المدير الطبي لمستشفى شهداء الأقصى إياد جبري يجيب عبر "وطن"

ما هي الأدوية المُنقذة للحياة؟ وما الذي يعنيه نفادها لعشرات آلاف الجرحى ومصابي الحرب في غزة؟

15.09.2024 07:24 PM

وطن: قال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، أول أمس الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي، منع دخول الدواء إلى القطاع بقرار سياسي منذ أكتوبر الماضي، الأمر الذي جعل 74% من الأدوية المنقذة للحياة غير متوفرة.

وفي تعليقه على ذلك يقول المدير الطبي لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، إن القطاع الصحي في غزة، يعمل في ظروف استثنائية وقاهرة في ظل حرب الإبادة المستمرة منذ نحو عام، مشيراً إلى أن الأمر لا يقتصر على نفاد الأدوية المُنقذة للحياة فحسب، بل إن أبسط المُستلزمات الطبية غير متوفرة.

تقديم الخدمات العلاجية بما لا يتجاوز 25% يرفع احتمالات الموت المُحقق
ويشير إلى أن نفاد نحو 75% من الأدوية المنقذة للحياة، يعني تقديم الخدمات العلاجية لمئات آلاف المرضى والجرحى في قطاع غزة بنسبة لا تتجاوز الـ25%، ما يهدد حياة المرضى والجرحى بشكل مباشر، ويرفع احتمالات تعرضهم لخطر الموت المُحقق، لا سيّما مرضى أقسام العناية المُكثفة والحضانة والكُلى، والجراحة. 

جراحو وأطباءُ غزة لا يجدون الشاش الطبي لتضميد الجروح 
ويتحدث بمرارة شديدة من داخل قسم العناية المُكثفة في مستشفى شهداء الأقصى، ويقول: "أبسط المستلزمات الطبية غير متوفرة، لم نجد الشاش الطبي لتضميد جراح مرضى قسم العناية المكثفة اليوم، فكيف سنستطيع إجراء العمليات الجراحية، بينما لا نجد الشاش لتضميد الجروح؟" 

ويشير إلى أن الاطباء في قسم الجراحة، يفتقدون لأدنى وأبسط اللوازم الطبية الخاصة بغرف العمليات، ما إضطرهم إلى العمل بشكل استثنائي دون الالتزام ببروتوكول الجراحة الطبي، في ظل عدم توفر مُستلزمات غرف العمليات.

وتحتاج غرفة العمليات إلى إمدادات لا نهاية لها من المواد الاستهلاكية، والمواد التي تستخدم لمرة واحدة، مثل أقنعة الوجه والقفازات وحقائب المخاطر البيولوجية، ووسادات العزل المائي ومعدات الحماية الشخصية، والخيوط الجراحية والضمادات والمواد اللاصقة، وغيرها.

تعليق إجراء العمليات الجراحية بعد خروج غرفة عمليات رئيسية عن الخدمة
ويؤكد جبري في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، خروج غرفة عمليات رئيسية في مستشفى شهداء الأقصى عن الخدمة، بسبب تعطل جهاز الأشعة، واستنفاد محاولات صيانته على مدار عام كامل، مشيراً إلى تعليق إجراء نحو 15 عملية جراحية يومياً، جراء خروج غرفة عمليات رئيسية في المستشفى الوحيد، الذي لم يخرج عن الخدمة بشكل كلي، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في غزة في أكتوبر الماضي.

عشرات آلاف المرضى والجرحى سيعيشون مبتوري الاطراف وبإعاقات دائمة
ويوضح أن نفاد الأدوية المُنقذة للحياة، وهي الأدوية اللازمة للتخدير، واللازمة لمرضى العناية المُكثفة، ومرضى الكُلى، ومرضى العظام، أو المرضى الذين يخضعون لعمليات البتر أو عمليات كبيرة في العظام، يؤدي إلى انتقال المرضى من مرحلة الجرح البسيط إلى الجرح المزمن ثم إلى الجُرح المُلتهب "المُتعفن"، خاصة في ظل عدم توفر أبسط المُستلزمات الطبية.

"وفي ظل هذا الواقع الصعب فإن عشرات آلاف النساء والأطفال والشيوخ، سيصلون إلى مرحلة البتر المُحقق، وسيعيشون مبتوري الاطراف وبإعاقات دائمة في المستقبل" يقول ضيفُنا.

ويختم بالقول: "الواقع الانساني في مشافي قطاع غزة صعب جداً، ويتطلب تدخلاً مباشراً من المؤسسات الأممية ذات العلاقة".

تصميم وتطوير