اليوم السابع عشر بعد المائة لحرب الإبادة على غزة، 31 يناير 2024

زينب الغنيمي تكتب لوطن من غزة: الكود كابتر تُطلق النار عشوائيًا على الناس في مدينة غزة والمزيد من الشعور بالضيا

03.02.2024 04:50 PM

لليوم الرابع على التوالي يسقط اليوم المزيد من الشهداء والجرحى نتيجة استمرار طائرات الكود كابتر الصهيونية بملاحقة الناس وإطلاق الرصاص عليهم في الشوارع، بعد أن يُطلب منهم عبر الرسائل والمنشورات النزوح من أماكنهم إلى أماكن أخرى. فمن هُم في حي الرمال، يٌطلب منهم النزوح نحو دير البلح عبر كورنيش البحر، ولا يُسمح لهم بحمل أيٍّ من حاجياتهم.

والغريب في الموضوع أيضًا، أن تصل رسائلٌ للناس في أحياءٍ أخرى في مدينة غزة بالنزوح نحو جباليا، إمعانًا في تضليل الناس في حركتهم ليكونوا ضحايا الرصاص العشوائي.

كما يستمر الجيش الصهيوني باللعب بأعصاب الناس عبر إرسال الرسائل والمنشورات للنازحات والنازحين في رفح مضمونها: نهنئكم بالعودة إلى مدينة غزة. وقد وصلت قبل يومين لبعض الناس رسائل تقول لهم "رمضان يجمعنا" وهو شعار قنوات mbc التلفزيونية في شهر رمضان.

هذا في نفس الوقت الذي يجري فيه الحديث عن التوصّل لاتفاق هدنة لم يتم التوافق عليه، حيث يدّعي قادة الحرب أنهم موافقون على هدنة لتبادل الأسرى وعلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة غزة وشمالها، وهم يقومون بتناقض واضحٍ مع ادعاءاتهم بقصف ممر دخول الشاحنات المحمّلة بالطحين والمساعدات، لمنع الناس من الحصول على ما يسدّ جوعهم وجوع عائلاتهم.

وفي ظلّ كلّ هذه الظروف المأساوية، تستمرّ أحياء غزة القديمة بالازدحام بالنازحات والنازحين من أماكن متفرقة من المدينة والمدن الشمالية، ولا أحد يعلم ما الذي سيحدث في اليوم التالي، حيث يعيش الناس في قهرٍ وشعورٍ بالظلم والذل لأنّهم لا يملكون أيّ خيارٍ في حياتهم، ولا يستطيعون حتى التخطيط لليوم التالي.

تقول إحدى قريباتنا "صرنا نخاف حتى نحلم. حلمت امبارح بأختي، لقيتها اليوم جاية مع أهلي هربانين من البيت اللي قاعدين فيه بعد دخول الدبابات لمنطقتهم". ثم أضافت: "والله ما بدّي حتى أحلم بأي حدا أحسن ما تصير مصيبة وألاقيهم قدامي".

أمّا أنا، فينتابني الشعور بالعجز والقهر لأنني لا أستطيع الحركة أو فعل أيّ شيءٍ لتغيير ظروفنا الشخصية حتى أو الروتين القاتل الذي نعيشه، خصوصًا مع انقطاع الاتصالات وصعوبة التواصل وندرة الوصول للإنترنت، وليس أمامي إلا الصمود في حالة ترقّب وانتظار علّنا نشهدُ بعض التغيير الإيجابي.

زينب الغنيمي، من مدينة غزة تحت القصف والعدوان

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير