الباحث في الشأن الإسرائيلي ياسر منّاع لوطن: الضفة الغربية في حالة تراكمية من المواجهة ومنحنى الأحداث في تصاعد
رام الله – وطن: تواصل العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية لليوم الثاني، مرتكبا المزيد من جرائم القتل والتدمير والتخريب، في مشهد بات أقرب للعدوان على قطاع غزة.
وقال الباحث في الشأن الاسرائيلي ياسر منّاع خلال حديثه لبرنامج "وطن في الظهيرة" الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية أن هناك مشروعا صهيونيا واضح الأهداف يرمي الى تهجير الفلسطينيين، وقد بدا منذ عام 1948 وبقي مستمرا حتى الآن، مشيرا ان تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المطالبة بتهجير الفلسطينيين في الضفة على غرار ما يحدث في غزة، كانت ملفتة، وان كانت ليست تجاوزا لما هو قائم وانما الجديد هي لهجة الخطاب الرسمي الإسرائيلي التي تتصاعد بضرورة تسريع تهجير الفلسطينيين وتفريع الأراضي تمريرا لمشروعهم الإحلالي.
وأكد مناع أن الاحتلال بدا أكثر وضوحا في ماهية المشروع الصهيوني ومخططاته المستقبلية، فالاستيطان يلتهم أراضي الضفة والاعتقال اليومي للمواطنين وسياسة هدم المنازل، واليوم تطرح فكرة التهجير المؤقت في المناطق المعرضة لعمليات جيش الاحتلال بقرار الخروج من المخيمات كما حصل في نور شمس وغيرها من المخيمات وهذه المخططات تخرج من الأدراج لتطبيقها بالقوة العسكرية ولتتحول من مؤقتة الى تهجير إجباري.
وأكد منّاع أن الضفة الغربية منذ عام 2015 وهي في حالة تراكمية من المواجهة فمنحنى الأحداث في تصاعد رغم اختلافه نسبيا من منطقة إلى أخرى، لكنها بمنظور المؤسسة الأمنية للاحتلال ساحة مواجهة رئيسية لا تخبو، لذلك حاول الاحتلال منذ السابع من أكتوبر معالجة ما يجري في الضفة عبر عمليات عنف غير مسبوقة وفي ظل الأداء النوعي للمقاومة باتت هذه العمليات في الضفة الغربية والمخيمات ذات تكلفة مادية وبشرية وعسكرية للاحتلال لذلك بحث عن وسائل أكثر أمنا لجنوده وأكثر عنفا ضد الفلسطينيين لكي وعيهم.
وحول الخيارات المتاحة أمام المقاومة والفلسطينيين أكد منّاع أن المقاومة بكل أشكالها ستبقى خيارا مفتوحا لمواجهة هذه المخططات وعلى رأسها الصمود لأن الخيارات أمام الفلسطينيين محدودة جدا فالصمود والبقاء في الأرض لعدم تنفيذ مخططات الاحتلال التهجيرية المطروحة فكل ما نراه في الضفة وغزة والقدس تصب في هدف واحد وهو التهجير وصمود الفلسطينيين سيبقى عائقا في وجه هذه المخططات.
وأضاف أن الاحتلال يتلقى الضوء الأخضر لتنفيذ مخططاته فالولايات المتحدة هي من تقود هذه الحرب وتدعمه كما حال بعض الدول الأوروبية والتخاذل العربي القائم والأهم أن كل الأنظار تتجه نحو قطاع غزة ويحاول الاحتلال التسريع في تطبيق مخططاته مسابقا الزمن مستغلا حالة المواجهة في الضفة وغزة وتعزيز فكرة الفصل بين المناطق الفلسطينية والقدس وإعاقة إقامة أي كيان سياسي فلسطيني بغض الطرف عمن يقود هذا الكيان السياسي في مقدمة لفكرة التهجير الأوسع.
وحول ترويج الاحتلال لعملياته العسكرية في الضفة وطبيعة الكتائب والألوية التي تشارك في تنفيذها، قال مناع ان الاحتلال يحاول مخاطبة الشارع الاسرائيلي للتغطية على فشله في غزة كما الضفة لإعادة تعزيز الثقة بين المجتمع الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية والحكومة التي تلاشت بعد السابع من أكتوبر.