المختص بالشأن الإسرائيلي عدنان عبد الله لوطن: عملية المعبر ضربة قوية للاحتلال قد يستغلها لتمرير أطماعه الاستيطانية في الاغوار

08.09.2024 04:11 PM

رام الله – وطن: بعد العملية الفدائية التي نفذها الشاب الأردني ماهر جازي على معبر الكرامة وأدت لمقتل ثلاثة من عناصر الأمن، تصاعدت دعوات من قادة المستوطنين لتطبيق السيادة الإسرائيلية على المنطقة.

وحول تداعيات العملية قال المختص بالشأن الإسرائيلي د. عدنان عبد الله خلال حديثه لبرنامج "وطن في الظهيرة" الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية أن عملية "المعبر" تعد ضربة قوية للاحتلال، كونه معروفٌ بالتدابير الأمنية المحكمة وخضوعه لسيطرة "الشاباك" الإسرائيلي، وبالتالي اجتياز كل هذه التدابير وتنفيذ عملية بهذا الحجم يعتبر ضربة قوية للمنظومة الأمنية.

ولفت عبد الله ان هناك اتساع في رقعة العداء للاحتلال في غزة والضفة ولبنان، وبالتالي فان هذه العملية الفردية في هذه المنطقة الحساسة وبتنفيذ من مواطن أردني تدلل على مدى الاحتقان في الشارع الأردني من سياسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
ولفت عبد الله ان العملية لها رمزية خاصة كونها جرت في المعبر الذي طالما عانى فيه الفلسطينيون من إجراءات الإذلال والإهانة من قبل الاحتلال، وتعد ردا ورفضا لعمليات الإبادة في غزة والاستيطان والتهجير في الضفة وتأكيدا على وحدة الحال والتضامن.

وأضاف عبد الله أن الاحتلال سيحاول استغلال الحدث وصولا الى مزيد من الحملات الاستيطانية في ظل تصريحات المستوطنين المتعلقة بفرض سيادة الاحتلال على المنطقة وهذا لن تسمح به الأردن مهما كلفها الثمن مع وجود ما يزيد عن 37 مستوطنة في منطقة غور الأردن، وسعي إسرائيل لضم الأغوار بصورة كاملة لخلق تواصل جغرافي ما بين الأغوار ومستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي القدس منوها أن الأردن سيكون لديه تدابير واحتياطات لأي ردود فعل إسرائيلية.

وقال عبد الله ان الاحتلال سيفرض إغلاقات كثيرة، ويعزز قبضته الأمنية كما شهدنا اليوم من إعاقة للحركة لأيام معدودة، لافتا ان "هناك مصلحة مشتركة للطرفين حيث ستحاول الأردن امتصاص الحدث ولملمته بالعمل الدبلوماسي لاسيما مع إدراكه أن الوضع في الداخل الأردني يغلى جماهيريا، وأن أكثر من نصف المجتمع الأردني هم فلسطينيون.
ولفت عبد الله ان سلطات الاحتلال حذرت في السابق أكثر من مرة أن الجبهة الاردنية اذا اشتعلت جماهيريا، ستتعرض "إسرائيل" لمخاطر جدية وهذا ما سيدفع الطرفين لامتصاص الحدث كما حصل مع المصريين.

وعن اغلاق المعابر قال عبد الله "إن الإغلاق له أهداف من الجهتين لتهدئة الأوضاع ومراجعة الإجراءات الأمنية والاختراق الأمني والتحقيق في كيفية إدخال السلاح واتخاذ تدابير كي لا يتكرر الحدث ولكنها لن تدوم".

وتابع "قبل قرابة عشرين عاما حدثت عملية على جسر الأردن نفذتها المقاومة سونيا الراعي حيث أُغلق المعبر ليوم واحد فقط، لان هناك مصالح أردنية إسرائيلية فلسطينية لاستمرار تدفق المسافرين والبضائع، كما ان إغلاقه قد يخلق احتقانا إضافية في الضفة كونه المنفذ الوحيد لهم".

تصميم وتطوير