خيمة اعتصام طوباس جمعت الأمل والألم في آنٍ واحد محمد أبو علان:

16.10.2011 12:34 PM

صباح السبت 15/10/2011 كان يوم مختلف عن بقية الأيام في خيمة التضامن مع الأسرى في إضرابهم عن الطعام في مدينة طوباس، في هذا اليوم اجتمع أمل وفرحة الإفراج  مع ألم وحرقة الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

الحاج ذياب أبو  خيزران جلس في خيمة الاعتصام للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، وتبادل أطراف الحديث مع المحيطين به عن إمكانية السفر إلى مصر ومن ثم إلى قطاع غزة لرؤية ابنه إياد المفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى بين حركة "حماس" وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

في الوقت نفسه جمعت خيمة الاعتصام أيضاً والدة ثلاثة أسرى لم يفرج عن أيٍ منهم في صفقة التبادل اثنان منهم محكومين مؤبدات عدة وثالثهما محكوم (11) عاماً، بالإضافة لابن رابع لها سقط شهيداً برصاص الاحتلال الإسرائيلي، والدة هؤلاء الأسرى هي الحاجة أم عادل الشاويش من قرية عقابا.

 وجلس في الخيمة كذلك الحاج خالد أبو محسن والد الأسير جمال الذي لم يكن من بين الأسرى المفرج عنهم أيضاً والمحكوم عليه بالمؤبد ومر على اعتقاله أكثر من عشرين عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي

الحاجة أم عادل الشاويش تجدها أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في كل اعتصام تضامني مع الأسرى، وزيارتها لخيمة الاعتصام نشاط يومي لها منذ أن بدأ إضراب أسرى الحرية عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ (20) يوماً.

بعد أن ظهرت قوائم الأسرى المفرج عنهم ولم يكن أي من أبنائها الثلاثة من بين الأسرى المفرج عنهم في صفقة التبادل أصابتها خيبة أمل كبيرة خاصة تجاه عدم الإفراج عن ابنها خالد المصاب بشلل نصفي نتيجة إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

أم عادل الشاويش علقت على صفقة تبادل الأسرى بقولها: "كل الأسرى مثل أولادي، ومسبوطه لطلوعهم من السجن، ولكن خالد مشعل حكى انو كل الأسرى المرضى في مستشفى الرملة سيطلق سراحهم، وأبني خالد مشلول ومحكوم عشر مؤبدات وما بقدر يقضي حاجته أو يلبس ملابسه لوحده، عشان هيك تأملت انو يكون خالد من بين الأسرى المفرج عنهم".

وكذلك الحاج خالد أبو محسن من مدينة طوباس تجاوز السبعين عاماً من عمره، تجده هو الآخر حاضراً في كل  الاعتصامات التضامنية مع الأسرى، وفي خيمة التضامن مع أسرى الحرية،  حاله  لم تكن أفضل من حالة الحاجة أم عادل الشاويش عندما فوجئ بعدم شمول قوائم الأسرى المفرج عنهم لاسم ابنه جمال.

الحاج خالد تكالبت عليه صعوبات الحياة والمرض والاحتلال الإسرائيلي معاً، فعلى الرغم من مرارة فراق ابنه جمال المعتقل منذ أكثر من عشرين عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي فقد زوجته منذ أكثر من عام بقليل دون تمكن ابنها السجين من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليها، وفوق هذه وتلك يعاني الحاج خالد أبو محسن المرض منذ عدة شهور، وكل أمله هو أن يحتضن فلذة كبده جمال خارج السجن قبل أن يفتك به المرض الذي يعاني منه.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير