تجمعا "الضبع والتوانة" .. حياة مهمشة بلا خدمات

تجمعا "الضبع والتوانة" بمسافر يطا يعانيان التهميش وانعدام مقومات الحياة الأساسية وسط ارتفاع نسب البطالة

26.08.2024 12:53 PM

 رام الله - وطن: في منزل من الصفيح تجلده أشعة الشمس الحارقة في تجمع خلة الضبع، تجلس الخمسينية ليلى دبابسة وهي غارقة في عرقها وتعبها تشكو الإهمال الذي يعانون منه قائلة "إلي زينا احنا مهمشين، مسافر يطا كلها مهمشة".

تجمع خلة الضبع في مسافر يطا جنوب الخليل، هو واحد من عدة تجمعات تعاني التهميش، من ناحية، وتستهدفه عصابات المستوطنين واعتداءات الاحتلال لإجبار أهلها على الرحيل من جهة أخرى".

في تجمع خلة الضبع في المسافر يعيش أكثر من 90 مواطنا واقعا معيشيا قاسيا في ظل ارتفاع نسبة البطالة، وازدياد انتهاكات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر، وعدم توفر الخدمات الصحية الأولية.

واستعرضت دبابسة لـوطن افتقار التجمع للخدمات الصحية الأولية قائلة،" أعاني من أمراض مزمنة، وأحتاج لطلب تكسي بتكلفة 200 شيكل لتأمين أدوية العلاج اللازمة لحالتي الصحية من مديرية الصحة، ونحن نطالب بتوفير تأمين صحي خاص بالشؤون الاجتماعية كون زوجي عاطل عن العمل منذ عامين ولم يستجيب لنا أحد".

وأشارت دبابسة إلى صعوبة وصول سيارات الإسعاف إلى تجمعات مسافر يطا وتجمع خلة الضبع خاصة، منوهة إلى وقوع العديد من الأحداث والانتهاكات والاعتداءات بحق أهل التجمع خلال الفترة الأخيرة، لكن طواقم الإسعاف لم تستجب لنداء المواطنين واتصالاتهم.

أما المواطن جابر دبابسة أشار الى شكوى المواطنين من غلاء الأسعار ارتفاع تكاليف المعيشة في ظل ندرة فرص العمل وارتفاع نسب البطالة خاصة بعد السابع من أكتوبر، مؤكدا بأن الاحتلال يحارب منطقة مسافر يطا بجميع مناحي الحياة.

وأضاف دبابسة، "كيس الطحين يبلغ سعره 100 شيكل، كما يُكلف 100 أخرى لنقله إلى التجمع"، موضحا "أن مربي الثروة الحيوانية باتوا يلجؤون لبيع أعداد كبيرة من أغنامهم منذ 10 أشهر" لتأمين مستلزمات عائلاتهم.

يتشابه حال التجمعات السكانية في مسافر يطا فمن خلة الضبع انتقلنا إلى التوانة التي تعد البوابة الجنوبية للمسافر البالغ تعداد سكانها 560 مواطنا بالكاد يستطيعون توفير لقمة عيشهم في ظل خدمات صحية شبه معدومة.

وقال رئيس تجمع مسافر يطا محمد ربعي لـوطن، "إن المنظومة الطبية في المنطقة شبه معدومة وتفتقر لأدنى المقومات"، مشيرا إلى وجود بعض العيادات الطبية البسيطة التي أنشئت بمساعدات من المجتمع المحلي والمؤسسات الدولية، لكن لا يتم تشغيلها بشكل مبسط ومؤقت حتى وصول المرضى للمستشفيات وهي تفتقر للكادر الطبي".

وأضاف ربعي، "توفي عدد كبير من المواطنين بحالات صحية حرجة بسبب عدم توفر مراكز صحية وصعوبة وصول سيارات الإسعاف".

وفي حديثه عن ارتفاع نسب البطالة والظروف المعيشية القاسية أوضح ربعي، ان "أهالي مسافر يطا يعتمدون بالكامل على الزراعة، ويوجد عائلات لا تتوافر لديها سبل ومقومات الحياة الرئيسة، فكل بيت يتألف من 12-13 فرد بسبب سياسة الاحتلال التي لا تسمح بالبناء".

وأكد ربعي على عدم وجود أي دور وبرامج لدى وزارة التنمية الاجتماعية في مساعدة العائلات بالمسافر، خاصة في ظل وجود عدد من النساء الأرامل والمطلقات المعيلات لأسرهن.

ولا تختلف الأحوال في تجمع التوانة عن الأوضاع خلة الضبع، اذ قالت المواطنة جمانة العمور لـوطن، "إن التجمع يفتقر لوجود مراكز وعيادات طبية تعمل على مدار الساعة لمعالجة الإصابات الخطيرة خاصة تلك التي يتسبب بها جيش الاحتلال، ولا تتوافر فيه مراكز صحية قريبة لإسعاف المواطنين، بالإضافة لعدم توافر معدات طبية أولية بشكل كافي لدى اللجان التطوعية الشبابية في تجمعات المسافر"، مشيرة إلى ان أقرب مركز صحي لعلاج الحالات الطارئة يحتاج لمسافة ساعة زمنية كاملة للوصول إليه.

ضعف الخدمات الحكومية في المناطق المهمشة في الخليل يصادف وضعا إستثنائيا وصعبا خاصة وأن المواطنين في حاجة ماسة لمن يعزز ويمدّهم بأسباب الثبات امام كل محاولات الاقتلاع والتهجير، مما يحتم على صنعا القرارإيلاء العناية الخدماتية اللازمة لهذه المناطق التي تشكل خطوط مواجهة أمامية امام التمدد الاستيطاني الاحلالي الذي يستهدف الأرض والهوية والإنسان.

يأتي هذا الفيديو ضمن مبادرة مؤسسة أدوار للتغيير الاجتماعي بعنوان " من اجل خدمات عادلة لكل مواطن ومواطنة في الخليل"بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان".

تصميم وتطوير