ابو مازن يذكر امريكا بـ "الجبل الشامخ"

12.11.2015 07:03 PM

وطن - رأي اليوم: من جديد لم يعد الاتصال الذي كان يأمله الرئيس “أبو مازن” من جهة الإدارة الأمريكية بأي شيء مثمر، بعد لقاءات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو مع كل من الرئيس باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري، في ظل الخشية من مخططات إسرائيل القادمة أحادية الجانب للتهرب من عملية السلام.

قبل أيام أعلن أبو مازن من مصر التي التقى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه وفقا لتفاهمات عمان مع كيري، ينتظر أن يبلغ بما ستكون عليه أوضاع العملية السلمية المتعثرة والمتوقفة بعد لقاء أوباما نتنياهو، وأن ذلك سيكون من خلال الاتصال الأمريكي بالرئيس شخصيا لإعلامه بالأمر.

غير أن ذلك لم يتم، إذ لم يبادر كيري حتى اللحظة، ورغم عقده هو شخصيا لقاءا مع نتانياهو بعد لقاء أوباما، للاتصال بأبو مازن، ليندفع الأخير حسب معلومات “رأي اليوم” ويطلب من عدد من المسؤولين الفلسطينيين وآخرين من المقربين من الإدارة الأمريكية من مسؤولين عرب وفلسطينيين إجراء اتصالات من طرفهم للاستفسار عن الأمر، وعن آخر المستجدات السياسية، وما تم التوصل إليه في القمة الأمريكية الإسرائيلية.

الاتصالات التي أجريت بهذا الشأن وأهمها اتصال مسؤول فلسطيني رفيع جميعها لم تنجح في فهم الحقيقية، وذلك لعدم وجود رد أمريكي مباشر، وهو ما فهم بأنه لم يتم التوصل تحديدا في الملف الفلسطيني إلى اتفاق أمريكي إسرائيلي، أو بالأحرى كما قال أحد المسئولين الفلسطينيين “لم تستطع الإدارة الأمريكية فرض أي شيء على نتانياهو كما وعد كيري الرئيس أبو مازن في عمان”.

وقبل ذلك الاتصال، ولشعوره من الرسائل الأمريكية من قبل أحد موظفي البيت الأبيض الكبار، والتي ذكر فيها انه لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية خلال الفترة المتبقية من حكم أوباما، اشتكى أبو مازن “خداع كيري” لنظيره المصري في القاهرة، وكرر الأمر لعدد من المسؤولين العرب وفي مقدمتهم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وأبلغهم بأن كيري في سبيل التوصل إلى تفاهمات الأقصى لوقف الغضب الفلسطيني، وكان قد أكد في عمان نهايات الشهر الماضي، بأن واشنطن ستضغط كثيرا من أجل فرض حل وانطلاق جديد لعملية السلام، وفق حل الدولتين، مع وقف للاستيطان خلال التفاوض، وتحديد سقف زمني، وجميعها مطالب ينادي بها الجانب الفلسطيني.

وقد دفع الموقف الأمريكي وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للطلب من القيادة الفلسطينية بأن تقرر ما هي الخطوات التي يجب عليها اتخاذها بعد أن نفضت الإدارة الأمريكية أيديها من عملية السلام.

وأشار المالكي إلى أن القيادة الفلسطينية تنتظر الآن فيما إذا كان لدى الاتحاد الأوروبي الرغبة والقوة والشجاعة في تحمل مسؤولياته تجاه عملية السلام، وقال محذرا “وإلا فلكل حادث حديث وسوف تحدد القيادة ماهية الخيارات المقبلة”.

“رأي اليوم” فهمت من أحد المسؤولين الفلسطينيين أن أكثر ما يؤرق القيادة في هذا الوقت هي “الخطوات الاحادية” أو “خطوات حسن النية” التي أعلن نتانياهو بانه سيتخذها، وهي خطوات ترى القيادة انها ستكون عبارة عن مسكنات لموجة الغضب والمعارضة الدولية لسياسات إسرائيل، خاصة وان القيادة الفلسطينية متيقنة بان نتانياهو لن يقدر على اتخاذ هذه الخطوات بسبب المعارضة الداخلية من الائتلاف الحاكم في تل أبيب.

وقد اعلن نتانياهو في أمريكا في كلمة له بمركز التطوير الأمريكي أنه لا يستبعد التحرك السياسي احادي الجانب من قبل حكومته مع الفلسطينيين، والذي يتضمن الانسحاب من بعض مناطق الضفة الغربية، وفي هذا الاطار حدد شروط عامة لهذا التحرك السياسي الذي شدد على ضرورة ان يأخذ بالاعتبار مصالح اسرائيل الأمنية، وأن يكون ضمن تفاهمات دولية واسعة، ودون مشاركة الجانب الفلسطيني في هذه الخطة.

ويبدي الجانب الفلسطيني تخوفا من الخطوات الأحادية التي لا يعلم ملامحها الأساسية، مع جهله بالمخطط السياسي الذي دفع بنتانياهو للإعلان عنها.
الرئيس  أبو مازن الذي فوجئ بالموقف الإسرائيلي الجديد، والذي أعلن عنه في واشنطن، وحسب المسؤول الفلسطيني  عبر عن غضبه  في كلمته المتلفزة بذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، حين قال “نحن مصممون على العيش بحرية وكرامة، وإفشال كل مخططات الاستيطان الاستعماري، في فلسطين عامة وبخاصة في القدس، فالجبل ما زال في مكانه لا تهزه الريح، وشعبنا الشامخ الأبي، تتكسر على صخرة صموده حراب الاحتلال وغطرسة القوة الغاشمة، وسيبقى مرابطا في أرضه المباركة المقدسة، ولن تذهب تضحياتك وتضحيات شهدائنا هدرا”.

وأكد في كلمته أيضا أن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، لن يتحقق أي منها، إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا، وباستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس المحتلة، على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

تصميم وتطوير