أسد رحمن يناضل لانتزاع حقوق جنوب الكوكب وتغيير النظرة القديمة لحماية البيئة

11.08.2022 11:15 PM

وطن- حاوره: محمد الجمل

يستمر النضال، ولا تزال الأصوات تتعالى من أجل حماية كوكبنا من كارثة محققة، ومع استمرار الضغط والمناصرة لحماية الحقوق البيئية لسكان الكوكب عامة، والمضطهدين من أهل الشطر الجنوبي منه خاصة، تحاول الإمبريالية والليبرالية الحديثة تمييع الصورة الحقيقية للانتهاكات البيئية وإلباسها ثوبًا يقزّم من أهميتها وخطورتها أو يزيح النظر عن الضحايا الأهم لتلك الانتهاكات، وتسليط الضوء في جهة بعيدة عن نساء بنغلاديش اللاتي تضررن من صناعة تفكيك السفن، أو أطفال فيتنام الذين فقدوا طفولتهم منذ بدأوا العمل في ورش الخياطة، أو مزارعي موزمبيق الذين لا حيلة لهم في مواجهة المشاريع "التنموية" التي تسلب أراضيهم.

وعليه، تستمر العديد من المؤسسات البيئية والحقوقية في النضال من أجل انتزاع الحقوق المسلوبة ليعيش الجميع في بيئة نظيفة آمنة بالضغط على الحكومات والشركات لتغيير سياساتها ورفع الظلم عن المضطهدين، خاصة أنه وكما ذكرنا سابقًا أن انتهاك الحقوق البيئية يصاحبه تمييز على أساس الجنس والعرق والدين والثروة، والعديد من صور التمييز والعنصرية المقيتة.
من أبرز الشخصيات المشاركة في هذا النضال أسد رحمن، وهو بريطاني من أصول باكستانية، يتقلّد منصب المدير التنفيذي لمؤسسة War on Want، وصاحب مسيرة طويلة تمتد لأكثر من 25 عامًا ضمن أروقة المؤسسات الحكومية والحقوقية، إذ تفتّحت باكرًا عينا أسد على حقيقة أن انتهاك الحقوق البيئية مرّده إلى التمييز العنصري والطبقي وانعدام المساواة بين شمال الكوكب وجنوبه، وهذا ما سنستعرضه في هذا الحوار الهام.

1. مرحبا بك أسد رحمن.. نشكر لك تخصيص جزء من وقتك الثمين لإجراء الحديث، دعنا نبدأ بما دفعك نحو خيار أن تصبح ناشطًا بيئيًا؟
أهلًا بكم وبمجلة "آفاق البيئة والتنمية". عندما بدأت رحلتي السياسية، كانت أكثر القضايا محورية في ذلك الوقت تتمثل في الصراع ضد العنصرية والاستعمار الحديث، كما هو الحال في جنوب أفريقيا وفلسطين، فلا يصح أن نعتبر أنفسنا أحرارًا إن لم يكن الجميع كذلك.
كانت آنذاك حملات الضغط والمناصرة موجهة من أجل الحصول على الحقوق الأساسية التي لا يستطيع الفقراء والمضطهدون انتزاعها بأنفسهم نظرًا للتباين الرهيب بين شمال وجنوب الكوكب.
في مسيرتي تلك، وجدت أن الحفاظ على البيئة أو انتهاكها يرتبط إلى حد كبير بمن هم المتضررون من تلك الانتهاكات؛ هل هم في الشمال أم في الجنوب؟

وتبيّن لي أنه بينما تُنتهك حقوق الإنسان من أخيه الإنسان، تطلّ علينا بعض الأصوات النشاز محاولةً تمييع القضايا البيئية، وتسليط الضوء على الدببة القطبية والكائنات العرضة للانقراض، فيما تتجاهل الإنسان وحقوقه.
وعلاوة على ما سبق، وجدتُ أن جنوب الكوكب هو المتضرر الأكبر من الاحتباس الحراري والتغير المناخي والظواهر الجوية القاسية، في حين يتجاهل شمال الكوكب ما يحدث وكأن ما حلَّ بالجنوب لن يلحق بهم، أو على الأقل لن يتأثروا به.
وهنا، وجدتُ أن الشمال، وعلى رأسه دول كأمريكا والمملكة المتحدة، قد خصصوا نطاقًا جغرافيًا لا بأس في أن يُضحى به، وبالتالي تعريضهم للتلوث والدمار في سبيل أن تتنّعم الفئة الغنية من أهل الشمال، فضلاً عن الصور الحديثة للعبودية والاستغلال والتدمير، ومن ثم تغطية تلك الجرائم والتستر عليها بمناصرة البيئة ولكن بصورها الكلاسيكية التي لا تتطرق لحقوق البشر ولا تسعى إلى رفع الظلم عنهم.

