الصاجية .. رفيقة الشباب في البرية

31.05.2023 02:24 PM

مدينة الخليل- ساري جرادات- وطن: يقصد مئات الشباب البرية وأعالي الجبال لقضاء وقت الفراغ والاستمتاع بالهواء النقي، وهناك يتبادلون أطراف الحديث في عدة شؤون، ويمضون وقتهم حول موقدة النار كونها مكون أصيل وعامل جمع للماتهم ولقاءاتهم.

وتحت شجرة الخروب التي ناهز عمرها المئة عام، وتحت ظلالها التقى مجموعة من الشباب لتناول طعام العشاء بعد ساعات المساء، في منطقة عين فارس جنوب دورا، وهي منطقة مطلة على الساحل الفلسطيني ويمكنك منها مشاهدة مدينة غزة.

ويبدأ العمل في إعداد وتجهيز الصاجية لحظة الوصول، ويكون العمل تشاركي في الوصول للصاجية، فيتوجه البعض منهم لجمع الحطب وآخرون يوقدون النار، ويبقى العمل فيها متواصل حتى ما بعد تناولها، من أعمال تنظيف للمكان وإطفاء النار لكي لا ينشب أي حريق في المكان وللمحافظة على البيئة.

والصاجية عبارة عن صاج مصنوع من الحديد بشكل دائري مجوف، يوضع على النار بعد إشعالها، ومن ثم يتم وضع لية الخروف بدل الزيت، وتحويلها لمادة سائلة ليتم بعدها إكمال مشوار انجاز الصاجية.

يشير الشاب حمد الزير إلى أن انتاج الصاجية يستغرق نصف ساعة تقريبا من الوقت، وهي أكلة طيبة وشهية جدا، وسعرها يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها الكل الفلسطيني.

ولفت الزير إلى أنه يتم وضع اللحمة أو الدجاج أو الحبش بعد أن تتحول الليلة لمادة سائلة، ومن ثم يتم وضع اللحمة وبعدها البصل والفلفل والفليفلة، ويبقى العمل على تحريكها ومزجها في بعضها سر نجاحها.

وبين الزير إلى أن الصاجية اكلة تتناسب مع الطبيعة، وأن صناعتها على النار يمنحها مزيداً من المذاق الشهي، ويكفي كيلو غرام واحد من اللحمة مع باقي المقادير لإطعام عشرة أشخاص.

وأوضح الشاب حمد الزير أن تناولها يجب أن يكون على الأرض، وسط لفحات الهواء الخالي من رائحة المدن وضوضائها، وبعيداً عن أماكن الازدحام المروري.

 

تصميم وتطوير