جمعية "إيخيليا الأغوار" تنظم جولة تعريفية لمؤسسات ومجموعات شبابية بينهم متضامنين أجانب في عدة مناطق بالضفة حول الاستيطان الرعوية وانتهاكات الاحتلال

"إيخيليا الأغوار": بدرب الجلجلة ودرب الآلام نحو الأغوار والتجمعات الفلسطينية نقف معا على وجع الناس وذكرياتهم

10.09.2024 12:45 PM

وطن: "إيخيليا الأغوار" تنطلق نحو هدفها الرئيسي إلى الشرق لخدمة القرى والتجمعات الفلسطينية المهمشة.

بشعار " درب الجلجلة ودرب الآلام نحو الأغوار نقف معا على وجع الناس وذكرياتهم في حياة كريمة في ظل حرمانهم من البناء والزراعة والمياه وحتى استصلاح طريق للوصول الى أحلامهم".

خلال زيارة ميدانية للمواطنين الفلسطينيين الصامدين في بيت لحم ورام اللـه ونابلس والأغوار الشمالية، عاينت جمعية "إيخيليا" الأغوار، عددا من التجمعات السكانية والمناطق التي تعاني من تمدد الاستيطان الرعوي وجرائم المستوطنين وجيش الاحتلال المتواصلة،  بالتعاون ومشاركة مع عدد من المؤسسات والمجموعات الشبابية والجمعيات المحلية والدولية ويدا بيد مع مؤسسة "كورفا" والمتضامنين الأجانب، وانضم إلى الزيارة العديد من المواطنين في التجمعات المهمشة وقادة المجتمع، حيث عرض متحدثون تجاربهم المباشرة حول سياسات الاحتلال التمييزية وتأثيرها على سبل عيش المواطنين.

 

 

بدأت الجولة من بتير الخضراء غرب بيت لحم، مروا بدير دبوان شرق رام اللـه ودوما جنوبي نابلس وختاما في منطقة حمصة بالأغوار الشمالية بهدف تعريف أحرار العالم والنشطاء على معاناة المواطنين في المناطق المستهدفة وأثر الاستيطان الرعوي وعنف المستوطنين وانتهاكات جيش الاحتلال المستمرة.
وقال أيمن غريّب رئيس جمعية "إيخيليا" الأغوار لوطن، إن الجولة تضمنت مؤتمرات صحفية متنقلة لتعريف المشاركين وأحرار العالم والنشطاء على المناطق الفلسطينية التي تعاني من الاستيطان ونقل صور المعاناة.

وأضاف،" نريد أن نوصل رسالة بأن ما يجري من قبل المستوطنين ليس ردات فعل وخطوات من قبلهم بل هو نهج لمؤسسات استيطانية تسعى من أجل تفريغ الأرض وتحويلها إلى بيئة خصبة للاستيطان الرعوي، وحاولنا أن نصل إلى أصوات الناس ومعاناتهم وأوجاعهم.

وتحدث غريّب بأن الجولة تمت بالتعاون مع مؤسسات دولية ومحلية ومؤسسات "كورفا" الداعمة للجولة بهدف الوقوف على معاناة الناس وآلامهم.

وختم غريّب حديثه لـوطن "نحاول الوصول لمعاناة الناس ومساعدتهم وإسنادهم، ونتشارك معهم في التصدي والصمود".

وقال رئيس وحدة العلاقات الدولية والإعلام في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان يونس عرار لـوطن، إن الجولة تعليمية وتثقيفية وتهدف لتعريف العالم الخارجي عما يحدث في داخل فلسطين، بالإضافة إلى أهمية المناصرة إذ أن المتضامنين الأجانب المشاركين هم سفراء لنقل الصورة التي عايشوها على أرض الواقع.

المتضامن الروسي آندريه المشارك في الجولة، قال لـوطن،"شاهدنا العديد من الأماكن التي تتعرض للهجمات من المستوطنين الإسرائيليين غير الشرعيين ويدفعون الفلسطييين للخروج من أراضيهم والسيطرة على مزيد من الأراضي، حيث تقوم قوات الاحتلال تقوم بتأمين هجماتهم وحمايتهم بينما الفلسطييين ليس لديهم أي ملاذ قانوني على الواقع".

وقالت الناشطة في جمعية مقاتلون من أجل السلام مي شاهين لـوطن، "إن الجولة مهمة للغاية خاصة في ظروفنا الحالية مع وجود الاحتلال وبالنسبة لموروثنا وأراضينا أصبحنا نلجأ إلى اليونسكو لحماية الأراضي فعلى سبيل المثال جرى حرماننا من أراضي قرية بتير من خلال سيطرة الاحلاتل على الأراضي.
وأضافت: هذه الجولة هي مثال لجولات ابتدأت منذ سنوات سابقة لنقف معا من أجل مؤسسات متضامنة للدفاع عن حقوقنا ورفع الوعي حول وجود الاحتلال والاستيطان والمستوطنين ومحاولات اخذ وسرقة الأراضي عنوة".