وبعد كل هذا، قررتُ أن أشمل الحقوق البيئية ضمن القضايا التي أتناولها سواء على المستوى الشخصي أم على مستوى المؤسسات التي أعمل بها كما هو الحال في War on want ومن قبلها أصدقاء الأرض، ومؤسسات تعنى بالدفاع عن البيئة، ففي الماضي، حاولت الدول المتضررة من دول الجنوب وضع "الشمال" تحت طائلة المسئولية بالتفاوض ورفع الدعاوى الدولية في محاولةٍ لرفع الضرر والتخفيف من آثار وتعديات الشمال متمثلاً بشركاته.

2. برأيك، هل من المجدي أن يتحول العالم عن الوقود الأحفوري؟ أعني، لو استشهدنا بمثال سيارة كهربية توقفت في محطة شحن طاقة في داكوتا الشمالية، أليست الطاقة في تلك المحطة وُلّدت من الوقود الأحفوري؟
من الواضح للعيان أن النمط الاستهلاكي السائد قد تخطّى قدرة الكوكب على علاج نفسه وبالتالي محو آثار التلوث، لتضاف فاتورة التلوث على حساب الجنوب المسكين.

في الولايات المتحدة وغيرها من دول الشمال، نرى مبالغة في استهلاك الطاقة الكهربية، بغض النظر عن مصدرها. كذلك، نجد أن نسبة المواصلات العامة إلى المواصلات الخاصة في بعض دول الشمال أقل من المفروض. هذا يُعزى إلى حقيقة أن العديد من أهل الشمال لا يحبذون الحديث حول الخطر الداهم الذي سيتعرض له كوكبنا.
ولو جُرّوا لحديث جاد، تجد أن السواد الأعظم منهم يعتقد أن حلاً ما سيأتي من الفراغ أو بعصا سحرية دون بذل مجهود في سبيل حماية الكوكب وبالتالي حماية أنفسهم.

أود الإشارة إلى أن 1% من سكان الكوكب ينتجون 50% من إجمالي التلوث الذي نعانيه، وأنه حسب أحدث تقرير أصدرته IPCC، فإن القضاء على الفقر واحد من أهم السبل للتقليل من آثار الاحتباس الحراري والحيلولة دون زيادة الارتفاع في درجات حرارة الكوكب عن 1.5 درجة مئوية، وتخطي هذه النسبة يعني أننا وصلنا إلى نقطة اللا عودة.
الجنوب الفقير يعاني الأمرّين بسبب ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجوية القاسية، فلا يعبأ بهم أحد لأن التمييز حقيقة، والعنصرية حقيقة، وسلب حريات الفقراء والمهمشين ليس بالجريمة الشنعاء التي تستوجب العقاب الرادع والزاجر!
ولو كانت هنالك عدالة في استهلاك الطاقة، بغض النظر عن مصدرها، وكان للجنوب نصيب في توفير مصادر الطاقة والنهوض اقتصادياً وماليًا، لكان حال الكوكب أفضل. إذن؛ القضية ليست متمركزة حول مصدر الطاقة بالدرجة الأولى، ولكن حول التوزيع العادل لها. من ثم، يجب علينا كذلك الاستثمار أكثر في مصادر الطاقة المتجددة وإيجاد البدائل الآمنة والفعالة، وأن يشمل هذا التجديد الجنوب كما هو الحال في الشمال.

3. البعض يرى أن تعويض أو مبادلة الكربون Carbon Offsetting هو صك غفران كبار ملوثي الكوكب من الشركات، وكلانا يعلم أن هذه ليست سوى أكذوبة، أليس كذلك؟
تعويض الكربون ما هو إلا مجرد رخصة للإمعان في تلويث الكوكب، ومحاولة للتهرب من المسئولية المنوطة بتلك الشركات بخفض الانبعاثات بدلًا من استبدالها أو تعويضها.

وبالحديث عن تعويض الكربون، فالعديد من الشركات تمعن في الاستيلاء على أراض زراعية في الأمازون وغيرها من الغابات المطيرة، ما يعرّض السكان الأصليين للخطر والإجلاء.
بالتالي، على من لديه السلطة أن يضع حدًا لهذه الكذبة، وأن يضع تلك الشركات أمام مسئولياتها. فالتلوث الذي ساهمت به تلك الشركات قد أدى إلى ظواهر جوية غير اعتيادية، إضافة إلى انتشار حرائق الغابات والأمراض المستحدثة وارتفاع مستويات البحر وذوبان الثلج على قمم الجبال وفي القطبين.
على الأغنياء مساعدة الفقراء وتوحيد الصف في مواجهة الأخطار البيئية المحدقة، علينا إيقاف "الأبرتهايد" البيئي ووضع حد للاحتباس الحراري وإلا سنتعدى حاجز ال1.5 مئوية، وحينها لن ينفع الندم.
وإن لم يكن من سبيل إلا التكيف والموائمة، فأقنعني كيف بإمكان مزارع في الباكستان أن يتكيف مع زيادة الحرارة إلى 50 درجة مئوية؟

علمًا أن متوسط زيادة درجات الحرارة بواقع 1.5 درجة هو المتوسط العالمي، وستجد دولًا تعاني ارتفاعًا أكبر من ذلك مقابل أخرى تعاني انخفاض الحرارة.
إن القلة المتنفذة من أرباب المال هم المسئول الأول عن الأزمة التي يمر بها الكوكب، وبالمعية نحن سكانه.
ومن المضحك أن نجد أحدهم يتحدث حول موائمة كوكب المريخ ليصبح كوكبًا بديلا عن الأرض، في حين لدينا كوكب حي ملائم للعيش لكن يرفض أثرياؤه وضع حد للمهزلة الحاصلة.

4. هلا أخبرت القرّاء الأعزاء عن أكثر التجارب في مسيرتك التي امتلأت بالتحديات.. وكيف تجاوزتها؟
التحديات التي نمر بها، نحن سكان الشمال، لا تُقارن بما تقاسونه في الجنوب، خاصة أنتم أهل فلسطين.
وما ظهرت تقنيات القمع إلا بعد أن جُرّدت شعوب الجنوب من ثرواتها ومقدراتها، ومن ثم حل بهم التغيير المناخي وأحال أراضيهم بورًا، ليحاولوا بطرق شتى اجتياز البحر الأبيض المتوسط ومن ثم يكتوون بنار التجريم والترحيل والقتل والترهيب.
وعلى الجهة المقابلة، من اصطفوا إلى جانب العدل والإنصاف نُكّل بهم وكِيد لهم بإلصاقهم التهم ووسمهم بأقذع الصفات. من ثم، فُرضت رسوم باهظة تقنّن من استخدام الناس حقوقهم في تنظيم التظاهرات وإقامة حملات الضغط والمناصرة، ونرى هذا جليًا حينما يحاول بعضٌ التظاهر في سبيل تحقيق العدالة لشعوب كشعب فلسطين أو شعب الصحراء الغربية وغيرها.
وعلى صعيدي الشخصي، نُعتُ أنا وزملائي بالعديد من الصفات، فبعض اعتبرنا يساريين، وآخرين أسمونا بـ "طالبان البيئة"، وغيرهم نعتونا بالراديكاليين والاشتراكيين، وعلى أي حال، تلك الأوصاف أهون من أن نكون فاشيين في حق البيئة والإنسان.
كذلك، من أصعب التحديات النفاق في التعامل مع القضايا الدولية، ففي حين تُجمّد ثروات أثرياء الروس في إثر الاجتياح الروسي لأوكرانيا، نجد أثرياء أمريكا وأوروبا أحراراً طلقاء يتنعمون بثرواتهم وأموالهم دون حسيب ولا رقيب بالرغم من المآسي التي خلفوها حول العالم.
بالمختصر، الإنسانية والتعاطف والتعاضد هي قيم شاملة لا يجب التفريق فيها، فكل من سُلبت حقوقه لا بد أن نقف بجانبه حتى ينالها.

5. سبق أن كنت عضوًا في قوى مناهضة للإمبريالية وأثرها على الفقراء والشعوب الأصلية، خاصة فيما يتصل بشركات البترول. تُرى ما هي الآثار التي حصدتموها بحراككم؟
في نظري، الأثر الأبرز هو تغيير تفكير الناس، خاصة أولئك في شمال الكوكب، تجاه الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وتعديل الفكر السائد بأن آثار الاحتباس الحراري والتغير المناخي ستظهر في المستقبل البعيد، في حين أن العديد من المناطق حول العالم تقاسي من آثارها. فالظروف الجوية المستجدة أصبحت أمرًا مشهودًا للعيان.
كذلك، نجحنا في تحويل الناشطين البيئيين عن النمط الكلاسيكي لحماية البيئة ونقل الأنظار من الدببة القطبية وأسماك التونا إلى الجماعات والشعوب التي تعيش حياة في غاية الصعوبة بسبب التلوث والتغير المناخي، وكله جراء ممارسات الرأسمالية والإمبريالية بوجهها الجديد.

