أمينة زهران.. نموذج لوصول النساء إلى مراكز صنع القرار الثقافي في فلسطين
وطن: وطن: في كل زاوية من منزل السيدة أمينة زهران، تستهويك قطعة تراثية من أشغالها اليدوية ضمن مشروع "كنعانيات"، الذي وفر عمل لأكثر من 40 سيدة فلسطينية، وشكل مصدراً لدخل أسرهن.
تقول أمينة صاحبة مشروع "كنعانيات" عن تفاصيل بدئها بذلك المشروع، لـوطن: "بدأت بالمشروع في الثمانينات من القرن الماضي، عقب تدهور الاوضاع الاقتصادية لعائلتي في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، فاستهليت المشروع بإحضار المواد الأولية الخام لصياغة المجوهرات"، لافتةً إلى أن المبلغ كان رمزياً جداً، "إذ كانت تتقاضى 8 شواكل، على تجهيز 100 عُقد"
وخلال مسيرتها الحافلة بالإنجازات انضمت أمينة للعمل في المجلس التشريعي بمسمى "مقرر اللجنة القانونية"، ثم أنشأت قسم حفظ السجلات ومتابعة الإجراءات البرلمانية، بسبب "عدم انتظام السجلات والتواريخ، فكان هناك حاجة لإنشاء ذلك القسم، وقد سدّت هذه الحاجة" .
"تعمل بالمشروع 30 سيدة، من بينهم 20 سيدة بقطاع غزة، و10 في الضفة الغربية، والكثير من النساء اللواتي قمت بتدريبهن فتحن مشاريعهن الخاصة"، كما أكدت أمينة.
وأول المُشترين كان من زميلات أمينة في المدرسة، وجيران منزلها، إلى أن تطور لاحقاً ليصبح الإقبال على أعمالها ثرياً.
لم يقتصر عمل أمينة على الموهبة فقط، بل تعمقت في التراثيات ودرست البعد التاريخي لها، فغدى منزلها مُجمعاً للمراجع والمصادر المتعلقة بذلك المجال.
أردفت: "الكثير من طلبة الماجستير والدكتوراه يلجأون لي بهدف الحصول على تلك المراجع، إضافةً لإجراء المقابلات معي، للاستزياد بالمعلومات المتعلقة بسير وتاريخ التراث الفلسطيني بمختلف أشكاله" .
وتابعت: "كلها خبرات تراكمت في ذهني وعمل يدي، إلى أن أصبحت مدربة فن وأشغال يدوية منذ عام 2012" .
تمكنت أمينة من المواكبة والتنسيق بين مسؤولياتها كأم، ومشروعها "كنعانيات"، وعملها في المجلس التشريعي كـ"مدير عام لحفظ السجلات" .
هذا التقرير ضمن مشروع تعزيز دور المرأة في الحياة العامة والحد من تداعيات الانقسام الفلسطيني الداخلي - مواطنات، الذي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، بالشراكة مع شبكة وطن الإعلامية.