الشهيد معتز.. كان يستعد لدخول الجامعة لكن رصاص الاحتلال سرق حياته وحلمه
وطن- حنين قواريق: بين آخر أوراقِ وشهادات في مسيرته الدراسية التي لم يُكملها.. تغوص والدةُ الشهيد معتز صرصور تائهةً من بعده.
كتبه المدرسية وشهادة نجاحه في الثانوية العامة، هي ما تبقت لوالديّن مع بضع صور معلقة أرجاء المنزل للشهداء، عُلقت بيدي معتز، لتُضاف صورته إليهم عقب ارتقائه في الثالث عشر من أغسطس العام الجاري.
تقول ليلين والدة الشهيد معتز، لـوطن، إنه أُصيب بشظايا رصاص الاحتلال الإسرائيلي، قبل ارتقائه بعام، ونجا منها، وخرج سليماً، لكن استهداف الاحتلال للفلسطيني يستمر في كل زمان ومكان، فأصيب مرة أخرى مساء اليوم الـ18 من الشهر الثامن المنصرم، وارتقى على إثرها، حيث أصيب برصاصة في قلبه.
وتابعت: "قبل ارتقائه طلبنا من معتز أن يرجع مبكراً إلى المنزل، ليقدم امتحان القبول في الجامعة صباح اليوم التالي، لكنه ارتقى قبل ذلك" .
معتز.. الشهيد الصغير مواليد عام 2006، قضى آخر سنة من عمره في بيوت الشهداء ومع عائلات الأسرى، يُساند وجعاً هنا، ويُداري أنيناً هناك، إلى أن ترك جرحاً في قلب والدته، لن يقدرَ هو، على تضميده.
وتُكمل ليلين، اقتباساً كما قالت: "وين ما كان بروح، عند عائلات الشهداء والأسرى، دُهشت في كمية أهالي الشهداء الذين حضروا لتعزيتي وأخبروني بأنهم يعرفون معتز، وأنه كان كثير التردد عندهم، بالرغم من بعدهم جغرافياً عن مخيم الأمعري الذي نقطن به" .
"عاش معتز حياته محبوباً خدوماً، صديقاً وفياً، وابناً باراً"، كما أكدت والدته.
سُرقت زهرة عمره برصاصة إسرائيلية، قبل أن يكون صداقات جامعية، بعد التحاقه بها لإدخال البهجة في نفس ذويه.. عاشَ سنينَ كانت ثقيلة على الاحتلال، لكنها خفيفة ظل على والدة لم تشبع من حضن ابن تراه طفلاً لم يكبر يوماً في عينها.