بتمويل من الاتحاد الاوروبي .. مشروع جذور يمكّن عائلة صافي من الصمود على أرضها بنحالين

11.11.2016 06:44 PM

رام الله - وطن:  انضمت عائلة صافي إلى سكان قرية نحالين ومتطوعين محليين ودوليين وممثلين عن الاتحاد الأوروبي للمشاركة في فعالية "يد بيد" الجماعية لقطف الزيتون التي نظمها الاتحاد الأوروبي واتحاد لجان العمل الزراعي.

وتعيش العائلة في نحالين التي تقع في الجنوب الغربي لمدينة بيت لحم. ويعمل الأب جمال صافي كمدرّس ليعيل عائلته. أما زوجته نوال، فاستقالت من وظيفتها مؤخراً لتتفرّغ للعائلة والعمل في الأرض.

كانت العائلة تعاني من صعوبات في الوصول إلى أرضها بسبب عدم وجود طريق توصلهم لأرضهم، فيضطرون إلى قطع مئات الأمتار مشياً على الأقدام، حيث قال جمال: "كان الذهاب إلى الأرض عملية صعبة جداً ومرهقة، خاصةً خلال موسم قطف الزيتون. حيث كنا نمشي طريق طويلة ونحن نحمل المعدات والأغراض وفي آخر النهار نكون مجبرين مرّة أخرى على حمل المعدات والزيتون". وأضاف قائلاً: "لقد كانت الأرض تقريباً ميتة. نأتي إليها عند الحاجة الضرورية ولا نهتم بها كما يجب".

في عام 2015، بدأت لجان العمل الزراعي بتنفيذ مشروع "جذور" الممول من الاتحاد الاوروبي من أجل مساعدة الفلسطينيين في نشاطات تتعلق بإعادة تأهيل الطرق واستصلاح الأراضي وبناء مرافق المياه. وكانت نحالين من بين 22 قرية مستفيدة من المشروع نظراً للتحديات التي تواجهها بسبب المستوطنات المحيطة بها والتوسع الاستيطاني المستمر.

استفادت عائلة صافي من اعادة تأهيل طريق سهّل عليها مهمة الوصول لأرضها، فأصبحت العائلة تذهب إلى الأرض كل يوم تقريباً من أجل الاعتناء بها ومن أجل التنزه. أضاف جمال ايضا: "منذ أن شُقَت الطريق، وأنا أزور أرضي كل يوم تقريباً حاملاً السماد والمعدات من أجل العمل بها وحراثتها". موضحاً بأنه إلى جانب القيمة المعنوية لذلك، فإن فتح الطريق سوف يكون له مردود مادي جيد على العائلة باعتبار ان الاعتناء بالأرض سوف يزيد من انتاجيتها.

أما زوجته منال فكانت بالكاد ما تقوم بزيادة الأرض: "لقد كان الذهاب إلى الأرض هَم بالنسبة لي. فالطريق وعرة وطويلة. لا استطيع أن أصف فرحتي لأنني استطيع أن اتى الآن متى شئت". وتابعت حديثها بابتسامة كبيرة قائلة: "حتى الأهل والأصدقاء أصبحوا يأتون إلى ارضنا من أجل الجلوس في الهواء الطلق واحيانا للشواء. هذه الطريق أحيت أرضنا بكل معنى الكلمة".

وعن تواجد العشرات من الشبان والمتطوعين لمساعدتهم في قطف الزيتون، قالت نوال: "هل يوجد أفضل من هذه الأجواء؟ نحن بالعادة نكون سعداء أثناء قطف الزيتون، ولكن الأجواء اليوم مميزة جداً". أما جمال فقال: "هذه الفعاليات أيضاً مهمة في تعميق العلاقة بين الشباب والأرض. فالجيل الجديد ابتعد عن الأرض بسبب الاستيطان لأننا نخشى من اصطحاب أبنائنا إلى الأراضي القريبة من المستوطنات بسبب اعتداءاتهم علينا".

عائلة صافي ليست سوى واحدة من مئات المستفيدين بالقرى الفلسطينية التي تقع أراضيها بمناطق "ج". فمع انتهاء المرحلة الثانية من مشروع جذور، سيكون قد تم استصلاح 1200 دونماً، وشق وإعادة تأهيل ما يقارب 70 كيلو متراً تسهّل وصول المواطنين إلى أراضيهم الزراعية، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الزراعية الأخرى كبناء سد مائي ومحمية رعوية وتنظيم ورشات عمل للمزارعين.  فوفقاً لمديرة مشروع جذور جريس عودة، فقد تم "بناء 70 بئراً في قرية نحالين لوحدها من أجل توفير مصدر دائم للمياه للمزارعين الذين كانوا يعانون من عدم توفر المياه أو شبكات للري بسبب قرب الأرض من المستوطنات ووقوعها في منطقة ج".

بالطبع، لقد ساعدت هذه الآبار من تخفيف أعباء اقتصادية على المزارعين الذين كانوا مجبرين على شراء المياه ودفع ما يقارب 600 شيكل سنوياً، إلى جانب تمكنهم من زراعة أصناف جديدة ومتداخلة بسبب توفر المياه.

لقد كان المهندس الزراعي محمد صافي يعمل بالقرب من عائلة جمال، وعلّق قائلاً: "مع بداية العمل في مشروع جذور وشق الطرق الزراعية التي سهلت وصول المزارعين، بدأ أهالي القرية يهتمون بأراضيهم بشكل اكبر، الأمر الذي يزيد من فرصة تطوير وتنمية المساحات المتبقية من الأرض، مما يساهم في حمايتها من الاستيطان لان تمكين المزارعين في أراضيهم واستصلاحها يحد من تفكير المستوطنين في السيطرة عليها".

كغيرها من العائلات الفلسطينية، اجتمعت عائلة صافي في موسم قطف الزيتون الذي يعتبر مناسبة لقضاء أجواء عائلية تبقى ذكراها محفورة إلى الأبد. جمال، اختتم حديثه مع وطن قائلاً: "في نهاية المطاف، فإن فتح الطرق الزراعية سيساعدنا بالصمود في أراضينا وكسب رزقنا".

تصميم وتطوير