الخبير العسكري اللواء واصف عريقات يقدم عبر "وطن" تحليلاً عسكرياً لـ3 سيناريوهات مُحتملة

هل تتجه حكومة نتنياهو لتوسيع العملية العسكرية وتنفيذ "حمام دم" في رفح؟

06.05.2024 11:47 PM

وطن للانباء: قرر مجلس وزراء الحرب في دولة الاحتلال بالإجماع أن تواصل "إسرائيل" العملية العسكرية في رفح لممارسة الضغط العسكري على حركة حماس، من أجل تعزيز إطلاق سراح المُحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، ولتحقيق الأهداف الأخرى للحرب، ويأتي قرار مجلس الحرب في دولة الاحتلال لاحقاً لإعلان حركة حماس قبول المُقترح المصري بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى.

ومنذ الليلة الماضية وحتى ساعة إعداد الخبر، تشن طائرات الاحتلال الحربية ومدفعيته غارات وقصفاً عنيفاً ومكثفاً على المناطق الشرقية في رفح، فهل يتوجه الاحتلال لتوسيع عمليته في رفح وتنفيذ حمام دم في المدينة الحدودية، التي تؤوي قرابة مليون و300 ألف نازح، نزحوا إليها قسراً، أم يكتفي بعملية عسكرية "محدودة" كما يصفها للضغط على المقاومة الفلسطينية؟

الخبير العسكري اللواء واصف عريقات يقدم قراءة تحليلية لعدد من السيناريوهات المُحتملة، الأول ياتي في سياق الرد على الفعل الفلسطيني المُقاوم في موقع كرم أبو سالم العسكري أمس الأحد، وأسفر عن سقوط 14 جندياً إسرائيلياً بين قتيل وجريح، وفقاَ للمصادر الإسرائيلية، والثاني يأتي في استمرار الضغط على حركة حماس لتقديم مزيد من التنازلات، في شأن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

اجتياح رفح "السيناريو الأسوأ"
أما السيناريو الثالث المُحتمل، وهو السيناريو الأسوأ كما يقول اللواء عريقات، فيأتي في إطار التمهيد للعملية البرية الواسعة (اجتياح رفح)، بحيث تكون العملية العسكرية الإسرائيلية فرصة لجس النبض واستطلاع القوة العسكرية للمقاومة الفلسطينية، ومراقبة ردود الأفعال والمواقف الدولية بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح.

ويشير اللواء عريقات في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى أن السيناريو الثالث المُحتمل، يعيد إلى الذاكرة الفلسطينية اجتياح بيروت في العام 1982، عندما أعلن رئيس الوزراء في دولة الاحتلال في حينه أرئيل شارون، نيته التقدم بجيشه لمسافة محدودة قريباً من منطقة الزهراني (40 كيلومتراً) جنوب صيدا، ثم واصل تقدمه حتى اجتاح العاصمة بيروت.

ما الذي ينتظر جيش الاحتلال حال تنفيذ عملية برية واسعة في رفح؟
وفي إجابته عن سؤال ما الذي ينتظر جيش الاحتلال حال تنفيذ عملية برية واسعة في رفح، التي تؤوي قرابة مليون و300 ألف نازح، يوضح أن المقاومة الفلسطينية الباسلة وجهت أمس الأحد إنذاراً مبكراً ورسالة واضحة للمستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي، عند تنفيذها لعملية "كرم أبو سالم" جنوباً، مشيراً إلى أن حدث "كرم أبو سالم" ووصفته المصادر الإسرائيلية بالحدث الخطير، يؤثر على معنويات جيش الاحتلال.

ويشير إلى أن عائلات جنود نظاميين "إسرائيليين" يشاركون في الحرب على غزة، قد قالت في رسالة لوزير الحرب يوآف غالانت إن أي عملية في رفح هي بمثابة «مصيدة موت لأبنائنا».

تحذيرات دولية وأممية واسعة من اجتياح رفح، وحكومة نتنياهو قد تدير الظهر لكل التحذيرات
وأخيراً، يُرجح اللواء عريقات أن تدير حكومة الاحتلال الظهر لكل التحذيرات الدولية والأممية الواسعة من تنفيذ أي عملية عسكرية واسعة في رفح، لا سيما في ظل موقف وزراء الصهيونية الدينية في حكومة نينياهو، ويطالبون باجتياح رفح بشكل فوري، وكان قادة الأجهزة الأمنية في دولة الاحتلال قد توصلوا في اجتماع قبل أيام إلى أن الحرب في غزة وصلت إلى طريق مسدودة، وأجمعوا على أولوية استعادة المُحتجزين الإسرائيليين في غزة، مقابل عودة الفلسطينيين لشمال القطاع دون شروط والانسحاب من محور "نتساريم"، وفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

في اليوم الـ213 من عدوان الاحتلال على قطاع غزة، استشهد 28 مواطناً، بينهم أطفال، إثر غارات مكثفة للاحتلال استهدفت 11 منزلا في مناطق شرق رفح الليلة الماضية، وفيما يستمر انتشال الشهداء من تحت أنقاض المنازل، أمر جيش الاحتلال سكان مناطق شرق رفح والنازحين إلى هذه المناطق، ويقدر عددهم بـ100 ألف مواطن، بالإخلاء والتوجه نحو ما زعم أنها "مناطق إنسانية" في خان يونس والمواصي (غرباً).

تصميم وتطوير