الجمعية التعاونية لمزارعي النخيل في أريحا والأغوار لوطن: قطاع النخيل في فلسطين يواجه أزمات متعددة جراء اعتداءات الاحتلال وصعوبات التسويق والتصدير
رام الله – وطن: تتعرض محافظة أريحا والأغوار التي تعد "سلة الغذاء" الفلسطينية، لاعتداءات مستمرة من قِبل الاحتلال، لا سيما في القطاع الزراعي، وبالأخص قطاع زراعة النخيل.
ويواجه هذا القطاع سلسلة من الانتهاكات، بدءًا بمحاولات الاحتلال الاستيلاء على الأراضي الزراعية ومنع وصول المزارعين إلى أشجار النخيل، وصولًا إلى إغراق السوق الفلسطيني بمنتجات مهربة ذات تأثيرات سلبية على التسويق المحلي، كما تعرض قطاع النخيل في غزة لأضرار جسيمة بسبب التراجع الكبير في الإنتاج والجودة نتيجة استمرار الحرب.
وقال مدير الجمعية التعاونية لمزارعي النخيل في أريحا والأغوار محمد القواسمي، إن القطاع يمر بأزمة كبيرة، ورغم أن الفلسطينيين معتادون على إدارة الأزمات، إلا أن هناك صعوبات كبيرة تواجههم، مثل تعرض المزارعين لهجمات المستوطنين وجيش الاحتلال خلال موسم الحصاد، خاصة وأن معظم المزارع تقع في مناطق "c"، بالإضافة إلى ذلك، تضرر قطاع غزة بشكل بالغ بحيث أصبح غير قادر على إنتاج حتى كميات بسيطة من التمور.
وأشار القواسمي خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة "غزة الصامدة، غزة الأمل" عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى أن إغلاق المعابر، لا سيما ميناء حيفا، أدى إلى تراكم المنتجات الفلسطينية، مما تسبب في صعوبات تخزينية كبيرة، خاصة أن التمور تحتاج إلى التبريد، مؤكدا أن قطاع النخيل يُعد المصدر الزراعي الأول للاقتصاد الفلسطيني، متجاوزًا في أهميته حتى زيت الزيتون.
وأوضح القواسمي أن صفقات البيع والشراء تُعقد قبل بدء موسم الإنتاج بفترة، لكن مع اقتراب نهاية موسم الحصاد، باتت قضية التصدير تواجه مشاكل واضحة بسبب عدم السيطرة الفلسطينية على القرارات المتعلقة بذلك، مطالبا بضرورة الضغط السياسي من قِبل السلطة الفلسطينية والداعمين الخارجيين لفتح المعابر وتسهيل تصدير المنتجات الفلسطينية.
كما أشار القواسمي إلى أهمية قطاع غزة في تعزيز كميات الإنتاج وجودة التمور في فلسطين، حيث يتميز بإنتاج أصناف أخرى من التمور مثل "السكري" و"التلاوي" و"البرحي"، وهي أنواع تحتاجها الأسواق الفلسطينية ويمكنها سد الفجوة التي تسببها التحديات الزراعية في غزة.
وفيما يتعلق بمكافحة "سوسة النخيل الحمراء"، أوضح القواسمي أن هناك ثلاثة محاور أساسية: الوقاية، الاكتشاف المبكر، والعلاج، وأشار إلى أن الجمعية تعاقدت مع شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية والطائرات المسيرة للكشف المبكر عن الإصابة بسوسة النخيل، وهو الحل الأكثر استقرارًا وفعالية.
وأكد القواسمي أن لدى فلسطين فرصة خلال السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة لتسويق تمورها بشكل كامل دوليًا، مستفيدين من مقاطعة التمور الإسرائيلية، ودعا وزارة الزراعة ووزارة الاقتصاد إلى تكثيف الجهود لضمان استدامة وتسويق أكبر للتمور الفلسطينية، وتعزيز وعي الجمهور بجودة هذا المنتج المميز.