من جانبه قال المواطن غسان عليان من بتير وهو ناشط وصاحب أرض مهددة بالاستيطان بأن الاستيطان الرعوي يحاول التمدد في القرية لربطها بمستوطنات القدس ومجمع غوش عتصيون الاستيطاني.
وأضاف عليان لوطن " المستوطنون يحاولون إنشاء بؤر استيطانية غير شرعية  منذ عام 2018 في بتير بقوة السلاح بهدف شرعنتها فيما بعد".
وأوضح عليان بأن وجود قرية بتير على لائحة التراث العالمي يساهم في حمايتها من التمدد الاستيطاني، بالإضافة لكون أراضيها عبارة عن أملاك خاصة لأهالي القرية ولديهم أوراق ثبوتية تعود للزمن العثماني فيها وهو ما يصعب محاولات المستوطنين الاستيلاء على الأراضي بالقوة.

ومن بتّير إلى خيمة الاعتصام الشهيرة في دير دبوان شرق اللـه حيث يعتصم أهالي القرية كل ليلة في خيمة مقامة منذ عامين على أحد السفوح لمنع التمدد الاستيطاني والمحافظة على أحقية الوجود الفلسطيني فيها.
  وصادر الاحتلال عشرات الآلاف من الدونمات من أراضي دير دبوان لصالح المستوطنات، بالإضافة لمنع أهالي القرية المعتمدين على تربية الأغنام من الرعي في أطراف البلدة والاعتداء عليهم وسرقة مواشي بعضهم.

وقال أمين سر حركة فتح في دير دبوان كمال عواودة لـوطن، إن خمسة بؤر استيطانية رعوية تحاصر القرية من جميع الجهات، وجرى مصادرة أكثر من 70 ألف دونم، حيث بات المواطنون يعيشون على ربع المساحة الأصلية فقط في القرية.

وتحدث عواودة عن الثروة الحيوانية في قرية دير دبوان قائلا إنها تعتبر من أكثر القرى اعتمادا على تربية الأغنام والمواشي، ويمنع المواطنون من الرعي نتيجة الاستيطان والتضييقات أي أنهم يحاربونهم في لقمة العيش، وجميع المواشي باتت محبوسة في داخل القرية.

وأضاف "خمس بؤر استيطانية محيطة بنا من الشمال والغرب والجنوب يبعد كل منها عن الثانية مسافة 2 كيلو مترات فقط وفقدنا حوالي 90% من أراضي القرية".

من دير دبوان في وسط الضفة إلى قرية دوما جنوب نابلس التي تعاني من هجمات تقودها عصابات المستوطنين باستمرار تتضمن حرق المنازل والسيارات وإلقاء الحجارة وإطلاق النار على المواطنين بهدف تهجيرهم من أراضيهم.

 

 

وقال رئيس مجلس قروي دوما حسن دوابشة لـوطن، إن الاستيطان الرعوي يحاصر القرية المعزولة عن أي تجمعات فلسطينية تحيط بها، إذ يتم الاستيلاء على أراضي المواطنين ومصادر المياه والمحميات الطبيعية.

وأوضح دوابشة بأن الاحتلال يعيق أي تقدم في البنى التحتية من تطوير لخطوط المياه او الأراضي الزراعية وكأن القرية تعيش في "العصر الحجري".

المواطن محمد حسن من عرب الزواهرة دفعته عصابات المستوطنين والتمدد الاستيطاني للرحيل من منطقة عين الرشاش، الواقع شمال شرق رام اللـه، إلى قرية دوما الأقرب إليه، إذ قام بشراء أراضي من أهالي القرية وبناء منزل من طبقين ليأويه مع عائلته، لكن الاحتلال لاحقه إلى طرف القرية وقام بهدم منزله.

وقال زواهرة لـوطن،" كنا في منطقة عراد في الداخل المحتل وهُجرنا إثر النكبة الفلسطينية إلى هنا وتنقلنا من منطقة لأخرى وتم تهجيرنا بعد السابع من أكتوبر من منطقتنا عين الرشاش ولجأنا إلى أطراف قرية دوما وقامت قوات الاحتلال بملاحقتنا وهدم منشآتنا وسنبقى صامدين في أراضينا رغم كل الدمار ولن نهاجر مرتين في العمر".

من دوما إلى منطقة حمصة في الأغوار الشمالية التي عانت كافة أشكال الترهيب والتهجير، وتتواصل فيها محاولات نشر الاستيطان الإحلالي بدلا من السكان الأصليين.
على سفوح تجمع حمصة يجابه المسن الفلسطيني هايل بشارات عصابات المستوطنين وانتهاكات قوات الاحتلال لوحده، حيث تعرضت منشأته للهدم والاعتداءات المتكررة لكن لن يرحل عن أرضه مهما كلف الثمن، وفق ما يؤكد.

تحدث بشارات  بحرقة وأسى لـوطن قائلا،" حدث معي الكثير ومن الصعب تلخيصه، لكن بالمختصر قمت بتشييد 7 منشأت لابنائي بجواري في هذه المنطقة جاءت قوات الاحتلال وهدمتها جميعا وتشتت أبنائي لم يبق لدي سوى ابني محمود وقام الاحتلال باعتقاله في نهاية المطاف".

المشاركة في الجولة ريم دراغمة من طوباس قالت لـوطن، " كصحفية مبتدئة أشارك مع عدد من زميلاتي في هذه الجولة وتعرفنا على هذه الأراضي، وإن الكثير من المواطنين يتعرضون لخسارة أراضيهم بفعل الاستيطان". لافتة إلى أنها تعرفت على مناطق جديدة لم تكن تعرفها من قبل الجولة اليوم. مضيفة: نريد أن نوصل صورتنا كفلسطينيين إلى العالم.

تصميم وتطوير