الاحتلال دمر أكثر من 70% من البنية التحتية الحيوية في جنين
"تُقدر بنصف مليار شيكل" .. خسائر هائلة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على جنين
وطن: إلى جانب الطواقم الفنية التابعة لبلدية جنين، وتعمل على إصلاح خط المياه الرئيسي المُغذي للمخيم، يقف بشير مطاحن مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية جنين، ويُعبر عن صدمته إزاء ما حلّ بالمنطقة، جراء العدوان الإسرائيلي المُتواصل على جنين ومُخيمها منذ نحو أسبوع، ويقول: "وكأننا نقف في مكان آخر، نحن أبناء المنطقة ولا نستطيع التعرف إلى معالمها، حول الاحتلال الجهة الغربية للمخيم إلى أكوام من الركام".
عند وصول طواقم بلدية جنين لمخيم جنين من جهته الغربية، لإصلاح خط المياه الرئيسي المُغذي للمخيم، صُدمت بحجم الدمار الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية، التي تواصل عُدوانها على جنين ومُخيمها منذ أسبوع، وبدت مُهمتها بإصلاح خط المياه الرئيسي شبه مستحيلة.
تجريف الشوراع على عمق متر ونصف إلى مترين ونصف .. ونُذر كارثة صحية وبيئية
ويسعى الاحتلال لاستهداف مقومات صمود المواطنين في جنين، من خلال استهداف البُنية التحتية الحيوية بشكل وحشي وغير مسبوق، حيث تعمد الاحتلال تجريف الشوراع على عمق متر ونصف إلى مترين ونصف، وذلك وفقاً للمُشاهدات الأولية، وبالتالي تخريب شبكات المياه والاتصالات والصرف الصحي بشكل كُلي، في الشوراع التي تم تجريفها حتى الآن، وهو ما يُنذر بكارثة صحية وبيئية كما يوضح مطاحن.
وتقدر قيمة الخسائر المادية جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على جنين ومُخيمها، بنصف مليار شيكل "نحو 135 مليون دولار"، وذلك في تقديرات أولية، ويشير مطاحن إلى تدمير أكثر من 70% من البنية التحتية الحيوية في جنين.
العدوان المتواصل يشل الحياة العامة والاقتصادية بشكل كُلي
ويقول مطاحن في حديثه لـ"نشرة وطن الاقتصادية"، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومُخيمها، شل الحياة العامة والاقتصادية بشكل كُلي، موضحاً أن أوضاع السكان لا سيّما العائلات المُحاصرة في عدد من أحياء المدينة والمُخيم صعبة للغاية "الحي الشرقي وحي الجابريات في المدينة، وحارة الدمج في المخيم".
نقصٌ الحاد في المواد الغذائية الأساسية والأدوية جراء استمرار الحصار
ويشير إلى النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية والأدوية جراء استمرار الحصار، هذا وبدأ مخزون العائلات المُحاصرة من المواد الغذائية الأساسية بالنفاد، ويوضح ضيفُنا أن إجراءات الاحتلال تعيق الاستجابة لنداءات الاستغاثة.
"أمام عديد الحالات ونداءات الاستغاثة وقفت طواقم البلدية وفرق المُتطوعين عاجزة عن تقديم العون والإسناد، بسبب الوضع الأمني والميداني المُعقد على الأرض"، يقول مطاحن.
ولم تتمكن العائلات من التزود بالكميات اللازمة من المواد الغذائية والمواد الأساسية، والاستعداد بما يكفي لمواجهة حصار قد يمتد لأيام أو أسابيع، نظراً للأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة في جنين، في ظل حرب "إسرائيل" على اقتصاد الضفة الغربية بشكل عام، وجنين بشكل خاص، وذلك بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية المُستمرة في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر المضي.
بلدية جنين تطلق نداء استغاثة للتدخل سريعاً وإسناد الحالة المُجتمعية في جنين
ومنذ نحو أسبوع تواجه جنين الاقتحام الـ53 منذ عام تقريباً، ويعد الأوسع والاكثر تعقيداً منذ العام 2002، وتسببت الانتهاكات الإسرائيلية على مدار الأعوام الأربعة السابقة، خاصة العام الأخير، بتراجع حاد في الدورة الاقتصادية بمحافظة جنين، ودفعت بعديد المصالح والمنشآت الاقتصادية إلى الانهيار.
وفي ختام اللقاء يوجه ضيفُنا نداء استغاثة لجميع الأطراف ذات العلاقة، للتدخل بشكل سريع وعاجل لإسناد الحالة المُجتمعية في جنين، وحشد الدعم المالي اللازم بشكل طارئ، دون الاحتكام لللإجراءات الروتينية، لإعادة الحياة إلى جنين، التي يُحاول الاحتلال قتلها بأبشع الطرق.