"القدس بوصلة طوفان الأقصى"
أستاذ دراسات بيت المقدس د. عبد الله معروف لوطن: نحن في مرحلة غاية الخطورة في القدس والمسجد الأقصى والوضع مرشح للانفجار في أية لحظة
الاحتلال يحاول تثبيت واقع جديد عنوانه تأكيد سيادته في القدس
مسألة ذبح البقرات الحمر مختلف عليها في الداخل الإسرائيلي وسيتصاعد هذا الخلاف ليصبح صراعا سياسيا
الاحتلال لم ولن ينجح في حسم قضية المسجد الأقصى
الإبادة في غزة وما يجري في القدس والضفة والداخل هي في إطار الجنون الديني الذي كشفت عنه دولة الاحتلال
رام الله – وطن: قال د. عبد الله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس خلال حديثه لبرنامج "وطن في الظهيرة" الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية أن القدس والمسجد الأقصى كانتا النقطة الجوهرية لانطلاق طوفان الأقصى، العنوان الأساسي لهذه المعركة، وهدفا لها وهذا ما أدركه الاحتلال.
وأضاف معروف أن ما تسمى بوزارة الأمن القومي التي يديرها إيتمار بن غفير تعتبر ملف القدس الملف الاساسي الذي يترجم قوته في الحكومة وفي الشارع الإسرائيلي وتثبيتا لسلطته في الحكومة ولدى أحزاب اليمين، ويحاول تكريس نفسه من خلال تغيير الوضع القائم في مدينة القدس زعيما لليمين المتطرف بدلا من نتنياهو.
وتابع أن الاحتلال وعلى مدار 10 أشهر من هذه المعركة لم يكل في محاولاته لإيجاد وضع جديد لجماعات المستوطنين، في محاولة لتأكيد السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، من خلال أداء الطقوس التلمودية والدينية والاعتداءات اليومية والمتكررة على المسجد الأقصى، واقتحامه بأعداد غير مسبوقة من عصابات المستوطنين، والتي تنصب في إطار محاولات بن غفير فرض نفسه زعيما للتيارات الدينية والقومية الإسرائيلية وهذا ما يخشاه نتنياهو.
واستذكر معروف "عندما أعلن بن غفير أنه سيسمح للمستوطنين بأداء الصلوات كاملة في المسجد الأقصى اضطر مكتب نتنياهو بالمسارعة للتأكيد على الحفاظ على الوضع القائم في القدس خوفا من استعداء الأردن والإدارة الأمريكية".
وتابع معروف " ان المسجد الأقصى في مرحلة في غاية الخطورة والأوضاع في مدينة القدس مرشحة للانفجار في أية لحظة، فالاحتلال لديه مشروع في المسجد الأقصى يعمل بموجبه على تثبيت واقع جديد عنوانه تأكيد السيادة الإسرائيلية في القدس وتثبيتها باعتبارها صاحبة السيادة الحصرية فيه".
واستذكر معروف ما جرى عام 2015 حين استطاع المقدسيون فرض الأمر الواقع على الاحتلال وأجبرته على التراجع عن الكثير من الإجراءات، وبعدها بعامين اندلعت هبة الأسباط ثم عام 2019 هبة باب الرحمة وعام 2021 معركة سيف القدس التي كانت شيئا غير مسبوق ثم عام 2023 بمعركة طوفان الأقصى.
وقال معروف ان الاحتلال يحاول جعل الحرب المتعلقة بالكل الفلسطيني نقطة يستغلها للعودة إلى ما قبل كل هذه الأحداث بالكامل وتثبيت الواقع الذي يريده وهي ليست بعيدة ومنفصلة عما يمارسه من حرب إبادة في قطاع غزة وما يجري في الضفة الغربية من استيطان وتهجير، فالاحتلال يريد استغلال الحرب لأجل حسم كافة الملفات في الأراضي الفلسطينية ويريد تهيئتها لما سيحدث بعد انتهائه من قطاع غزة.
واكد معروف أن الخطر الفعلي في المسجد الأقصى هو الاحتلال نفسه الذي يسعى لتكريس كل الطقوس بشكل يومي حتى السيطرة الكاملة على المسجد الاقصى مؤكدا أن الاحتلال لم ولن ينجح في حسم قضية المسجد الأقصى.
وأوضح معروف أن مسألة ذبح البقرات الحمر مختلف عليها حتى في الداخل الإسرائيلي، مشيرا "طرحت هذه المسألة بصورة كبيرة خلال السنة الماضية وكان من المفترض أن أول موعد لها سيكون خلال عيد الفطر الماضي وقد مر هذا الموعد ولم يقوموا بذبحها، وبالتالي اضطروا لتأجيل ذلك لسنة كاملة وسيكون الموعد القادم في شهر رمضان".
وأضاف "هذه الخطوة لا تزال موضع خلاف داخلي وديني لان المرجعيات الدينية الرسمية لدى الاحتلال ما زالت تصر على فتوى تحريم دخول المسجد الأقصى باعتبار انهم ليسوا طاهرين الآن، أما الجماعات التي خرجت خارج فتوى الحاخامية الكبرى هي من تقتحم المسجد الأقصى ومعظمهم من مستوطني المستوطنات في الضفة وشكلوا لأنفسهم مجلسا دينيا خاصا و حاخامية كبرى وخرجوا عن الفتاوى المتعلقة بعد استحداث هذه القضية بطريقة غير طبيعية، وان تخضع هذه البقرات لشروط معينة فهذا الصراع لم يحسم حتى اللحظة ووجود سموتريتش وبن غفير في الحكومة سيصعد هذا الصراع ليصبح صراعا سياسيا".
واكد أن أحداث السابع من أكتوبر لو جرت في عهد حكومة ليست فيها اليمين المتطرف لكانت ردة فعل دولة الاحتلال مختلفة وأكثر ذكاء مما يجري حاليا، فما يجري ردود غير منطقية لا يمكن فهمها إلا في إطار الجنون الديني التي كشفت وجها غير مسبوقا لدولة الاحتلال أمام العالم وأمام الشعب الفلسطيني الذي لم يعد يؤمن بأي شكل من الأشكال بإمكانية التفاهم مع هذه المنظومة.