أوكسفام: غزة تواجه كارثة إنسانية مع تزايد النزوح القسري وتدهور الوضع الصحي ونقص الامدادت
يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، في واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين، مع استمرار القصف المكثف، الذي أدى الى استشهاد أكثر من 40 ألف شهيد بينهم أكثر من 10,000 طفل.
في ظل هذه الظروف، يستمر الاحتلال في تهجير المدنيين قسريًا، مجبرًا إياهم على النزوح من منازلهم ومن أماكن نزوحهم، بهدف حصرهم في بقعة جغرافية ضيقة لا تتجاوز عُشر مساحة القطاع، وسط نقص حاد في الغذاء والأمان والخدمات الصحية، مع استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
وقالت المتحدثة باسم أوكسفام العالمية في فلسطين، هديل قزاز، إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتدهور بشكل مستمر منذ ما يقارب 10 أشهر، وتزداد سوءاً مع تفاقم معاناة المدنيين الذين يعانون من النزوح المتواصل.
وأضافت "في الأيام القليلة الماضية، صدرت أوامر نزوح جديدة حتى في المناطق التي كانت تُعتبر آمنة نسبياً، مما يزيد من معاناة الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الإعاقة".
وأشارت قزاز، خلال حديثها لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة "غزة الصامدة.. غزة الأمل" الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى أن مستشفى المعمداني، الوحيد الذي ما زال يعمل في قطاع غزة، يعاني من ضغوط شديدة في محاولة إنقاذ المصابين، ويواجه نقصاً حاداً في المعدات والأدوية. كما أن انتشار الأمراض والأوبئة يزداد خطورة مع استمرار إغلاق المعابر وعدم إدخال اللقاحات إلى القطاع.
وأضافت قزاز أن هناك احتمالاً كبيراً لانتشار أمراض جديدة بسبب تلوث المياه وانتشار القمامة ونقص الغذاء، مما يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة خطر المجاعة في شمال وجنوب غزة.
وأوضحت أن السكان يعتمدون على المعلبات والمواد الجافة لعدم توفر الخضروات والفواكه والمياه بالشكل الكافي، مما يزيد من مخاطر حدوث كارثة إنسانية، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفاً مثل الأطفال وذوي الإعاقة وكبار السن.
وفيما يتعلق بعمل مؤسسة أوكسفام، أوضحت قزاز أن المؤسسة تركز على الجانب الوقائي من خلال دعم الناس في مجالات المياه والصرف الصحي وجمع القمامة وتوفير مواد التنظيف وحقائب الكرامة، خاصة للنساء، ومع ذلك، تواجه المؤسسات الإنسانية صعوبات كبيرة بسبب القيود على إدخال المواد الأساسية، وصعوبة الحركة بين شمال ووسط وجنوب القطاع، ونقص الوقود لآليات العمل، وعدم السماح لطواقم المؤسسات بالتحرك بحرية، مما يحد بشكل كبير من قدرة المؤسسات الإنسانية على الوصول وتقديم المساعدة المطلوبة.