25 عاما على رحيل توفيق زياد.. ولا زالت "أناديكم"

06.07.2019 10:29 AM

وطن: توفيق زياد، شاعر من شعراء الأرض المحتلة والمقاومة الفلسطينية، إلى جانب محمود درويش وسميح القاسم وفدوى طوقان، كان ممن حملوا رسالة إنسانية لها أبعادها الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية.

ولد توفيق أمين زيّاد في مدينه الناصرة، في السابع من أيار عام 1929م، تعلّم في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة، وقد بدأت تتبلور شخصيته السياسية، وبرزت لديه موهبة الشعر، ثم غادر إلى موسكو ليدرس الأدب.

شغل منصب رئيس مدينة الناصرة ثلاث فترات انتخابية، وكان عضو كنيست في 6 دورات انتخابية عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي، ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي، وفيما بعد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

تزوج من رفيقة دربه نائلة يوسف صباغ، وهي من عائلة شيوعية عريقة، كان زواجهما حدثاً صارخاً في حياة المدينة، فهي من عائلة مسيحية، أما هو فمن عائلة مسلمة.

توفي والده منذ صغر سنه فاضطر للاعتماد على نفسه، وحرص على إكمال تعليمه، سافر إلى سوريا وتعلّم مهنة التمريض لمدة 3 سنوات، كان حلمه أن يصبح طبيبا، لكن الظروف السياسية والاقتصادية حالت دون ذلك.

عانى مرارة اليتم صغيراً، وتفتحت عيناه على أم كان يشم رائحة خبزها طازجا، أمه التي عملت في الأرض لتساعد زوجها في مواجهة الفقر الذي يعيشونه، فكانت تخبز كل صباح لبيع الخبز، لذلك كان مولعا بأغنية سيد درويش “الحلوة دي بتعجن في الفجرية” فكانت أشعاره تشد أزر المقاومين الفلسطينيين وتبعث رسائل الأمل.

عرف شاعرا ومهتما بالأدب الشعبي، وقاصّا، شاعر وكاتب سياسي عمل على ترجمة العديد من الأعمال الأدبية الروسية وأعمال الشاعر التركي ناظم حكمت، لعب دورا رياديا في مسيرة النضال الفلسطيني فهو من شعراء المقاومة الفلسطينية، وهو من أهم الشعراء الذين أسسوا لحركة الشعر الفلسطيني بعد النكبة عام 1948 م.

غنى "أبو الأمين" للأطفال ولسجناء الحرية، لثورات الشعوب، لكوبا والجزائر،  لمصر والعراق ورفاقه في السودان وموسكو وغيرها.

كان خطيبا ملهما في الأول من أيار "يوم العمال" ومهرجانات يوم الأرض والعديد من المناسبات الوطنية، دائم الخوف على تراثنا الفلسطيني من الضياع والاندثار، داعيا في كتابه قصص من الأدب الشعبي الفلسطيني، الشعراء والأدباء أن يحفظوا تراث شعبنا.

من أعماله الشعرية:
أشد على أياديكم
ادفنوا موتاكم وانهضوا
أغنيات الثورة والغضب
عمان في أيلول
تهليلة الموت والشهادة
شيوعيون
كلمات مقاتلة
سجناء الحرية
سمر في السجن

الأعمال النثرية مثل: دراسة عن الأدب الشعبي، صور من الأدب الشعبي الفلسطيني، حكايات فلكلورية باسم حال الدنيا، أو المختارات القصصية الوحيدة التي صدرت هي التي أصدرها حبيب بولس عام 1987م إذ اختار قصتين من مجموعة “حال الدنيا” و “أبو حنيك وعبد القهوة”.

من أجمل أشعاره:
أناديكم ..أشد على أياديكم

أبوس الأرض تحت نعالكم

وأقول: أفديكم

وأهديكم ضيا عيني

ودفء القلب أعطيكم

بعض قصائد توفيق زياد لُحّنت وغُنيّت بحناجر المطربين، أمثال مارسيل خليفة في أغنية "أشد على أيديكم"

وفي قصيدة السكر المرّ يخاطب فلسطين قائلاً:

أجيبيني

أنادي جرحك المملوء ملحاً يا فلسطيني

أناديه وأصرخ:

ذوّبيني فيه ..صبيّني

أنا ابنك خلّفتني ها هنا المأساة

عنقاً تحت سكين

أعيش على حفيف الشوق..

وأكتب للصعاليك القصائد سكراً مرا

الحياة السياسية لتوفيق زياد:

ناضل زياد من أجل نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه، فدخل في الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وأصبح عضواً للكنيست أكثر من فترة انتخابية كما شغل منصب رئيس  بلدية  الناصرة من عام 1975حتى وفاته، كان له دور مهم في الإضراب والأحداث في يوم الأرض سنة 1976 م، حيث تظاهر آلاف الفلسطينيين ضد مصادرة الأراضي وتهويد الجليل.

شعر توفيق زياد  تناول فيه قضايا الإنسان ووجوده وحقوقه الطبيعية في الأمن والعدل والانتماء والعيش الكريم، فكانت أشعاره تشد أزر المقاومين عبر رسائل أمل لنفوسهم.

محاولة اغتيال توفيق زيّاد
كان هدفا لسلطات الاحتلال، فهو رمز من رموز الصمود الفلسطيني، كما تعرض للعديد من محاولات الاغتيال خلال فترة رئاسة البلدية، وقد حصل الاعتداء على بيته في إضراب صبرا وشاتيلا عام 1982 وفي إضراب عام 1990 ، وفي مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 م.

توفي توفيق زياد إثر حادث مروع في منطقة الغور الأردنية في 5 تموز عام 1994 م، وهو في طريق عودته من استقبال ياسر عرفات عائداً إلى أريحا بعد اتفاقيات أوسلو.

تصميم وتطوير