التحديات التي تواجه المعلم الفلسطيني والعملية التعليمية

06.05.2024 10:44 PM

كتب عمر سليمان: 

لعل أكثر الأسئلة طرحا على شبكة الإنترنت فيما يخص العملية التعليمية ومستجدات التعليم في الوقت الراهن هو: ما هي أهم التحديات التي تواجه المعلم في العصر الرقمي؟!

وهو سؤال يفرضه التطور التكنولوجي الذي اجتاح العالم.. حتى دول العالم الثالث..

لكن لحظة...حسبك أن تتذكر أنك معلم فلسطيني حتى تعيد صياغة السؤال وتجدد القراءة.. ليكونَ السؤال هو: كيف يواجه المعلم تحديات الواقع المرير التي تسعى إلى إعاقة العملية التعليمية من خلال المساس به وبطلابه.. فهو أساس هذه العملية وركنها القائم..

لقد مر التعليم في الآونة الاخيرة بمطبات صعبة حاولت أن تحد من سرعة تقدمه.. وكانت أبرز تلك التحديات:

1_كارثة الوباء، حيث كان الامتناع عن التعليم الوجاهي واللجوء إلى التعليم عبر الإنترنت له ما له وعليه ما عليه من سلبيات، فرغم تطور الوسائط وتحديثها بما يوافق الوضع الذي كان قائما.. إلا أن هذا التعليم أبعد الطلبة عن جو الدراسة والرغبة في التعلم.

2_الأزمات المالية وما ترتب عليها من إضرابات وامتناع كثير من المعلمين عن إعطاء الحصص.

3_سياسات الاحتلال العنيفة ضد كل مقدرات هذا الشعب البشرية والمادية. لقد شكلت هذه العقبة إعاقة أكبر أمام سير العملية التعليمية بصورتها السليمة. فكثرت هجمات المستوطنين على المدارس واستشهد العديد من الطلبة خاصة بعد أحداث سبعة أكتوبر.

هذه العقبات زادت العبء على المعلم، فتجاوز دوره التعليمي ليصير جنديا وقائدا وممرضا ومرشدا وقاضيا يفك المناكفات ويحل المعضلات ويقف حارسا ليحقق شيئا من الأمان للطلبة على شوارع الموت.. بل ويعرض حياته لخطر الموت أو الإصابة. ورغم هذا الواقع الأليم الذي تحفه المخاطر وعلى راسها اعتداءات المستوطنين على الطلبة، ما زال الشعب الفلسطيني بفئاته كافة يقف صامدا في وجه هذه الاعتداءات العنيفة، ذلك أنه أمام معضلة خطيرة خاضعة للتهديد، وهو هدم جيل الشباب والناشئة... والتي سيقع على عاتقها بناء صرح الوطن... وطن الأبناء والأحفاد.. فلسطين المستقبل.. ومستقبل فلسطين..

فالهمم الشابة وكوادر التعليم لن تسمح لأكداس التراب أن تعيق وصولهم لمدارسهم.. ولن تمكن هؤلاء الشرذمة من التغني على اطلال انهيار الجيل وتخلفه.. نحن أمام ألف عقبة .. لكن بهمة فئات الشعب كله. وايمانه العميق بدوره.. وضميره الحي الذي يصيح في جنبات نفسه.. سيواجه هذه التحديات ويذلل الصعوبات ليبني الإنسان ثم الوطن.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير