مطالبات اسرائيل بالتخلص من الأونروا- وجهة نظر مختلفة

25.04.2024 11:18 AM

كتب خالد سعيد: تأسست الأونروا في أعقاب حرب عام ١٩٤٨ بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من شهر أيار عام 1950.

هدف الاونروا الاساسي هو تقديم المساعدة والحماية وكسب التأييد للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم كما تقول.

وبقيت الأمم المتحدة تعمل على تجديد ولاية الأونروا (أخر تجديد ساري حتى 30/6/2026 ) حتى يومنا هذا لعدم وجود حل لقضيتهم حيث بقي ملايين من اللاجئين الفلسطينيين بعيدين عن أرض وطنهم لأكثر من 76 عاما دون أن تتمكن المؤسسات الأممية أو الجهود السياسية من وضع حد لمعاناة ملايين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء حيث يعيشون في اسوأ الظروف ودون أن يلتفت اليهم أحد على أمل ان يعودوا هم أو أحفادهم الى ارض اجدادهم وأبائهم.

بالنسبة للكيان المحتل كان موضوع حل قضية اللاجئين يتمثل بتوطينهم في الدول التي استضافتهم لثلاثة أرباع القرن أو نقلهم ليعيشوا في دول أخرى لكن بعيدا عن فلسطين أو تعويضهم ماليا ولينسوا يوما أنهم كانوا وأولادهم وأحفادهم لاجئين.
ومنذ أن ظهر نتنياهو وبعض عصابته في الحياة السياسية في الكيان المحتل وضعوا صوب أعينهم ومن ضمن أهم أهدافهم السياسية التخلص من قضية اللاجئين، التي اعتبرت حسب اتفاق أوسلو من قضايا الحل النهائي، وظنوا أنهم من خلال تخلصهم من الأونروا كونها تمثل رمزية عالمية لقضية اللاجئين الفلسطينيين ستختفي قضية اللاجئين أيضا.

هذا الوهم ناتج عن أنهم دفنوا رؤوسهم في الرمل رافضين أن يروا أو يعترفوا بكل هؤولاء اللاجئين وبحقهم بالعودة كأنهم يمتلكون أساسا حق الاعتراف أو عدم الاعتراف حيث أن كيانهم المحتل هو من تسبب بكل هذا اللجوء والمعاناة.
الرعب الديمغرافي الذي يعيشه الكيان المحتل والمتمثل بتفوق الفلسطيني ديمغرافيا يجعله يفقد صوابه عندما يتحدث العالم والوكالات الأممية عن اللاجئين وحقهم بالعودة، حيث استمر الكيان على نهجه من خلال تشريد مئات ألاف الفلسطينيين داخل قطاع غزة أغلبهم لاجئون منذ العام 1948.

يحاول نتنياهو ان يتخلص من الأونروا عبر تقسيم وتوزيع مسؤولياتها على مؤسسات ومنظمات مختلفة ودون ان يتحمل الكيان المحتل أي كلفة عن ذلك والمهم فقط أن يجد من يحمل العبء عنه وعن كيانه مع اخفاء معالم جريمة التهجير والللجوء التي ارتكبها الكيان واستمرت لعقود طوال.
اعتقد أن على العالم ان يقبل بذلك وأن يلبي طلبات نتنياهو بحل الأونروا فقط إذا ما وافق على تحمل كامل المسؤولية نيابة عن الأونروا والمؤسسات الدولية وأن يقدم كيانه كل الأموال اللازمة لذلك أو يقبل بعودة اللاجئين الى فلسطين مع تحمل كافة التبعات المالية واللوجستية المتعلقة بتعويضهم ونقلهم وتوفير المسكن لهم فربما يستخدم المستوطنات التي بناها في الاراضي المحتلة في العام 1967 بعد أن يقوم بإجلاء المستوطنين اليهود منها حسب ما تقتضيه المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تحظر على المحتل نقل مواطني دولة الاحتلال للاراضي المحتلة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير