جيشٌ من المرتزقة يُحارِبُ غزة

24.04.2024 09:58 PM

 

 

كتبت: الطالبة جيهان زواهرة

 

كشَفَ الصحفي محمد سلامة خلال تغطيتهِ لانسحابِ جيشَ الاحتلالِ الإسرائيلي ومرتزقتهِ من البيوت المهدمة في خانيونس، مجموعةً من المشاهدِ الصادمة المصورة على جُدرانِها، حيثُ تَلونت جُدرانُ الدمار بعلمِ كردستان مع عِباراتٍ منددة بحريتها (الحرية لكردستان free Kurdistan)، وعلى جدران أُخرى مُشيرين إلى مناطِقَ مدمرةٍ في سوريا Vamos avrina) هيا بنا إلى عفرين) وعباراتٍ مختلفة باللغةِ العبرية، والإنجليزية، والهندية التي لم يتم تفسيرها للأسف.

فما الذي يدفعُ هؤلاءِ المرتزقة لكي يحاربوا إلى جانِب الجلاد ضِدَ الضحية؟ هل هوَ انتماءٌ لقضية أو لدين أو عرق، أم لسوادِ عيون المحتل؟ وما الذي دفعَ الجيش الذي لا يُقهر أن يجلب كل هؤلاء الجنود من شتى أصقاعِ الأرض كَي يحارب إلى جانبهِ؟ 

الدافع الرئيسي وراء ذلك هو حالة الانكسار والضعف التي مُنيَ بها الاحتلال بعد السابع من أكتوبر، حيثُ اختلفت موازينه ,تشوهت صورته أمام شعبه ,  و لم يبقى لهُ رداءَ سترٍ يحتمي به أمام أعين الرأي العام العالمي , فلجئ نتنياهو إلى الاستمرار بالحرب الوحشية ليستعيد القليل من نشوة الانتصار المزيف الذي لم يستطيعوا تحقيقه من مقتليها , فمقتلها الأول هو عدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية نظراً لقلة عدد السكان ,و المقتل الثاني هو إطالة مدة الحرب , فكل الحروب السابقة التي خاضتها دولةُ الاحتلال خاطفة تنتهي في خلال (4-6) أسابيع لأنها في هذه الفترة تعبئ 18% من الشعب اليهودي , فالحالة الاقتصادية و الزراعية و الصناعة و التعليم تتوقف بشكل تام , وأضافت هذه الحرب على الاحتلال الجبهات المختلفة ,وهنا لم يبقى أمامهم إلا استخدام المرتزقة من العديد من الدول ليخرجوا من حالة الانكسار التي وصلوا إليها .

وهؤلاء المرتزقة الذين خطوا هذه الشعارات على جدران المنازل لم يدركوا أنهم مجرد سلعة تباع وتشترى وأن غزة لم تحرر لهم كردستان إن كانت كردستان محتلةٌ أصلاً، ولو كان هذا الذي اتى من الهند وخط عباراته بيد مرتجفة على جدران البيوت المهدمة في غزة قد قرأ حرفاً واحداً من تاريخ الهند إبان الاستعمار البريطاني لها لما تخيل نفسه ابداً إنه يحارب ضد فلسطين المحتلة.

هذه هي مساوئ القدر الذي جمع كل هؤلاء ليحاربوا شعبا محاصراً منذ 16 عاما، ويرزح تحت الاحتلال منذ 76 عاما فهم حتماً مهزومين مهما كانت النتائج على ارض المعركة، وعظمة ما يتجلى على الأرض في غزة لم يحدث في تاريخ هذه البشرية على الاطلاق وكان له دور عظيم في تغير هذا العالم باسره وكشف زيفه ومناصرته للظالم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير