موسم الزيتون يبدأ باعتداءات دموية على المزارعين ويُنذر بكارثة
حرب "إسرائيل" المفتوحة على شجرة الزيتون.. ضربٌ للمحصول الاقتصادي الاستراتيجي وللرمزية
وطن: بدأ موسم الزيتون في الضفة الغربية، باعتداءت دموية على المزارعين وقاطفي الزيتون في قرية اللبن الغربي غرب رام الله، حيث اعتدى مستوطنون على الأهالي الذين توجهوا على شكل مجموعات لقطف ثمار الزيتون، وجرى استهداف العائلات بالضرب والتكسير ما يدل على منهجية متطرفة، تحتاج إلى مستويات عالية من الوعي والحذر والإعداد لإنقاذ موسم الزيتون الحالي، بعد استهداف الموسم الماضي.
هجمات المستوطنين الأخيرة في منطقة غرب رام الله، تُنذر بكارثة قد تحل بموسم الزيتون، لا سيّما مع صعود حكومة المستوطنين إلى سدة الحُكم في دولة الاحتلال، وتسعى لإرهاب أهالي الضفة ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية وقطف الزيتون، ضمن مخطط الضغط الاقتصادي الرامي للتهجير الطوعي في نهاية المطاف.
موسم الزيتون هدفٌ دائمٌ للمستوطنين، وتوثيق استشهاد 15 مزارعاً منذ السابع من أكتوبر الماضي
منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة، يقول إن موسم الزيتون كان هدفاً للمستوطنين في مختلف المناطق في الضفة الغربية، على مدار الأعوام الماضية، واتخذت اعتداءات المستوطنين أشكالاً مختلفة، مثل الاعتداء على المزراعين وقاطفي الزيتون وسرقة المحصول، وتقطيع وحرق أشجار الزيتون، إضافة إلى إطلاق الرصاص على المزراعين ما أدى إلى استشهاد 15 مزارعاً منذ السابع من اكتوبر الماضي، وفقاً لتوثيق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان واتحاد المزراعين الفلسطينيين.
استهداف الأراضي المزروعة بالزيتون ضربٌ لأحد الأعمدة الاقتصادية للفلسطينيين
ويشير جمعة في حديثه لـ"نشرة وطن الاقتصادية"، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى أن الاحتلال يسعى لضرب موسم الزيتون خلال العام الحالي، ويعتبر الزيتون واحداً من أهم المحاصيل الاقتصادية "الاستراتيجية" في فلسطين، أضف إلى ذلك سعي الاحتلال لضرب رمزية شجرة الزيتون.
ويؤكد أن استهداف الأراضي المزروعة بالزيتون في مناطق وسط وشمال وجنوب الضفة، ضرب لأحد الاعمدة الاقتصادية للفلسطينيين في هذه المواقع.
غول الاستيطان يهدد حقول الزيتون في وسط الضفة لخدمة التوسع الاستيطاني في "أرئيل"
وحول تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين، وتسارع وتيرة قرارات مصادرة الأراضي وإخطارات الهدم في مناطق وسط الضفة (سلفيت، وجنوب نابلس، وشمال وشرق وغرب رام الله)، يوضح جمعة أن الاحتلال يسعى لتوسيع القَطع الجُغرافي العرضي، لخدمة التوسع الاستيطاني للكتلة الاستيطانية الأضخم على أراضي الضفة الغربية، ألا وهي "أرئيل".
ولا يمكن الفصل بين تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين في مناطق وسط الضفة، والمُخططات الإسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني، وإرساء قواعد جغرافية وسياسية جديدة على الأرض في الضفة المُحتلة.
المناطق المُستهدفة مناطق غنية ومصدرٌ مُهمٌ للمياه الجوفية
وتعتبر المناطق المُستهدفة مناطق غنية ومصدراً مُهماً للمياه الجوفية في الضفة يقول جمعة، موضحاً أن الاحتلال يستغل ما نسبته 80% من مياه الحوض المائي الغربي، حيث يجثم جدار الفصل العنصري عند أقدام الحوض المائي الغربي، حيثُ المصبات غرب الضفة، تحديداً على أراضي قلقيلية غرباً.
ومن جهة أخرى تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الاغوار وفي مسافر يطا جنوب الخليل، بهدف ضرب الاقتصاد الزراعي الفلسطيني، في خضم الحرب الإسرائيلية المفتوحة على الانسان والأرض.
ويشير ضيفُنا إلى تهجير 30 تجمعاً بدوياً في الأغوار منذ السابع من أكتوبر الماضي، ويجري كلُ ذلك لفرد وتأسيس وضع إقتصادي بائس ويائس للفلسطينيين، لتسهيل تمرير وتنفيذ المُخططات الإسرائيلية لضم الضفة والأغوار.
في ظل تصاعد المخاوف من إفشال موسم الزيتون الحالي، ما المطلوب لإنقاذه وحماية المزارعين؟
وبينما تتصاعد المخاوف من إفشال موسم الزيتون الحالي كما الموسم السابق، حيث تسببت إجراءات الاحتلال وقيوده بعدم الوصول المزراعين إلى نحو 70% من الأراضي المزروعة بالزيتون، يُطالب ضيفُنا بتنفيذ إجراءات البرنامج الوطني لدعم المزراعين وقاطفي الزيتون بأسرع وقت ممكن، وكانت وزارة الزرعة قد عقدت اجتماعاً في رام الله، ضم كافة المؤسسات التي تعنى بقطاع الزراعة، من أجل وضع خطط منهجية لحماية المزارعين والحفاظ على موسم قطف الزيتون.
ويطالب أيضاً بتخصيص كل الإمكانات والطاقات المُتاحة لإنقاذ موسم الزيتون الحالي، في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من عزل مزارعي قاطفي الزيتون عن أراضيهم الزراعية، بما يُشكل خطراً حقيقياً بشأن مُصادرتها بعد عزل المزارعين.