مركز إبداع المُعلم لـوطن: تأهيل المُعلمين والتوجه لبرامج التعليم العاطفي الاجتماعي خُطوات مهمة على طريق إعادة إحياء العملية التعليمية
وطن: عقد مركز إبداع المعلم بالشراكة مع الحملة العربية للتعليم، والائتلاف التربوي الفلسطيني، وعدد من الجامعات والمراكز البحثية في المنطقة العربية، وعدد من وزارات التربية والتعليم في عدد من الدول، مؤتمراً إقليمياً تحت عنوان "ثنائية الأمل والطموح": ضغوط وصدمات نفسية واجتماعية يجب تجاوزها للمضي قدماً نحو تحقيق رفاهية المعلم وتجويد العملية التعليمية.
مدير عام مركز إبداع المعلم، وعضو اللجنة التنسيقية العليا في اليونسكو د. رفعت الصباح، يقول إن المؤتمر يُعقد في فترة استثنائية وحساسة، تشهد فيها المنطقة العربية صراعات وتوترات أمنية وحروب، في الوقت الذي تشن فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حرب إبادة جماعية مُعلنة في قطاع غزة، وصامتة في الضفة الغربية منذ نحو عام كامل.
نحو 15 مليون طفل محرمون من التعليم في المناطق العربية المُتوترة
وتشير تقديرات "اليونيسيف" إلى خروج نحو 15 مليون طفل، من العملية التعليمية في المناطق العربية التي تشهد توترات أمنية وصراعات، ومن ضمنها اليمن وسوريا ولبنان والسودان وليبيا والصومال.
ويوضح الصباح في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، أن مؤتمر "ثنائية الأمل والطموح" يُعقد بهدف الخروج باستراتيجيات وحلول لمعالجة تداعيات الحروب على المعلمين، وقدرتهم على تحسين نوعية التعليم.
آثار الحروب على المُعلمين والمُعلمات تتطلب تدخلات نفسية واجتماعية شاملة
ويشير إلى الآثار النفسية والاجتماعية العميقة، التي لحقت بالمُعلمين في ظل العداون الإسرائيلي الشامل على الفلسطينيين، وتتطلب تدخلات نفسية واجتماعية عديدة بأوجه مُختلفة، مؤكداً أن الارتدادات النفسية والاجتماعية الناجمة عن الحروب، على المُعلمات الإناث أشد قسوة وتأثيراً.
وخلال المؤتمر تمت مناقشة عديد الأوراق البحثية، التي خلصت إلى فقدان قدرة المُعلمين على التعليم في بيئة تعليمية مستقرة، بسبب الانعكاسات النفسية والمجتمعية الشديدة على المعلمين في المنطقة العربية، وقطاع غزة، ومحافظات شمال الضفة، بما يساهم بإرباك العملية التعليمية ككل.
بماذا يوصي مؤتمر "ثنائية الأمل والطموح"؟
وحول أهم التوصيات التي خلُص إليها مؤتمر "ثنائية الأمل والطموح"، يشير الصباح إلى مسألتين، الأولى: تأهيل المُعلمين والمُعلمات من خلال برامج تأهيلية في مجال الدعم النفسي والاجتماعي، والثانية: التوجه لبرامج التعليم العاطفي الاجتماعي في المدارس، وترتكز منهجية التعليم العاطفي الاجتماعي، على عدة محاور في مقدمتها، تحقيق الذات وتعزيز الثقة بالنفس، وحل المشكلات، والتفريغ النفسي.
40% من مشكلات العملية التعليمية مرتبطةٌ بالعوامل النفسية
وخلال حديثه يقول إن نحو 40% من مشكلات العملية التعليمية في أوقات السِلم مرتبطة بالعوامل النفسية، مثل التأخر الدراسي وصعوبات التعلم، فما بالك في حالات الحروب والصراعات والتوترات الأمنية؟
وتوقف قطاع التعليم بشكل كامل كغيره من القطاعات، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ إضافة إلى استشهاد عدد كبير من المعلمين والطلبة في الضفة الغربية والقطاع؛ ولا شك بأن إعادة إحياء العملية التعليمية بعد انتهاء العدوان "ليست سهلة" وستحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، في ظل تدمير البنية التحتية بالكامل.
وختاماً، يمكن القول إن معالجة تداعيات الحرب على التعليم في قطاع غزة، تتطلب جهوداً مشتركة من الحكومة والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني، ويجب أن تكون هذه الجهود شاملة ومستدامة لضمان توفير فرص التعليم للجميع، بغض النظر عن ظروفهم الاجتماعية والسياسية.