تطبيق قرار الضم على الأبواب.. فتح وحماس لوطن: المصالحة لا تزال عالقة!

31.05.2020 11:39 AM

وطن- وفاء عاروري: أكد حازم قاسم، الناطق الإعلامي باسم حركة حماس، لوطن، أن عقد لقاء بين حركتي حماس وفتح من أجل وضع برنامج وطني موحد لمواجهة قرارات الضم الإسرائيلية، عالق بقرار من الرئيس.

وقال قاسم خلال برنامج شد حيلك يا وطن، الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية وتقدمه ريم العمري: نحن لا زلنا بانتظار خطوة واضحة من الرئيس أبو مازن من اجل عقد هذا اللقاء لأن الموضوع الآن رهن إشارة من الرئيس، وحين يقرر الرئيس عقد لقاء وطني سنكون أمام خطوة جدية ووطنية لتحقيق ذلك.

وأوضح قاسم أنه مع إعلان الاحتلال قرار ضم نحو 30% من أراضي الضفة الغربية برعاية أمريكية، كانت هناك مبادرة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية للاتصال بالرئيس محمود عباس، وكذلك من قيادات حمساوية لقيادات فتحاوية من أجل ترتيب موضوع عقد لقاء بين حركتي حماس وفتح، وبين كل الفصائل وحركة فتح، ولكن حتى الآن الرئيس لم يقرر عقد هذا اللقاء.

وقال: منذ أن وصل ترمب إلى الإدارة الأمريكية، حماس اتخذت خطوات كبيرة وتحركت بشكل واضح من أجل عقد لقاء وطني لإنهاء الانقسام، خاصة في ظل الاجماع الصهيوني على قرار الضم وصفقة القرن، مشيرا أنه علينا اليوم أن نبحث عن خيارات أخرى وان نتحرك في مسار المقاومة الشاملة وليس المقاومة المسلحة، من أجل الرد على هذه القرارات.

زكارنة: حماس لم تلبِّ الدعوة وعليها أن تستشعر الخطر

من جهته رد بسام زكارنة عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن حماس دعيت بشكل رسمي لاجتماع منظمة التحرير الأخير، ولم تلب الدعوة حتى تطرح أي برنامج لمواجهة هذه القرارات.

وقال: على حماس أن تبدأ باستشعار الخطر الوجودي على الشعب الفلسطيني بأكمله، نتيجة قرارات الضم وما سبقها وما تلاها من قرارات إسرائيلية مدعومة من الإدارة الأمريكية.

وأضاف: مطلوب اليوم ان نتوحد، هناك ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، هو منظمة التحرير، ولدينا قيادة كل العالم يتعامل معها ويعترف بها، ويجب على حماس ان تقف خلف هذه القيادة، وأن تذهب باتجاه برنامج مقاوم مثمر سياسيا.

وأشار زكارنة إلى الخطوات الأخيرة التي اتخذتها القيادة الفلسطينية، من إعلان موت وانتهاء اتفاقية أوسلو، وفشل المفاوضات وانتهائها وكذلك وقف كافة الاتفاقيات الموقع مع الاحتلال.

وقال: برنامجنا السياسي واضح، وقد أعلناه عام 1988 وهو دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، ولن نتنازل عنها، ولكن حماس سياستها حتى الان غير واضحة يجب عليها إما ان تقول نحن مع منظمة التحرير وموافقون على برنامجها ونسير خلفها أو أنها تريد انهاء إسرائيل وتعلن برنامج مواجهة لذلك.

وأضاف: نحن أنهينا علاقتنا مع الاحتلال وبدأنا بالمواجهة ضمن خطوات جدية وحقيقية ويجب أن يكون لدى حماس خطوات مواجهة بالمثل لهذه المخططات.

وقال: لا نريد إراقة دماء أبناء شعبنا دون أي ثمن يجب ان يكون لدينا نتائج سياسية لأي مواجهة على أرض الواقع.

زكارنة: نتعرض لتحديات كبيرة

وأوضح زكارنة أن الشعب الفلسطيني اليوم يتعرض لتحديات كبيرة نتيجة العنصرية الصهيونية الامريكية تجاهه، وقد تجسدت هذه التحديات في إنهاء عملية السلام وحل الدولتين، وتضاعف الاستيطان في الضفة الغربية، إلى جانب زيادة الانتهاكات من اقتحامات واعتقالات يومية وغيرها، حيث بات واضحا أن عملية السلام فشلت، والمفاوضات فشلت، وبالتالي البرنامج السابق للقيادة فشل، وعليه تم وقف المفاوضات حتى مع الطرف الأمريكي الذي يعتبر راعي الاحتلال.

