"وطن" تنقل الصورة الكاملة من داخل المخيم

تدمير البُنية التحتية في مدينة جنين ومخيمها.. حربٌ من نوع آخر واستهدافٌ للبقاء

25.02.2024 09:31 PM

وطن للانباء: دمرت قوات الاحتلال البنية التحتية في مدينة جنين ومخيمها، خاصة في شارع حيفا عند "دوار الأحمدين"، والشارع العسكري، و"دوار يحيى عياش" و"دوار الجلبوني" و"دوار البطيخة" و"دوار الحثناوي"، كما دمرت "بسطات" مواطنين قرب "دوار الحمامة" ومنطقة "دوار زايد" في المدينة.

ويرى أهالي المخيم أن قوات الاحتلال تتعمد هدم وتجريف رموز المخيم والمدينة للضغط عليهم، وإشعارهم بحجم الخسارة المادية التي يتعرضون لها، بسبب وجود المقاومة بينهم.

الناشط الشبابي في مخيم جنين نضال نغنغية يقول إن الاحتلال يستهدف المواطنين باستهدافه للبنية التحتية، ويتعمد تصعيب حياة الأهالي في المخيم، لكسر الحاضنة الشعبية والمُجتمعية.

استهدافٌ شاملٌ لكل مقومات الحياة
ويشير إلى ان تخريب الشوارع وشبكات المياه والصرف الصحي، وشبكات الكهرباء والاتصالات والانترنت، وإلحاق الضرر بالمنشآت التعليمية والصحية، وتنفيذ عمليات اغتيال داخل المشافي، تندرج في إطار كي الوعي، وصراع الإرادات، من خلال الاستهداف الشامل لكل مقومات الحياة.

ويُشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين ومخيمها أكثر من 40 مرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفي كل مرة كان الاحتلال يتعمد إلحاق اكبر ضرر ممكن في البنية التحتية، حتى أصبح التنقل في شوارع المدينة والمخيم باستخدام سيارة أمراً مستحيلاً، نظراً للأضرار الهائلة التي لحقت بالشوراع.

واستناداً إلى نتائج ورقة بحثية صدرت عن معهد أبحاث السياسات الاقتصادية "ماس"، فإن  خسائر البنية التحتية في مدينة جنين ومخيمها، خلال الفترة المرصودة (أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2023) قدرت بـ8 مليون دولار أمريكي.

أضرارٌ هائلة ونزوح عائلات إلى مساكن أخرى خارج المخيم قسرياً
ويقول نضال نغنغية إن طبيعة الحياة المُجتمعية داخل المخيم تغيرت بعد السابع من أكتوبر الماضي، حيث إن عدداً من العائلات إضطرت للنزوح إلى مساكن أخرى في أحياء المدينة أو في ريفها القريب، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

ويشير إلى تضرر 2400 منزل بشكل كلي أو جزئي، موضحاً أن بعض المنازل تعرضت للاقتحام والتخريب غير مرة، ومن جهة أخرى يشير ضيفُنا إلى تضرر قرابة 400 محل تجاري كلياً أو جزئياً داخل المخيم وفي الاحياء المحيطة به، ناهيك عن تخريب قرابة 300 مركبة بشكل كلي أو جزئي.

إجراءات التعويض لم ترى النور حتى الآن
ورغم حصر الأضرار في كشوفات رسمية، وتسليمها للجهات المختصة، بهدف بحث إمكانية وآليات التعويض، لا سيما في الفترة المرصودة ( منذ مطلع العام الماضي 2023 وحتى شهر تموز من العام ذاته)، إلّا أن إجراءات التعويض لم ترى النور حتى يومنا هذا، وفقاً لضيفنا.

ويؤكد أن شركات التأمين رفضت تعويض أصحاب 12 مركبة متضررة في كانون ثاني من العام الماضي 2023، حيث إن بوالص التأمين لا تتضمن التعويض الناجم عن الاعتداءات الإسرائيلية، وفي الوقت ذاته لم تقدم أي جهات أخرى أي تعويض للمتضررين، رغم المطالبات المتكررة بتعويض الخسائر وجبر الضرر.

90% من سُكان المخيم وقاطنيه تعرضوا لانتهاكات الاحتلال بشكل مباشر
ويضيف خلال حديثه لموجة (غزة الصامدة.. غزة الأمل)، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية: "90% من سُكان المخيم وقاطنيه تعرضوا لانتهاكات الاحتلال بشكل مباشر، لذا بات لزاماً وواجباً وطنياً تقديم التدخلات الإسعافية الطارئة للمُتضررين، كلٌ حسب احتياجه، من أجل تعزيز صمود الاهالي في مخيم جنين، وقطع الطريق على مُخططات الاحتلال الخبيثة بكسر الحاضنة الشعبية والمُجتمعية للمقاومين في جنين".

ويُضاف إلى ذلك كله تعطل عدد كبير من العُمال عن العمل في الدااخل المحتل قسراً، بعد السابع من أكتوبر الماضي، وهو الأمر الذي يزيد من معاناة العائلات في مدينة جنين ومُخيمها، إضافة إلى الارتدادات الاقتصادية العميقة للعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ قرابة 5 أشهر.

تصميم وتطوير