وطن تتابع..مسيرات في رام الله.. فتح لـ"وطن":نحن الأحرص على الوحدة الوطنية".. ونشطاء: "تعرضنا للضرب والتنكيل"

27.06.2021 10:46 PM

وطن: مسيرتان؛ كل واحدة منهما تعتصم عند دوار، الأولى بمحاذاة دوّار المنارة تكتسي بالرايات الصفراء (رايات حركة فتح)، والثانية بمحاذاة دوّار ياسر عرفات وتطنّ بالهتافات المناوئة للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، لكنّه سرعان ما امتزجت المسيرتان في اشتباك بين متظاهرين يعرفون وجوه، وآخرون لا يعرفونها؛ إلّا أنّ الأيدي والأقدام اشتبكت ضمن سردية ابتدأت منذ أيام في شوارع رام الله، ولا يعرف أحد خاتمتها.

لم تقف مجريات الأحداث عند تلك الممارسات؛ بل تعدّته إلى سلب (الكاميرات)، والاعتداءات بالضرب المبرح من قبل عناصر يصفونها بـ"المجهولة"، والتي انسابت في شوارع رام الله معلنةً أنّه لا صوت فوق صوت الاشتباك، الذي انطفأ بعد نزيف بدأ من جسد نزار بنات ولم ينتهِ حتّى الآن.


الصحفية شذى حمّاد (إحدى المصابات خلال أحداث رام الله أمس السبت) تحدّثت لـ"وطن" ساردةً ما تعرّضت له من اعتداء:" نحن طواقم صحفية متواجدون في الميدان للتغطية الصحفية، ووجوهنا مألوفة لدى الأجهزة الأمنية، وكنا نردتي الزي الصحفي الرسمي، لكن تم استهدافي بقنبلة غازية في وجهي سببت لي جرحًا في العين، وكنت على وشك أن أفقد عيني، وكذلك تعرّضت لاستهداف سابق؛ عبر محاولة أخذ هاتفي والاعتداء علي بالحجارة من قبل عناصر أمنية بالزي المدني".

وأضافت حمّاد مستكملةً:"هذا الاعتداء كان ضمن حملات اعتداءات تعرّضت لها الطواقم الصحفية. ما جرى، أمس واليوم؛ مجزرة بحق الصحفيين، خصوصًا أنّ هنالك اعتداءات على الصحفيين والصحفيات بالضرب ومصادرة الهواتف، والتهديد بتكسير المعدات ومصادرتها، وهذه الحملة لا يمكن فصلها عن الحملة الممنهجة بحق الصحافة منذ عام 2017، حيث كان التصعيد بحق الإعلام عبر فرض قانون الجرائم الالكترونية وما سبقها من حجب لمواقع صحفية إلكترونية".

وفي السياق ذاته؛ قال منسق القوى الوطنية في رام الله والبيرة عصام بكر خلال حديثه لـ"وطن": عصام بكر: حماية السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي والوطني لشعبنا باتت مسؤوليةً تتطلب تطويق الأحداث هنا أو هناك، والذهاب باتجاه تصويب مسار المواجهة نحو مواجهة مفتوحة مع الاحتلال".
واستكمل بكر حديثه قائلًا:"ما يجري اليوم مؤسف، ويقع ضمن دائرة الحظر والخطورة والفوضى الخلاقة التي تريدها الولايات المتحدة والاحتلال؛ من أجل زعزعة الاستقرار الداخلي الفلسطيني، وإثبات أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقود نفسه بنفسه؛ إلا أنّ الشعب الفلسطيني قادر على حماية منجزاته، والسلطة مطالبة باتخاذ التدابير والوسائل المناسبة بشكل فوري لحماية النسيج الاجتماعي والوطني الفلسطيني".

وقال القيادي في حركة حماس حسين أبو كويك لـ"وطن" أن ما جرى لا يليق بالشعب الفلسطيني ولا بتاريخ حركة فتح، مطالبًا بضبط النفس، وعدم التعدي على الحريات الشخصية والسياسية ضمن القانون الأساسي الفلسطيني، وحرية الناس بالتجمع السلمي، والتعبير عما يجول في عقولهم.

وبيّن أبوكويك مضيفًا:"لا نريد أن ننهي النظام كما يروج البعض، نريد إعادة بناء النظام السياسي ليشارك به الكل الفلسطيني".

وفي الشأن ذاته؛ أوضح عضو لجنة إقليم حركة فتح في رام الله والبيرة أمين أبو ردّاحة أثناء حديثه لـ"وطن" مستهلًا:"نحن الأحرص على الوحدة الوطنية لشعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، والذي حصل مؤخرًا؛ أي مقتل الناشط نزار بنات، أكّدنا موقفنا منه، وطالبنا بلجنة تحقيق، وقلنا أننا ضد قتله أو اعتقاله".

واستطرد مضيفًا:"فيما بعد؛ استغل الحراك في الضفة الغربية القضية، وذلك؛ ليس من أجل نزار بنات، لكنه شيء مبرمج، ويوجد لدينا معلومات بأنه شيء مبرمج من جهات خارجية، ونحن في حركة فتح حماة المشروع الوطني الفلسطيني، ولن نقبل باستباحة الضفة الغربية من عدة جهات مأجورين من خارج الوطن، ونحن حريصون على الوحدة الوطنية، والكل سمع ما قاله كوادر فتح حول حرصهم على الوحدة الوطنية والحفاظ على الممتلكات العامة".


.
أمّا الناشط السياسي عمر عساف فقد استهل حديثه لـ"وطن" قائلًا:"لنا تجارب طويلة، وندرك أن حركات الشعوب لا تتوقف، وأن أدوات القمع لا تثني الشعوب عن مواصلة تحركاتها، وندرك أن كلما اشتدت أزمة وضعف وقرب انهيار أي نظام؛ فإنّه يقدم على هذه الممارسات، نحن مستمرون ولا نريد الاحتكاك بأحد، وندرك بأن حركة فتح لا علاقة لها بما يجري، وأن محاولة زجها في هذه المشكلة؛ هي تصرف خطير، ونحن مشكلتنا مع السلطة ومع أجهزتها الأمنية، لا مشكلة لأحد مع حركة فتح".


اتصالًا بما سبق؛ بيّن رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى أمين شومان خلال حديثه لـ"وطن" بأنّ حركة فتح تؤمن بأنّ الوحدة الوطنية؛ هي طريق الانتصار، وأنها صمام الأمان لإنهاء الاحتلال، مطالبًا بضرورة أن تطلع لجنة التحقيق الشعب الفلسطيني على حقيقة ما جرى بحق الناشط نزار بنات؛ حتّى يهدأ الشارع وتستكين الأمور.

اندلعت اشتباكات بالأيدي بين متظاهرين من حركة فتح، وأخرين منددين بمقتل الناشط نزار بنات، مساء اليوم الأحد وسط رام الله.

تصميم وتطوير