"بروقين" بين الماضي والحاضر

15.07.2014 11:12 AM

نابلس- وطن- عبد الحفيظ جمال : على سفحٍ جبلي إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس وعلى بعد 35كم منها، تتربع قرية بروقين، التي تمتاز بأجواء طقسها المعتدلة، وبخيراتها الوفيرة على مدار السنة، في العام 1948 كان عدد بيوت القرية لا يتجاوز إثنا عشر بيتاً قديما، وتتركز في الحي الشرقي من بروقين القديمة.

رئيس  بلدية بروقين نافذ بركات يقول:" أن القرية في الماضي كانت تفتقر للبنية التحتية الأساسية شأنها شأن معظم المناطق والأرياف الفلسطينية، لكن مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض الوطن في بداية التسعينات بدأ "العمل الحقيقي" داخل القرية كما يصفه رئيس البلدية، ويقول:"أن بروقين اليوم تمتاز ببنية تحتية مناسبة من شبكتي ماء وكهرباء، إضافة لمكب نفايات مخصص، ومدرسة للذكور وأخرى للإناث، وملعبٌ رياضي متميز على مستوى محافظة سلفيت".

وحول ما تشتهر به بروقين يضيف بركات "القرية كانت في الماضي ولا تزال حتى اليوم تشتهر بزراعة أشجار الزيتون بشكل أساسي، إضافة لعددٍ من المحاصيل المختلفة كالحبوب والخضراوات، أما القسم الآخر من سكان بروقين فهم يعملون في الوظائف الحكومية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، وآخرون يعملون داخل الخط الأخضر وفي المستوطنات المحيطة مثل منطقة بركان الصناعية وغيرها".

"قديما لايكاد اي بيت في القرية يخلو من الطابون البلدي، فاعتماد الاسرة عليه كان بدرجة أساسية في كل شيء سواء في تجهيز الخبز أو في تحضير كافة وجبات الطعام" هذا ما أشار إليه الحاج سعيد صبرة أحد سكان قرية بروقين، ويواصل صبرة حديثه عن الطابون معتبراً أن الطعام كان أكثر صحة وبعيدا عن الأمراض في الماضي ويرجع الحاج ذلك إلى كون طعام الطابون بعيد عن المواد الحافظة والكيماويات، بعكس الأيام الحالية التي أصبح فيها الاعتماد على الأفران الحديثة التي تسبب الأمراض وتنشر السرطانات وفق تعبيره.

الحاج يوسف سمارة (105 سنوات) يقول:"بالنسبة للعادات والتقاليد الشائعة قديما في القرية، فكان هناك ترابط اجتماعي قوي بين العائلات وكان الناس يتميزون بالبساطة، ويشاركون بعضهم البعض في الأفراح والأتراح دون انتظار أي دعوات، على النقيض منه في الوقت الحالي الذي أصبح الأخ لا يشعر بحال أخيه او جاره، وبالنسبة للأعراس يتم توزيع دعوات، حتى أن كثيرين لا يلبون الدعوة".

ويضيف سمارة:"كان يترأس بروقين القديمة مختار، يمتاز بارتدائه للزي الفلسطيني، ومفوض بكافة أعمال القرية، وفي عمله يشبه منصب رئيس البلدية أو المجلس القروي حاليا".

الحاجة صفاء عبدالله (90 عاماً) رحبت بنا من بعيد وهي ترتدي الثوب الفلسطيني المطرز، ولا تزال الذكريات القديمة وطيبة أيام الماضي بادية على ملامح وجهها, بدأت حديثها بالتنهيد والتأوهِ والحزن على أيام الماضي التي تركتها وغابت معها الذكريات الجميلة، تقول الحاجة :"الحياة في الماضي أفضل وأجمل بكثير من الحاضر، الأمان وراحة البال تعم في القرية، ما أجمل أيام الزيتون والحصيدة واللمة بين الناس والود والمحبة بينهم".

وتضيف الحاجة التسعينية "كنا نمضي ساعات طولية في الأرض لنجلب لقمة العيش، لأن أرضنا هي المصدر الرئيسي في دخلنا، وعندما أريد أن أغسل الملابس أذهب الي نبعة الماء المسماة "وادي المطوي"، على الرغم من بُعدها عنا، بسبب عدم توفر الغسالات في ذالك الوقت، أما بالنسبة لتحضير الطعام فلم نكن نستخدم الطابون فحسب، بل أيضا إن نار مواقد الحطب كان لها دور أساسي في عمليات طهي الطعام وتحضيره".

 

 

تصميم وتطوير