إضافة لما سبق، تمكنّا أيضًا من تسليط الضوء على ما تجنيه الشركات اليوم والثروات التي يتحكم بها طغمة من الأشخاص؛ لو تبرعوا بجزء منها لما تبّقى فقير في الكوكب ولا جنحنا إلى هاوية الاحتباس الحراري.
بالمجمل، فإن من أعظم ما حققناه إيصال صوت الجنوب إلى الشمال وخلق روابط وصلات، إضافة إلى إلهام العديد من الشباب لتشكيل حركات ومراكز الأبحاث التي أكملت، بل وفاقت جهودنا لنستفيد نحن كذلك من تجاربها.
مع ذلك، سنكمل المشوار بواسطة حملات المناصرة والتأييد والدعم وإيصال صوت الجنوب لتتظافر الجهود لرفع المَظلمة عنهم لتوفير العون والمساعدة، ومن ثم التعافي من الآثار المدمرة للاحتباس الحراري.
لكن أود الإشارة إلى حقيقة واقعة، أن ما يمارسه الشمال على الجنوب يمارسه كذلك على أبنائه من الفقراء والمعدمين وأبناء الطبقات الدنيا وأصحاب البشرة الداكنة وغيرهم.

6. في بعض مقابلاتك تطرّقت للحديث إلى الليبرالية الحديثة، فما أثرها على العدالة البيئية؟
بدأت الليبرالية الحديثة في إطار نظري ثم أصبحت أنموذجًا متبعًا في غالبية دول الشمال، إذ تعمل على عرقلة وإيقاف أي محاولات من الحكومات لتقييد عمل الشركات والتقليل من أرباحها، بغض النظر عن الآثار التي تترتب على عملها. ففي نظر الليبرالية، السوق مقدس وهو الآمر الناهي ولا سلطة للدولة عليه. كما تنادي بخصخصة مناحي الحياة كافة، ما يعني أن تتوفر الخدمات والسلع الأساسية لمن يستطيع دفع ثمنها فقط.

وقد يبدو لبعضٍ أن الليبرالية الحديثة تحثّ على المنافسة وأنها لا تمنع أحدًا من دخول معترك المال والأعمال، لكنها في الأصل أداة سوّقها الغرب وأدعياء الرأسمالية والإمبريالية.

فلا نجد في الليبرالية تفسيرًا للبون الشاسع بين الأغنياء والفقراء، بل نجد الأغنياء يزدادون غنى، والفقراء يزدادون فقرًا. على صعيد آخر، فإن محاولات الدولة للتدخل ووضع حد لما يحدث، غالبًا ما تبوء بالفشل في وجه الليبرالية وألاعيبها. وأحياناً قد تؤدي ممارساتها إلى اغتيال قادة وتغيير أنظمة دول بأكملها وذلك فقط لحماية أرباب المال والدول التي تقف خلفهم، ولعل مثال سالفادور أليندي في التشيلي، وباتريس لومومبا في الكونغو، ومحمد مصدق في إيران أدلة على أن من يسعى للتقسيم العادل للثروات ومواجهة الإمبريالية مصيره قاتم لا محالة. بالتالي، نستنتج أنه لا يمكن مساعدة الناس والنهوض باحتياجاتهم تحت مفاهيم الليبرالية الحديثة، وبالتالي يلزم تغيير النظام الحالي واستبداله بنظام يشمل تحت جناحه الجميع دون تمييز.

7. بنظرك، هل ازداد التفاف الشباب عمومًا حول الحراك البيئي؟ وما اللازم فعله لاستقطاب المزيد؟
من الواضح للعيان أن الحراك البيئي يكتسب شعبية واسعة في صفوف الشباب، ولعل المثال الأبرز هو تصدي شباب الهند لمحاولات خصخصة الزراعة كاملةً.

اليوم، يرى الشباب آثار التلوث والاحتباس الحراري ما يدفعهم للمشاركة والتأثير، فالحقوق تُنتزع انتزاعًا، وحرية الكوكب من هيمنة الإمبريالية ستُنتزع انتزاعًا، وهذا ينطبق على حرية فلسطين والدول المحتلة، فالحريات تُنتزع ولا تهدى.
كذلك، أصبح الشباب اليوم أكثر وعيًا، وما عادوا يأبهون بمحاولات بعضٍ بتخصيص معاناة كل شعب لنفسه أو الانكفاء تحت مفاهيم "نحن وهم".

فالمعركة القادمة لن يكون فيها أنا وأنت، بل نحن. جميعنا على قدم المساواة ولا يجوز شيطنة الآخر أو جعله كبش محرقة، فإن دمرّ الاحتباس الحراري الجنوب، فدور الشمال قادم لا محالة.

8. ما رسالتك لناشطي المستقبل؟
ذودوا عن حياض العدالة بمختلف أركانها؛ اجتماعية، وبيئية، واقتصادية، أيًا كانت.
واعلموا أن الدفاع عن البيئة يعني الدفاع عن الحقوق كافة، مهما كان المكان والزمان. كونوا قوة مؤثرة وأحدثوا التغيير الذي تنشدوه.

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير