مستشفى العودة لوطن: الاحتلال يطبق حصاره علينا ونحذر من ارتكابه جرائم بحق المرضى والطواقم الطبية
رام الله – وطن: ما زال الاحتلال الاسرائيلي يواصل استهداف المستشفيات في قطاع غزة بالحصار والقصف والتدمير رغم تدمير معظمها وخروجها عن الخدمة بفعل الاستهدافات .
وعاد الاحتلال اليوم الأحد ليشدد حصاره على مستشفى العودة الواقع في شمال قطاع غزة، اذ تقدمت آليات الاحتلال منذ ساعات الصباح الى محيط المستشفى وأطبقت حصارها عليه بشكل كامل، ومنعت الوصول إليه أو الخروج منه حسب ما أكده الدكتور محمد صالحة القائم بأعمال مدير المستشفى.
وقال صالحة خلال حديثه لبرنامج "وطن في الظهيرة" ضمن موجة "غزة الصامدة، غزة الأمل" عبر شبكة وطن الإعلامية، إن الطواقم الطبية وضعت الأسرة الخاصة بالمصابين في ساحات أقسام المستشفى لحمايتهم وحماية المرافقين لهم، نظرا لتجربتنا السابقة في اقتحام المستشفى وحصاره في ديسمبر الماضي لمدة 18 يوما حيث كانت قوات الاحتلال قنصت في ذلك الوقت 3 من الكوادر الطبية أثناء التحرك داخل أروقة المستشفى كم عممنا على الطواقم الطبية بعدم التحرك داخل المستشفى من أمام الشبابيك .
وأكد صالحة أنهم لم يتمكنوا من استقبال اي من الجرحى والمصابين اليوم نتيجة الحصار المشدد على المستشفى، علما أن هناك عددا كبيرا من المصابين بحاجة الى تدخل فوري نتيجة الاستهدافات المكثفة والمتواصلة في مخيم جباليا.
وأضاف أن الخدمات التي يقدمها المستشفى هي خدمة الاستقبال والطوارئ والنسائية والولادة والجراحة العامة وجراحة العظام، كما ان المستشفى هو الوحيد في منطقة الشمال الذي يقدم خدمة علاج العظام علما أن 80 % من الإصابات بحاجة ماسة إلى تدخل في جراحة العظام، لافتا الى عدم قدرة الطواقم الطبية على تقديم أي من هذه الخدمات نتيجة الحصار.
وشدد صالحة على ان الطواقم الطبية مستمرون في تقديم الخدمات لمن هم متواجدين في المستشفى فهناك قرابة 15 مصابا بحاجة إلى رعاية قد تمتد لأكثر من شهر في بعض الحالات، بالإضافة الى وجود سيدتين مع طفليهما أجريت لهما عمليات قيصرية وكان من المفترض أن يتم خروجهن اليوم ولم يستطعن نتيجة الحصار.
وتابع صالحة "نأمل أن يسمح الاحتلال لطواقم الإسعاف بنقل الجرحى وإيصالهم إلى المستشفى ليتم التعامل مع إصاباتهم" لكن الاحتلال لا يحترم القوانين الدولية فخلال الحصار السابق للمستشفى قام الجنود بقنص عدد من النساء الحوامل اللواتي كن متواجدات واستشهد بعضهن بالإضافة إلى قنص عدد من المرضى والجرحى أثناء محاولتهم الوصول الينا وبقوا ملقين على الأرض طيلة 18 يوما.
وأكد صالحة وجود 93 من الطواقم الطبية ما زالت تعمل ضمن خطة للحفاظ على مقدرات المستشفى والحفاظ على الأرواح رغم الحصار، لافتا الى وجود نقص كبير في أعداد الطواقم الطبية نتيجة النزوح المستمر نحو الجنوب.
ونوه أن الاحتلال حيد وأضعف قدرة عمل المستشفى حيث تراجعت الخدمة المقدمة بنسبة 50 % نتيجة قصف طابقي المبيت في المبنى الثاني ما أدى الى استشهاد 3 أطباء وخروج 48 سريرا عن الخدمة.
وحذر صالحة من الكارثة التي ستلحق بالإصابات، وتحديدا عمليات البتر في الأطراف العلوية والسفلية نتيجة عدم تلقي المصابين العلاج حيث تم اجراء عمليات بتر نتيجة حجم الالتهابات لتلك الإصابات وكان من الممكن تقديم خدمات طبية وعلاجية لها وإنقاذها.
وناشد صالحة بضرورة التدخل العاجل من قبل المؤسسات الدولية والإنسانية لفك الحصار عن المستشفى للسماح للجرحى من الوصول اليه، وتقديم خدمة جراحة العظام، محذرا من خطورة استمرار الاستهداف المباشر لمستشفى كمال عدوان أيضا مع خروج بعض أقسامه عن الخدمة مضيفا في حال توقف الخدمة في مستشفيي كمال عدوان والعودة فلن يبق أي من المستشفيات في شمال القطاع.