وقال: نحن أمام غول امريكي يدعم الاحتلال لإنهاء الوجود الفلسطيني، وقرار الضم هو بمثابة الرصاصة الأخيرة على حل الدولتين، بعد نقل السفارة الامريكية إلى القدس وإعلانها عاصمة لدولة الاحتلال.

زكارنة: الوحدة هي الخطوة القاتلة لكل مخططات الاحتلال

وأضاف: إذن الخطوة الحاسة والقاتلة لكل هذه المخططات هو ان نكون على قدر من المسؤولية وأن نلتقي فورا في غزة أو الضفة، لوضع برنامج وطني موحد لمواجهة هذه القرارات.

وقال: الحكومة الإسرائيلية لأول مرة تتفق كل الأحزاب فيها لتنفيذ مشروع صفقة القرن، الذي يشكل تواجد ترمب على راس الهرم الأمريكي فرصة تاريخية لتنفيذه.

وأضاف: يجب ان يكون لدينا رؤيا واضحة وبرنامج واضح نلتف كشعب فلسطيني حوله.

حماس: نريد لقاء وطنيا جادا

من جهته عقب الناطق باسم حماس أن حركته تريد لقاء وطنيا جادا وليس لقاءات شكلية، وقال: أي لقاء يبنى عليه فعل مقاومة نحن جاهزون له، ولكن مشهد اللقاء الأخير للقيادة اثبت ما قلناه انه اللقاء لم يكن جادا، واللقاء الجاد يبدأ بقرار من الرئيس.

وأضاف: ليس المطلوب فقط أن يجتمع ممثلو الفصائل، وإنما مطلوب اجتماع قيادي مقرر ونحن جاهزون لذلك، وهذه ليست اشتراطات ولكن حتى لا نكون بعنا اوهاما لشعبنا إذا اجتمعنا دون تحقيق أي نتائج على أرض الواقع.

وقال: مرة أخرى فتح تذهب للشعارات، فقد كنا أمام لقاء وطني في رام الله، والكتلة الأقرب لنا داخل منظمة التحرير الجبهة الشعبية وقد تحدثوا عما حدث في هذا اللقاء من إرهاب لممثل الشعبية، عدا عن أن حماس والجهاد الإسلامي والقيادة العامة لم تشارك لأنها لا تريد ان تمرر على شعبنا عقد لقاء وطني دون اتخاذ إجراءات حقيقية على الأرض.

وأوضح قاسم أن هناك غيابا للإرادة الوطنية لحركة فتح للعمل الوجودي والوطني مع حماس، وان الرئيس لا يرى في صالحه إلا العمل الفردي لحركة فتح، وأكبر دليل على ذلك هو غياب فصائل أخرى مقربة من فتح عن بعض اجتماعات المجلس المركزي الوطني.

وقال: اخر اجتماع لمنظمة التحرير كان نموذجا لما يريده أبو مازن أن يكون، يريد صورة فقط لاجتماع وحدة يخرج للشعب وللعالم ولكن دون تحقيق أي شيء على أرض الواقع، متابعا: وهو يعرف أنه لا يوجد لدينا قيادات في رام الله ولا نستطيع عقد هذا اللقاء في رام الله.

زكارنة: فتح متقدمة بمئات الخطوات عن حماس في البرنامج السياسي

من جهته، عقب زكارنة أن فتح متقدمة بمئات الخطوات عن حماس في البرنامج السياسي، بعد أن أوقفت التنسيق الأمني والمفاوضات وألغت الاتفاقيات وقررت مواجهة الإدارة الامريكية ورفض صفقة القرن، مطالبا حماس باتخاذ 50 % من الخطوات التي اتخذتها فتح في هذا السياق.

وقال: هل هناك أكثر جدية من القول إننا في حل من كل الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال؟ إذن ما الذي تريده حماس ولماذا ترفض الجلوس على نفس الطاولة مع فتح وتعرض برنامجها السياسي، وتصوت عليه الفصائل.

وأضاف: الان المعركة معركة وجود وعلى حماس أن تعلن برنامج مواجهة ونحن على استعداد ان نبصم عليه.

