المُختص في الشؤون الإسرائيلية د. علي الأعور يقدم تحليلاً عبر "وطن"
ما مصير جبهة جنوب لبنان بعد اغتيال نصر الله؟ وهل سيستمر نتنياهو بسياسة الاغتيالات؟
وطن: نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن الرئيس جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني نصر الله قد يشعل حربا إقليمية وطلب منه وقف نيرانه.
وتعيش المنطقة حالة من الترقب الحذر لرد حزب الله اللبناني على اغتيال أمينه العام، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء أول أمس الجمعة، وبدأت التساؤلات تطرح حول مصير جبهة الجنوب بعدما كان نصر الله قد أعلن سابقا، رغم كل الخسائر البشرية والتضحيات الجسيمة، رفضه فك الارتباط بين الجبهتين، وتوعد بإفشال هدف "إسرائيل" في إعادة سكان المستوطنات إلى شمال فلسطين المُحتلة.
اغتيال "نصر الله" التصعيد الأخطر
وفي تعليقه على ذلك يقول المُختص في الشؤون الإسرائيلية د. علي الأعور، إن الحكومة الإسرائيلية لم تكن لتُقدم على مثل هذا التصعيد الخطير باغتيال نصر الله، دون الضوء الأمريكي الأخضر، مشيراً إلى إلقاء إسرائيل نحو 85 طناً من المواد المُتفجرة على مكان الاستهداف في حارة حريك، في ضاحية بيروت الجنوبية، لضمان نجاح عملية الاغتيال.
ويصف الأعور اغتيال نصر الله وقادة آخرين من الحزب بالتصعيد الأخطر، منذ بدء المناورات بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، على جانبي الحدود في الثامن من أكتوبر الماضي، وإعلان حزب الله فتح جبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة.
ويرجح أن يستمر الجيش الإسرائيلي في سياسة الاغتيالات والتدمير، لافتاً إلى أوامر إسرائيلية جديدة لإخلاء قرى في الجنوب اللبناني، والتهديدات الإسرائيلية للطائرة الإيرانية في طريقها لمطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت.
بعد اغتيال أمينه العام.. هل سينتقل "حزب الله" من جبهة إسناد إلى فاعل رئيسي؟
ويضيف في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، أن المُجريات الأخيرة على الساحة اللبنانية، رغم شدتها وقسوتها، وآثارها المُحتملة بإضعاف قدرات حزب الله اللبناني، تضع المنطقة برمتها أمام مرحلة جديدة، سينتقل فيها حزب الله من جبهة مساندة إلى فاعل رئيسي، بعد تجاوز إسرائيل مجموعة الخطوط الحمراء وكسر قواعد الاشتباك.
هل سيطول غياب إيران عن المشهد؟
ويشير إلى أن الأيام القادمة ستحمل إجابات عن عديد الأسئلة المطروحة، ومنها هل ستنجح إسرائيل بإعادة المستوطنين إلى المستوطنات في شمال فلسطين المُحتلة؟ وهل سيتجه حزب الله إلى استخدام قدراته الصاروخية الدقيقة، وهل سيوسع دائرة الاستهدف؟ لا سيّما مع غياب الدور الإيراني الفعلي حتى الآن، وهل سيطول غياب إيران عن المشهد؟
وفي إعلانه الرسمي عقب اغتيال أمينه العام، أكد حزب الله أنه سيواصل المواجهة إسناداً للمقاومة في غزة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه.
ما الذي تريده "إسرائيل" من اغتيال نصر الله والهيئة القيادية العُليا للحزب؟
ولكن ما الذي تريده "إسرائيل" من اغتيال نصر الله والهيئة القيادية العُليا للحزب، في سلسلة عمليات مُعقدة ودقيقة على مدار الأسبوع الماضي؟ وما هي المسارات المُتاحة أمام الحزب بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة؟
في إجابته عن هذه الأسئلة يقول الأعور: "الرجال أدوار"، في إشارة إلى توجه الاحتلال لاغتيال دور نصر الله، قائد محور المقاومة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الاحتلال يسعى أيضاً لإعادة قوة الردع لصالحه، ولإعادة الاعتبار لهيبة مؤسسته العسكرية بكامل أذرعها، وفي مقدمتها "الموساد".
خياران أمام الحزب لا ثالث لهما
وعن خيارات حزب الله اللبناني يوضح ضيفُنا أن الحزب أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول الجلوس على طاولة المفاوضات بشروط أمريكية، والثاني التقدم باتجاه معركة مفتوحة مع الاحتلال، لا سيّما في ظل المساعي الإسرائيلية لرسم وجه جديد للشرق الأوسط.
وعن مراقبة "إسرائيل" للتصريحات الإيرانية الرسمية عقب اغتيال حسن نصر الله، يشير الأعور إلى أن المجتمع الإسرائيلي بأكمله يقف خلف رئيس الحكومة بنيامين نينياهو في عدوانه على لبنان، موضحاً أن القناتين الـ 12 و 13 وصفت التصريحات الإيرانية الرسمية بـ"المواد للاستهلاك المحلي الإيراني"، ولم تُلقي لها بالاً، بينما حذر نينياهو إيران في حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقال "إذا ضربتمونا سنضربكم"، وادّعى ألا مكان في إيران لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه.