دعا الاردن والسلطة الفلسطينية الى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال
الكاتب والمحلل السياسي الاردني عريب الرنتاوي لوطن: عملية معبر الكرامة ضربة قوية للاحتلال والعلاقات بين الأردن و"إسرائيل" تسير في منحى تصادمي
رام الله - وطن: لا تزال العملية الفدائية التي نفذها الشهيد الأردني ماهر جازي على معبر الكرامة، وقتل فيها 3 من عناصر الأمن الإسرائيليين، تتفاعل في الشارع الأردني، بعد خروج مظاهرات شعبية ليلة أمس.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية في الأردن عريب الرنتاوي إن عملية معبر الكرامة مثلت ضربة قوية للاحتلال الإسرائيلي، ووصف رئيس وزراء الاحتلال يوم أمس بسببها "بأنه يوم عصيب".
وأوضح الرنتاوي خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة "غزة الصامدة، غزة الأمل" عبر شبكة وطن الإعلامية أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، المعروفة باحترافيتها، تعاني من فشل متكرر على مختلف الجبهات منذ السابع من أكتوبر.
وأضاف الرنتاوي "أن إسرائيل تحاول استغلال هذه التطورات لممارسة الابتزاز والحصول على مكاسب من مواقع أخرى، فمثلاً، هناك مطالب إسرائيلية بفرض السيادة على غور الأردن وزيادة الاستيطان، بالإضافة إلى محاولات بناء جدار لحماية الحدود مع الأردن بحجة زيادة محاولات تهريب السلاح".
وأشار الرنتاوي إلى أن الاحتلال يفرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين في الضفة الغربية، من خلال إغلاق المعابر، تُظهر غرق إسرائيل في جرائمها، كما أن الاحتلال يمارس ضغوطاً على الأردن لتشديد الإجراءات الأمنية، نظراً لقلق إسرائيل من تطور الأوضاع في الضفة الغربية."
وتابع الرنتاوي بالقول "إننا نتجه نحو مسارات تصعيدية سواء بين إسرائيل والفلسطينيين أو بين إسرائيل والأردن"، موضحا "أن العلاقات بين الأردن وإسرائيل تأخذ منحى تصادمي في الآونة الأخيرة، خلافاً لما كانت عليه من تعاون سابق".
ونصح الرنتاوي السلطة الفلسطينية باللجوء إلى الخيار المقاوم، والتخلي عن الرهانات التي ثبت فشلها، كما دعا الأردن إلى البحث عن خيارات استراتيجية جديدة، وعدم الاعتماد على واشنطن لردع إسرائيل، مشيراً الى ضرورة إعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة بين الأردن وإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني من كلا الجانبين الفلسطيني والأردني.
وفيما يتعلق بدور الولايات المتحدة، قال الرنتاوي إن واشنطن تبث شائعات حول تحقيق إنجاز في صفقة تبادل الأسرى، لكنها في الواقع تسعى لكسب الوقت وإرضاء الرأي العام الأمريكي وحلفائها العرب، دون اتخاذ خطوات فعلية لوقف جرائم الاحتلال.
واختتم الرنتاوي بالتحذير من أن اليمين المتطرف في إسرائيل يسعى لبناء الدولة على طريقته الخاصة، دون مراعاة للقوانين الدولية أو الضغوط العالمية، لافتا أن هذا الجنون الإسرائيلي لن يتوقف إلا بموقف فلسطيني وعربي قوي، مدعوم بموقف أمريكي واضح وانفجار داخلي في إسرائيل للضغط على نتنياهو، محذراً من أن الصراع قد يستمر دون نهاية واضحة.