قبور الشهداء مفتوحة.. تنتظر تحررهم

27.08.2024 03:46 PM

وطن: لا تزال مئات القبور مفتوحة في ارجاء الوطن، بانتظار أصحابها الشهداء، الذين قيدت جثامينهم ببرد الثلاجات، وأرقام المقابر، في عقاب تمارسه دولة الاحتلال على الاحياء والشهداء.

جثامين الشهداء المحتجزة، باتت وجعا وطنيا مستمرا، تزداد مساحته مع ازدياد عدد الشهداء المحتجزين كل عام، يرافقه ألم الأهالي الذين لم يحظوا بوداع قرة أعينهم، وشكوك تستند لشهادات ومعلومات حول تشويه معالمهم وسرقة اعضائهم.

تتواجد والدة الشهيد صالح البرغوثي المحتجز جثمانه منذ عام 2018، عقب إعدامه بدم بارد بعد اعتقاله بتهمة تنفيذه عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "عوفرا" الجاثمة على أراضي المواطنين شمال مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة، ادت لإصابة 11 مستوطناً.

تحبس الدمع بعينيها وتقول: "منذ احتجاز جثمان ابني لا أعرف عنه شيئاً، هل هو في مقابر الأرقام أم في الثلاجات، كل ما أعلمه أن الاحتلال سرق أعضاء من جسده" .

وتُكمل: "شهداؤنا ليسوا أرقاماً، وقدموا عمرهم في سبيل هذا الوطن الحبيب وشعبه الغالي، لذلك يجب على كل المؤسسات والجهات المعنية مواصلة المسير في المطالبة باسترداد جثامينهم"، مُردفةً: "ما نلقي خطاب ونروح، لازم نحفظ وصاياهم ونرجعهم" .

ولأن الشهداء المحتجزة ليسوا أرقاماً، أضافت والدة عاصف البرغوثي: "ولد الشهيد صالح في قرية كوبر شمال غرب  رام الله بتاريخ 16-8-1988م، في عائلة وطنية، فعمه هو نائل البرغوثي أقدم أسير في العالم، ووالده القيادي عمر البرغوثي الذي أمضى في سجون الاحتلال نحو 30 عاماً، وشقيقه عاصم الذي أمضى في سجون الاحتلال 12 عاماً ومحكوم الآن بالمؤبد، بالإضافة إلى سنوات المطاردة لوالده، وما صاحبها من تنكيل ومداهمات يومية لمنازل العائلة" .

وأردفت: "كان صالح مميزاً في طفولته، فهو الشاب الملتزم صاحب الابتسامة الدائمة، كما عرف عنه بره بوالديه وعلى علاقة مميزة بوالديه وزوجته وطفله قيس، وأرحامه، وإخوانه" .

ومثل صالح قصص كثيرة حُبس جثمانها في مقابر مقيتة، أو ثلاجات احتلالية ظالمة، ومثل والدته المئات ينتظرون وداعاً، وقبلةً على جبين الشهيد.

أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم، وذوو الأسرى، اجتمعوا اليوم في الوقفة الأسبوعية المناصرة للأسرى، بالتزامن مع اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء في عام المختفين قسراً وغدراً، ليطالبوا بحقهم في وداع يليق بابنائهم.

فيقول منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، حسين شجاعية، إنه للعام السادس عشر على التوالي يتم إحياء ذكرى الشهداء الأسرى وأسرانا الشهداء، لنجدد النضال لعائلاتهم أن الشعب الفلسطيني سيواصل النضال حتى تحرير آخر أسير، وجثمان آخر شهيد" .

وتابع: "بتنا نشهد ارتفاعاً وتزايداً خطيراً في سياسة احتجاز جثامين الشهداء، حيث ارتفع عدد الشهداء في ثلاجات الاحتلال من 103 شهداء عام 2022، إلى 142 شهيداً عام 2023، إلى 296 شهيداً هذا العام، دون احتساب عدد غير معروف من شهداء غزة، هذا إضافةً إلى حوالي 256 شهيداً في مقابر الأرقام، و75 مفقوداً قبل حرب الإبادة" .

وبيّن أن عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم زاد من 11 إلى 32 أسيراً استشهدوا في الأسر، جراء التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي، و55 طفلاً لم يتموا  الثامنة عشرة من أعمارهم، و9 نساء.

وارتفع عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم منذ عام 2015 حتى هذا العام إلى 296 شهيداً، بينما بلغ العدد الإجمالي في مقابر الأرقام والثلاجات 522 شهيدا محتجزاً، في حين أشارت تقديرات إلى احتجاز أكثر من 1500 جثمانا من قطاع غزة منذ بداية الحرب.

تصميم وتطوير