"سيديه تيمان" مسرح الجرائم.. جرائم جنسية مروعة بحق الأسرى وصلت إلى حد "التعذيب الجنسي"

وطن: تداول إعلام إسرائيلي فيديو مسرّب، يوثق واقعة اعتداء جنود إسرائيليين جنسياً على أسير فلسطيني من غزة، في معتقل سيديه تيمان جنوب فلسطين المُحتلة، ويُخصص لاحتجاز الفلسطينيين الذين يعتقلهم جيش الاحتلال من غزة.

ونشرت القناة 12 الإسرائيلية توثيق الكاميرات الداخلية في معتقل سيديه تيمان، الذي يخضع لمسؤولية الجيش الإسرائيلي، ليلة الاعتداء على الأسير الفلسطيني الذي لم يُكشف عن هويته.

وتؤكد الشهادات تعرض المعتقلين الفلسطينيين لانتهاكات داخل سيديه تيمان، وهو قاعدة عسكرية إسرائيلية تقع على بعد 5 كيلو مترات شمال غرب بئر السبع، ويقبع أكثر من 40 أسيراً فلسطينياً داخله، وفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية، بعد أن كان عدد الأسرى فيه يتجاوز المئات.

1584 حالة اعتقال من غزة على بند "المقاتلين غير الشرعيين"
ولكن الرقم الدقيق للمعتقلين في "سيديه تيمان" ليس معروفًا، حيث ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي الكشف عن عدد المعتقلين لديها من أسرى قطاع غزة، ووفقاً لآخر معطى أعلنت عنه إدارة السّجون حتى بداية آب الجاري، بشأن معتقلين غزة ممن صنفتهم (بالمقاتلين غير الشرعيين)، فقد بلغ عددهم (1584)، وهذا المعطى لا يتضمن كافة معتقلي غزة.

الانتهاكات الجنسية بحق الأسرى تجاوزت حدود الانحطاط الأخلاقي
الباحث في قضايا وشؤون الأسرى أيمن ناصر، يقول إن ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، وخاصة الأسرى من قطاع غزة، تجاوز حدود وصف البشاعة والانحطاط الأخلاقي، ورغم بشاعة ما تم تسريبه حتى الآن، إلّا أن جرائم الاحتلال بحق الأسرى لم تتكشف بعد، جراء استمرار حرب الإبادة.

الاستنفار الإسرائيلي لا يرتبط بالجريمة بقدر ارتباطه بالفضيحة
ويوضح أن استنفار عدد من المسؤولين الإسرائيليين، بشأن الانتهاكات الجنسية بحق الأسرى في سجون الاحتلال، لا يرتبط بالجريمة بحد ذاتها، بقدر ارتباطه بالفضيحة التي نتجت عن تسريب الانتهاكات.

انتهاكات جنسية جماعية و"تعذيب جنسي"
ويقول ناصر في حديثه لبرنامج "وطن وحرية"، ويقدمه الزميل عبد الفتاح دولة، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إن الانتهاكات الجنسية بحق الأسرى ليست فردية بل جماعية، وتتم بتغطية كاملة من المستوى الرسمي الإسرائيلي، وتمارسها منظومة اعتقال سياسية "فاشية" تجاوزت جميع الخطوط الحمراء.

ويشير إلى مهاجمة نشطاء من اليمين الإسرائيلي مراكز توقيف ومحكمة إسرائيلية، بسبب إصدارها قراراً بتوقيف جنود نتيجة اتهامات وُجهت لهم بـ"التعذيب الجنسي" لأسير فلسطيني من مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

فلسطينياً.. ما المطلوب لإسناد الأسرى والدفاع عن حقوقهم كأسرى حرب؟
ويشدد على ضرورة التأسيس لعمل قانوني وسياسي وشعبي واجتماعي ممنهج، وأكثر وضوحاً وفعالية، لإسناد الأسرى والدفاع عن حقوقهم كأسرى حرب، وبما يرتقي لحجم الانتهكات الإسرائيلية بحق الأسرى.

وجدد نادي الأسير الفلسطيني أمس الأربعاء مطالبته لهيئة الأمم المتحدة، من خلال منظماتها المتخصصة بالقيام بتحقيقٍ دوليٍ محايد، حول ما يجري من عمليات تعذيب ممنهجة بحقّ الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، كشفت جزء مصوراً منه عبر ما سُرب إلى وسائل الإعلام، إلى جانب عشرات الشّهادات التي وثقتها المؤسسات المختصة، والكفيلة بإدانة ومحاسبة الاحتلال.