واقع صعب يعيشه الشباب الفلسطيني
مجلس اتحاد الشباب لوطن: هناك تغييب لدور الشباب سياسيا وتهميش لقدراتهم وعليهم انتزاع حقوقهم
رام الله – وطن: أفادت منظّمة العمل الدوليّة في تقرير لها بانخفاض إضافيًّ للمعدل العالمي لبطالة الشباب الّذي يسجّل أدنى مستوى له منذ 15 عامًا، لكن هذه الواقع لا ينطبق على فلسطين، اذ ارتفعت نسبة بطالة الشباب في ظل استمرار عدوان الاحتلال على قطاع غزة، والانتهاك المستمر لحقوق الإنسان وملاحقة فئة الشباب على وجه الخصوص.
وفي ظل هذا الواقع الصعب الذي يواجه الشباب الفلسطيني قال مدير مجلس اتحاد الشباب محرم البرغوثي خلال حديثه لبرنامج "وطن في الظهيرة" الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية، في اليوم العالمي للشباب نقف أمام أرواح الآلاف من الشهداء والجرحى سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية والآلاف من الأسرى داخل سجون الاحتلال، لافتا ان قرابة 90% منهم من الشباب.
وأضاف البرغوثي ان التحديات التي تواجه الشباب تعمقت منذ السابع من أكتوبر، موضحا "هناك 370 ألف عاطل عن العمل والكثير من المنشآت التي أغلقت وكانت لفئات الشباب، بالإضافة إلى 160 ألف موظف حكومي لم يتقاضوا رواتبهم بصورة منتظمة بالإضافة لوجود 114 ألف أسرة تقودها نساء"، لافتا ان "هذه الأرقام ضخمة وتعكس الواقع الاقتصادي المرير الذي يعيشه الشباب في الضفة وغزة والقدس " .
وقال البرغوثي أن هذا الوضع قاد الكثير من الشباب للتوجه للقطاع الزراعي، وهذا ظهر بزيادة مقدارها 40% من البيوت البلاستيكية في الضفة الغربية والتي جرى انشائها بشكل فردي أو جماعي عبر تعاونيات شبابية، لافتا إلى ضرورة دعمهم وخلق توجه وطني عام للأخذ بأيديهم وإيجاد برامج لدعمهم وتدريبهم والعمل معهم واتخاذ كل وسائل التطور لمساندتهم وتعزيز صمودهم لأن الاحتلال يدرك أن أحد عناوين التمسك بالأرض هو الزراعة.
وأضاف البرغوثي أن الاحتلال يمارس حرب تجهيل للشباب الفلسطيني عبر استهداف المنظومة التعليمية في قطاع غزة، وتدمير المدارس والجامعات، والضغط لتغيير المنهاج في القدس، مؤكدا ان التعليم مقاومة ويجب ان يبقى كذلك بعيدا عن كل الاشتراطات التي يحاول البعض فرضها على العقول.
وتابع "علينا وضع أولويات لدعم التعليم في فلسطين وتعزيز التعليم والتدريب المهني لتأهيلهم في والعمل في إطار دورة متكاملة للاستفادة من قدراتهم عبر تجمعات تعاونية صناعية".
واكد البرغوثي وجود تغييب لدور الشباب السياسي، وتهميش لقدراتهم، مضيفا ان الشباب في الانتفاضة الأولى لعبوا دورا فاعلا وكانوا أصحاب القرار، مستدركا "أن هذا التغييب أفقر الدور السياسي للدولة مع عدم إعطاء فرص لهؤلاء الشباب لتسلم مناصب صنع القرار رغم وجود الكثير من الكفاءات لدينا ولكننا بحاجة إلى إقناع من القيادات السياسية الأكبر لاحتضان تطلعاتهم."
وأضاف البرغوثي أن على الشباب انتزاع حقوقهم وضرورة العمل بشكل تكاملي وجمعي مع كل النقابات والاتحادات ومؤسسات المجتمع المدني دون تمويل مشروط.
وعن الاتحاد ونشاطاته قال البرغوثي "أطلقنا في الاتحاد حركة شبابية اجتماعية وطنية بمشاركة 50 شابة وشابا ليكونوا نواة لضم المزيد من الشباب لإعلاء صوتهم، وتطوير قطاعات التعليم والعمل والسياسة والاقتصاد والثقافة في المحافظات المختلفة لإعادة النظر في وضع أولويات دعم الشباب في قطاعات الزراعة والصناعة وغيرها، وإنشاء تعاونيات في كل محافظة لدعم صمودهم عبر مشاريع اقتصادية تعزز صمودهم وتدعمهم مع وجوب وجود حاضنة مجتمعية لهم ".