مبعدو "المهد".. 11 عامًا بين الحنين والاندماج في المجتمع الجديد

10.11.2014 11:25 AM

غزة – وطن - محمد عثمان: ينتظر المبعد من كنيسة المهد من بيت لحم إلى قطاع غزة، مجدي دعنا، عودته إلى مسقط رأسه، منذ  أبعدته سلطة الاحتلال مع 25 مواطنًا آخرين، إثر عملية "السور الواقي" التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة عام 2002 وتم خلالها حصار كنيسة "المهد" في بيت لحم.

قرار الإبعاد الشفوي الذي جاء بالاتفاق مع شخصيات من السلطة الفلسطينية وبإشراف الرئيس الراحل ياسر عرفات، أكد أن نهاية الإبعاد ستكون بعد عامين (2004)، لكن هذا الأمر لم يتم.
ويشير دعنا (37 عامًا) خلال حديثه مع وطن، إلى أن المبعدين فوجئوا بعد وصولهم إلى قطاع غزة بفترة وجيزة بتغيّر الحديث عن العودة وغياب اتفاق مكتوب، مردفًا: بعد إلحاحنا للحصول على نص مكتوب للاتفاقية، تفاجأنا بعدم وجود أي نص فالمعتمد كان اتفاقًا شفهيًا، والمسؤول عن الاتفاقية هو محمد رشيد، وحتى اللحظة لم نسمع أي رد شافٍ، هناك وعودات شهرية، وبين فترة وأخرى لكنها لا تتحقق.
ورغم تكوين دعنا أسرة في القطاع بعد زواجه عام 2009، إلا أن الحنين ما زال يشدّه إلى مسقط رأسه بيت لحم، بالإضافة إلى كونه الذكر الوحيد في أسرته.
ويتابع: شعور صعب أن يفقد الشخص والده ولا يستطيع إلقاء نظرة الوداع عليه، حتى أن والدتي وأخواتي لا يوجد من يساندهن في هذه المهنة، كوني الابن الوحيد للعائلة.
ويؤكد دعنا أن نحو 15 مبعدًا من الضفة الغربية فقدوا أحد أفراد عائلاتهم، إما أحد الوالدين أو الإخوة أو الزوجة أو حتى الأبناء، ومُنعوا منعًا باتًا من مشاركة أهلهم هذه اللحظات.
وبعد 12 عامًا من الإبعاد في غزة، لا تزال علاقة صداقة قوية تربط المبعدين بعضهم البعض، فالزيارات بينهم لا تتوقف حتى اللحظة.
في ذات السياق، يقول المبعد من مدينة بيت لحم، فهمي كنعان (42 عامًا)، لــ وطن، إن "الزيارات وخاصة في ظل الحروب المتكررة على قطاع غزة تستمر بيننا، كما نتواصل مع أصدقائنا الذين أبعدهم الاحتلال الإسرائيلي إلى الخارج".
ويقول كنعان إنهم و"رغم الإبعاد، اندمجوا مع المجتمع الغزي بشكل كامل"، قائلًا: نشارك أهلنا في القطاع بكل المناسبات السعيدة والحزينة، وبعضنا تزوج من هنا وكوّن عائلته الخاصة.


الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة أبعدتهم عن حلم الرجوع الى مسقط راسهم في الضفة الغربية مسافات جديدة، اذ أن تشديد الحصار الاسرائيلي على القطاع واغلاقه للمعابر، وما تلاه مؤخرا من اغلاق في المعابر، أدّى كل ذلك الى انسداد الافق امامهم واطالة أمد بقائهم داخل القطاع المحاصر.

تصميم وتطوير