مستشفى "المطّلع" لـوطن: الطفرة الجديدة تفوق الفيروس العادي بسرعة انتشارها بنسبة 70% والأطفال دخلوا دائرة الإصابة بهذه الطفرة

01.02.2021 11:17 AM

وطن - وفاء عاروري: أكد د. علي سباتين رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى "المطلّع" في مدينة القدس المحتلة، أن الطفرة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا، والتي تم تشخيص 20 إصابة بها، في مستشفى المطلع، تفوق سرعة انتشارها الفيروس العادي بمعدل 70%، مبيناً أنه لم يتم التحقق بعد من حجم الأعراض وشراستها لدى الحالات المسجلة مقارنة مع فيروس كورونا العادي، حيث من الصعب اكتشاف ذلك من 20 إصابة فقط.

وأوضح سباتين خلال برنامج "شد حيلك يا وطن"، الذي تقدمه ريم العمري، عبر شبكة وطن الإعلامية، أن العينات العشرين التي تبيّن أنها تحمل الطفرة الجديدة، كانت من ضمن 150 عينة تم فحصها في مستشفى المطلع.

وأوضح أن المستشفى منذ بداية الجائحة وحتى اليوم يعمل بكفاءة عالية جدا في التعامل مع الوباء، إذ استطاع إجراء فحص كورونا والحصول على النتيجة في غضون 3 إلى 4 ساعات وهي فترة زمنية قياسية، ما مكنّه من تطوير قدرته لمعرفة السلالة الجديدة من الفيروس، لذلك قام بفحص عينات أصلا كانت موجودة لديه، ليتبين أن 20 منها تحمل الطفرة المتحورة.

وبيّن أن التغيّر الذي حدث في الطفرة الجديدة، هو بالأحماض الأمينية، وتحديدا ما يسمى "اس بروتين"، المسؤول عن المستقبلات الموجودة في الجسم، ما يجعل طريقة الارتباط مع المستقبلات في الجسم أسهل، وتوغل الفيروس بالجسم أيضا يكون أسهل وأسرع بين الطفرات الحديثة وسرعة الانتشار تكون اسرع.

وقال: هناك فئات في الفيروس العادي لم تكن تشكل خطرا على بعض الفئات، مثل فئة الأطفال، ولكن الطفرة الجديدة موجودة عند الأطفال بأعراض متفاوتة.

وأضاف: إلى الآن كله قيد الدراسة والبحث، ولا نزال نتعلم عن هذه الطفرة الجديدة وسلوكها، ولكن يبدو أن الأطفال دخلوا دائرة الإصابة.

وأكد سباتين أن طبيعة جسم المصاب وقدرته على المقاومة والمناعة تلعب دورا كبيرا في ظهور الأعراض، وهذا لا يقتصر على الأمراض الفيروسية، لإن قوة المناعة بشكل عام تؤثر على مقاومة الجسم لكل الأمراض.

وأشار أن المناعة لا يمكن تكوينها بيوم أو يومين، فهي امتداد لسنين طويلة ويبدأ بناؤها منذ لحظة الولادة، والرضاعة الطبيعية، ثم تمتد إلى سلوكيات الإنسان وطبيعة حركته اليومية وطعامه، وهي أمور متراكمة، ولكن يمكن مساعدة المناعة قليلا عن طريق أخذ بعض المقويات والفيتامينات.

وأكد سباتين أن الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية لا تزال الطريقة الأنجع لحماية أنفسنا من الإصابة بالفيروس، ولكن مع الأسف فإن نسبة الالتزام من الأفراد قليلة جدا، وهذا يزيد من فرص نقل الطفرة الجديدة خاصة وأنها تنتشر بسرعة عالية جدا.

منوهاً إللى وجود جبارة تبذل من وزارة الصحة ستبدأ من أجل السيطرة على هذه الطفرات، والمطلوب الالتزام بالإجراءات الوقائية للتقليل من سرعة الانتشار، ولكن طالما لا يوجد التزام سيكون هناك مشكلة.

وبيّن رئيس قسم الأمراض المعدية في المطلع، أنه شخصيا يرفض الإغلاق طالما أن هناك التزاما من الناس بإجراءات الوقاية، ولكن مع الأسف لا يوجد التزام، وهذا أرهق الجهاز الصحي، متوقعاً أن النظام الصحي لن يكون بإمكانه السيطرة على الوباء فيما لو انتشر بشكل أكبر.

وفي تفسيره لإصابة بعض الأشخاص الذين حصلوا على جرعتين من لقاح كورونا، خاصة من أبناء القدس والداخل المحتل، أوضح سباتين أن لقاح كورونا هو من أعظم الأمور التي حصلت في هذه الفترة، مبينا أنّ نسبة الحماية من الإصابة بالانفلونزا في حال تم أخذ مطعوم الانفلونزا الموسمية يشكل 50% على الأكثر، ولكن نسبة الإصابة بفيروس كورونا في حال الحصول  على المطعوم لا تزيد عن 5% أي أن نسبة الحماية تشكل 95% وهي نسبة ممتازة جدا.

وأكد أن الحالات التي تم تسجيلها هي من بين الـ 5%، مشيرا أنه حتى من بين الذين أصيبوا بالفيروس كانت إصابتهم طفيفة، ولم يتطلب وضعهم الدخول إلى المشفى ما يعني أن المطعوم يساعد على مقاومة الفيروس.

 

تصميم وتطوير