وطالب زكارنة حماس بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، مشيرا إلى أن الأمن اليوم على الحدود بين غزة واسرائيل أكثر من الموجود في الضفة الغربية، والتنسيق يتم بدون أي هدف سياسي.

وأوضح أن التنسيق الأمني الأخطر في العالم هو الذي يحدث في غزة، لانه تنسيق من اجل سولار وراتب وغيره، مطالبا حماس بالتوضيح كيف أن الحدود مضبوطة مع الاحتلال، ومشيرا إلى أن التنسيق الأمني واضح من خلال مصر وغيرها وربما يكون هناك اتصالا مباشرا بين الطرفين أيضا.

زكارنة: نطالب حماس بوقف التنسيق الأمني وقطع علاقاتها مع قطر!

وطالب زكارنة حماس بقطع علاقتها مع قطر، وان يتوجه هنية لطلب احتياجات غزة وأهلها من الرئيس أبو مازن وليس من قطر وغيرها.

وقال: هناك جهات خارجية إسرائيلية أمريكية تتحكم بنا، إما عبر قطر او غيرها لمنع الوحدة الوطنية، متابعا: وإذا كانت فتح حركتي ستقول لي نحن لسنا أخوة مع حماس لن ألتزم بقرارها.

وأضاف: لا يمكن أن نرفع سلاحنا يوما ما في وجه أهلنا في حماس لذلك يجب ان نبادر من خلال اجتماع لتنفيذ الوحدة الوطنية، وإذا لم تصل إلى اتفاق معنا اخرج وأعلن للشعب ان فتح والقيادة غير جادة في المصالحة.

وأكد زكارنة أن أكبر تخوف لدى نتنياهو وغانتس هو أن تكون الوحدة الفلسطينية ردا على قرارات الضم الإسرائيلية، مشيرا أن صورة واحدة فقط للفصائل جميعا مجتمعة وتضع أيديها يدا بيد لمواجهة العدو ستكون أقوى من كل الصواريخ.

ووجه زكارنة رسالته لحماس: أنتم نصفنا الثاني وجزء منكم أرعب الجيش الإسرائيلي ولديكم الكثير من المناضلين الفلسطينيين المشهود لهم، ولكنكم لن تستطيعوا تحقيق أي إنجاز دون الوحدة، وكذلك نحن يدنا مقطوعة بدونكم ولا يوجد امامنا أي حلول سوى الجلوس على طاولة واحدة ووضع برنامج وطني موحد لمواجهة قرارات الاحتلال، وهذا سيكون أكبر رد عليه.

من جهته عقب الناطق باسم حماس أن هذا الموضوع متوقف على مبادرة من الرئيس، وحماس اتصلت بأبو مازن وأبدت استعدادها للقاء وطني والموضوع الان رهن إشارة من الرئيس كقائد لحركة فتح ورئيس لمنظمة التحرير.

قاسم: علاقات الرئيس مع قطر أعمق من علاقاتها مع حماس

واكد قاسم أن علاقات السلطة والرئيس مع قطر أعمق بكثير من علاقة حماس بها، مشيرا أن كل اجتماع بين حماس والعمادي يلحقه ويسبقه اجتماع مع الرئيس، الذي يجتمع مع القطريين بشكل مباشر وهناك مصالح شخصية بينهما وفقا لقاسم.

وحول الادعاء بوجود تنسيق بين حماس والاحتلال، قال قاسم: هذا الكلام فيه إهانة لذكاء المستمع، أي تنسيق أمني في قطاع غزة؟ متابعا: هذه أكاذيب لا تنطلي على أحد فنحن لدينا عشرات الاف المقاومين يعملون على مدار الساعة فوق الأرض وتحت الأرض في كل حين وحماس دائما في مقدمة من يرد على الاحتلال.

وأضاف: التنسيق الأمني في شكله المعيب كان في الضفة الغربية وليس في غزة، اما بالنسبة لقرار وقف العمل بالاتفاقيات ووقف التنسيق من عدمه فهذا سيثبت خلال الأيام القادمة.

وختم قاسم أن المطلوب حاليا ان يكون هناك لقاء وطني جاد مع كل الفصائل يدعو اليه أبو مازن وجاهزون للاتصال به مرة أخرى، رغم عدم جدية الخطوات من أبو مازن لنصيغ بعدها برنامجا ونوزع كل المهام حسب ما يقتنع الجميع، ونذهب لتطبيق البرنامج مباشرة.

تصميم وتطوير