسا بمنع دخول الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة إلى أراضيها. تم اعتقاله في مطار شارل ديغول ومنعه من الدخول بحجة وجود مذكرة تمنعه من دخول الاتحاد الأوروبي، وذلك بناءً على بلاغ من السلطات الألمانية. أبو ستة، المعروف بـ"طبيب الحروب"، كان مدعوًا لإلقاء كلمة أمام مجلس الشيوخ الفرنسي للحديث عن الأحداث في قطاع غزة.

تعليقا على هذه الهجمة الممنهجة، قالت مراسلة مونت كارلو الدولية وعضو الامانه العامة لنقابة الصحفيين شروق أسعد، انها والطبيب غسان ابو سته كانو مدعوين من قبل حزب الخضر إلى مجلس الشيوخ الفرنسي للحديث حول دور فرنسا في تطبيق القانون الدولي في غزة وموضوع حقوق الانسان، لكن فرنسا لم تسمح له بالدخول الى المطار كما فعلت المانيا سابقا، حيث تم احتجازه واحتجاز هاتفه الشخصي.

ولفتت أسعد خلال حديث خاص لوطن، الى انه تمت المحاولة  للتواصل معه عبر تقنية "زوم" لكن بعد 3 ساعات من الاحتجاز تم السماح له بالتواصل معنا.

واوضحت انه تم اعتراض ما جرى مع ابو سته، مؤكدة أن هذا غير مقبول وضربه أخرى لحرية الرأي والتعبير وحقوق الانسان، وهذا يمنع نشر الرواية الفلسطينية الحقيقية، علما ان الطبيب أبو ستة شاهد رئيسي على ما جرى من ابادة في غزة لهذا يتم اسكات صوته.

واوضحت أسعد "ان الطبيب أبو سته خلال حديثه قال ان هذه الاباده الجماعية لم تكن لتتم الا بدعم فرنسا والمانيا والولايات المتحده".

يُشار إلى أن السلطات الألمانية كانت قد منعت أبو ستة من دخول أراضيها، الشهر الماضي، بعدما كان من المقرر أن يشارك في "مؤتمر فلسطين" في العاصمة برلين

وكان الطبيب الفلسطيني قد أدلى بشهادته أمام محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل"، وقال إنّ السلطات الألمانية احتجزته لساعات في المطار قبل أن ترفض السماح له بدخول البلاد.

من هو "طبيب الحروب"؟

غسان أبو ستة طبيب فلسطيني بريطاني، انتخب رئيسا لجامعة غلاسكو الاسكتلندية لمدة 3 سنوات يوم 27 مارس/آذار 2024 بتصويت نال فيه 80% من تأييد طلبة الجامعة، عمل جراحا متطوعا في الحروب بكل من سوريا والعراق واليمن وقطاع غزة، وهو أحد الناجين من مجزرة مستشفى المعمداني الذي استهدفه الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة.

ولد غسان أبو ستة في الكويت لأب فلسطيني وأم لبنانية عام 1969، وكانت عائلة والده قد هجّرت من بئر السبع عام 1948 إلى خان يونس، وانتقل والده إلى الكويت عام 1953.

حاول والده إبعاده عن السياسة لإيمانه أن خلاص الشعب الفلسطيني بالتعليم، فهو من عائلة سياسية مناضلة في غزة، فعمه كان من قادة ثورة 1929 المعروفة بثورة البراق وثورة 1936 ومن المنظمين للعمل الفدائي بعد نكبة 1948، وأكمله في جنوب الأردن بعد حرب 1967.

انضم أبو ستة عام 2011 إلى المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، وترأس بعدها بعام قسم الجراحة التجميلية والترميمية وبرنامج إصابات الحروب للأطفال حتى عام 2020، ثم تسلم العيادة المتعددة التخصصات بإصابات الحرب.

وشارك الطبيب الفلسطيني في تأسيس منهاج "طب النزاعات" في معهد الصحة العالمي عام 2015 بالجامعة الأميركية في بيروت، ثم صار مديرا له.

قاد أبو ستة عملية جراحية بالواقع المعزز عبر منصة تفاعلية على الإنترنت، وكانت الأولى من نوعها في لبنان والمنطقة، وساعدت جراحاته في غزة على إعادة بناء يد طفل عانى من عيب خلقي.

حروب غزة

منذ الانتفاضة الأولى عام 1987 كان أبو ستة حريصا على الحضور والمشاركة في علاج الجرحى الفلسطينيين، وكان حينها لا يزال طالبا في كلية الطب، وحين أصبح جراحا عاد إلى غزة في وقت اندلاع الانتفاضة الثانية، وتطوع في علاج المصابين طبيبا ميدانيا.

وفي الحروب الأربع التي شنها الاحتلال بداية الألفية (2008 و2012 و2014 و2018) على قطاع غزة كان حاضرا في القطاع لعلاج أهله الفلسطينيين، كما حضر "أكثرها قساوة وشدة" -كما يقول- عام 2023 عندما هاجم الاحتلال الإسرائيلي القطاع ردا على معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مستوطنات غلاف غزة.

وكان أبو ستة يجري عمليات جراحية طارئة باستمرار ودون توقف، ويتنقل بين المشافي لمعالجة المصابين، ومعظمهم كانوا أطفالا.

استطاع أبو ستة دخول القطاع عبر معبر رفح بعد أسبوعين تقريبا من بدء العدوان الإسرائيلي، والتحق بالطاقم الطبي الذي كان منهمكا في معالجة 12 ألف مصاب أصيبوا فقط في 12 يوما، وبقي لأكثر من 40 يوما يداوي ويعالج في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية وانقطاع الماء والكهرباء حتى أنه أجرى عمليات جراحية بدون تخدير.

وبعد مجزرة المعمداني -التي راح ضحيتها يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قرابة 500 مدني فلسطيني- ظهر أبو ستة بردائه الطبي وسط جثامين الشهداء وروى مأساة المجزرة أمام أعين الكاميرات بصفته شاهدا ناجيا وطبيبا أتى ليؤدي وظيفته لا أكثر.

وقد علم الطبيب الفلسطيني البريطاني أن شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية ضايقت عائلته بسبب وجوده في غزة، وأن زوجته استجوبت بشأن سبب سفره إلى فلسطين، وعن المسؤول عن دفع تذكرته والمؤسسة الخيرية المسؤولة التي كان يساعدها، ليخرج بعدها من غزة قائلا إنه لا فائدة من وجوده، فلا علاج ولا منظومة صحية سليمة ولا مسلتزمات طبية.

وأصبح غسان أبو ستة شاهدا على مجازر الاحتلال الإسرائيلي وعلى ممارسته وأسلحته غير القانونية التي استعملها ضد المدنيين في القطاع، وعلى استهدافه المنظومة الصحية حتى انهارت تماما، موثقا ذلك في حسابه عبر منصة "إكس".

وأعلن أبو ستة تقديم شهادته أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل، علما أنه قدم شهادته أيضا أمام الشرطة البريطانية للغرض نفسه، وقال إن هذه الشهادة ستقدم باعتباره أحد الناجين من مجزرة المعمداني، وسيوثق نوع الإصابات التي عالجها والأسلحة المستخدمة والمحرمة دوليا.

تصميم وتطوير