وليد في عيون رفاقه..

25.04.2024 04:17 PM

وطن-حنين قواريق: وليد في عيون رفاقه.. تنعكس صورة وليد في نظرات زوجته الحزينة وابنته البريئة، وفي خطوط الزمن بوجه رفاقه الذين التقوا به وعايشوه منتظرين لحظة الإفراج عنه لاسترجاع ذكريات السجن المريرة.

يقول رفيق الأسير الشهيد وليد دقة في السجن، كريم يونس لـوطن: "كان وليد زميلاً قديماً، حيث جمعتني به زنازين المعتقل لسنوات طويلة، وفي أقسام كثيرة، "بُنيت السجون على أكتاف وليد"، وليد المعطاء الذي طور من نفسه ليُطور السجون ويقدم كل ما يملك من خبرة ومعرفة سواء ببناء التنظيمات أو الثقافة العامة، إلى جانب تدريسه لطلاب الجامعات" .

"كان الأسير وليد ينجح يومياً بالخروج من غرفته بقسم المعتقل، ليطمئن على أوضاع الأسرى في الغرف المجاورة"، كما أخبرنا سامي رفيدي، رفيق وليد في السجن.

وتابع: "خضت نقاشات عدة مع وليد، كلها تثبت لي أن وليد حالة فريدة كرفيق، و قائد، و أديب" .

من جانبه يقول رئيس المكتبة الوطنية، عيسى قراقع الذي يُشبه وليد بالروائي والصحفي غسان كنفاني لـوطن: "نعتز بوليد المربي والمعلم الذي أثر بنا كثيراً.. وسيبقى باقٍ فينا لن يموت وهو الذي ترك بصمة في العقل والفِكر والوعي الفلسطيني" .

فيما تقول المحاضِرة في جامعة بيرزيت، رولا أبو دحو لـوطن: "وليد نموذج لا يتكرر لأسير أمضى سنوات طوال من عمره داخل السجن... كان بكل لحظة من لحظاته يخُط نموذجاً يُقتدى به في النضال والمقاومة والصمود والتحدي ورفع الوعي" .

صُهرت جدران السجون بكتابات وأدب وليد، فلم تكن حاجزا يفصله عن أبناء شعبه الذين عايشوا تفاصيل زنزانة وإن لم يدخلوها يوما.
ترك خلفه أدباً للأجيال الفلسطينية تراكم وعياً فوق آخر من تجارب رمز فريد من الحركة الأسيرة.

بدوره قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس لـوطن: "طوال فترة اعتقاله.. حرص وليد على تقديم المواطن الفلسطيني كبطل مثابر وعنيد، ومؤمن إيماناً عميقاً بحقه في أرضه، كما عَلِمَ أن مسيرة الكفاح طويلة وبالتالي يجب أن تُحصن الأجيال القادمة بالفِكر... لهذا ضخ كل ما يملك في سبيل ذلك" .

أما رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الاسرى والمحررين، أمين شومان، فوصف وليد "بالمدرسة الفكرية والإبداعية، قائلاً: "أسرانا حولوا المعتقلات إلى قلاع للعلام ومنارة للأدب والثقافة، أبرزهم وليد الذي كان يحول غرفة السجن الذي يقبع فيه إلى مدرسة ثورية" .

وليد دقة من أبرز أدباء الحركة الأسيرة الذي أصدر عدة مؤلفات توثق تجربة النضال والأسر، اعتُقل عام 1986 وقضى ثلثي عمره داخل زنازين مقيتة، رُزق بابنته ميلاد في سن ال57 عاماً عقب تحرير نطفة، لتكون ميلاد مستقبله في حرية حُرم منها أسيراً ونالها شهيداً.

 

تصميم وتطوير