مركز القدس الدولي لوطن: المنظمات الاستيطانية تكثف نشاطها في "الاعياد اليهودية" لتهويد القدس والمسجد الأقصى

03.10.2024 12:38 PM

رام الله -  وطن: تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططاتها الرامية إلى تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى، من خلال سلسلة من الانتهاكات السياسية والدينية، وسط تصاعد لجرائم المستوطنين في المدينة المقدسة.

وقال الدكتور حسن خاطر، رئيس مركز القدس الدولي، بأن للقدس مكانة محورية في المشروع الصهيوني منذ نشأته، حيث تعتبر العمود الفقري له، وكانت الانتهاكات المتكررة بحقها سببًا في اندلاع ثورات شعبية كبرى، أبرزها ثورة البراق التي امتدت إلى كافة الأراضي الفلسطينية وأجزاء من بلاد الشام.

وأكد خاطر أن جميع الانتفاضات والثورات الفلسطينية كانت بدافع الدفاع عن المسجد الأقصى، حيث يسعى الاحتلال إلى فرض سيطرته على المدينة وتحويل المسجد الأقصى إلى رمز ديني لمشروعه التهويدي.

وأضاف أن ما يجري من عمليات هدم للمنازل المقدسية، وسحب للهويات، وتهجير للسكان، وحصار مستمر يهدف إلى السيطرة على المدينة المقدسة وتهويدها بالكامل.

وأشار خاطر إلى أن شهر أكتوبر يُعد من أخطر الفترات على المسجد الأقصى، إذ يشهد الأعياد الدينية اليهودية، والتي يجري فيها اقتحام الأقصى بحشود كبيرة من المستوطنين والمنظمات الصهيونية المتطرفة في المدينة المقدسة، حيث أن هناك نحو 63 منظمة صهيونية تتسابق في ترك بصمتها فيما يتعلق بالسيطرة على المسجد الأقصى.

ولفت خاطر إلى أن الاحتلال يعمل على تربية الأطفال وفق مزاعم وادعاءات دينية متعلقة بالمسجد الأقصى، بهدف غرس عقيدة تهويدية في نفوس الأجيال الناشئة، خاصة في المدارس الدينية. وأوضح أن هذا الصراع الديني يؤدي إلى تصاعد الصراعات بصورة أعمق من الصراعات السياسية.

وحول حملة القمع ضد الشباب المقدسي، قال خاطر إن الاحتلال يسعى إلى تكميم الأفواه وقتل أي شكل من أشكال المقاومة، مشيرًا إلى أن استهداف الشباب في القدس يتم بشكل مستمر، وأن الاحتلال لا يريد أي مقاومة لروايته وإجراءاته. مؤكدا أن سياسة تكميم الأفواه تشمل كافة الشرائح، من الشباب إلى كبار السن والعلماء، وعلى رأسهم الشيخ عكرمة صبري.

وأضاف أن الاحتلال يحول أبواب المسجد الأقصى إلى ثكنات عسكرية، بهدف تخويف المصلين وإعطائهم انطباعًا بأن التوجه إلى المسجد الأقصى يمثل خطرًا، في محاولة لعزل المسلمين عنه. وأشار إلى أن الاحتلال اختبر ردود فعل المسلمين إزاء المسجد الأقصى منذ حريقه في عام 1969، وأنه يعتبر ردود الفعل الضعيفة ضوء أخضر للاستمرار في سياساته العدوانية ضد المسجد.

وفيما يتعلق بالمشاريع الاستيطانية والحفريات، أوضح الدكتور خاطر أن الاحتلال يعمل بسرية تامة تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة، ولا يسمح لأحد بالاطلاع على تفاصيل هذه الحفريات التي يعتبرها "عملية عسكرية"، مشيرًا إلى أن ما يجري تحت الأرض يُعد تخريبًا لما هو فوق الأرض.

وطالب بتشكيل لجنة مستقلة من المهندسين لتقييم أوضاع المباني داخل المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وقد وافقت اليونسكو على هذا الطلب، لكن الاحتلال رفض ذلك، مما يثير الشكوك حول حجم الخطر الحقيقي الذي يهدد هذه المباني.

تصميم وتطوير