صلاح الدين موسى يكتب لوطن ..جنين وآيات الله الستة

19.09.2021 09:29 AM

 شعبنا الفلسطيني بات يؤمن ان لا قيادة له وان لكل من الفرقاء همومه وتطلعاته وعلاقاته وحساباته لضمان بقائه واستمراريته في الموقع والمكان والزمان، لعل التغيير المنشود يتجاوزه ولا يمس امتيازاته  التي بات يورثها ليس لأبنائه وبناته وحسب بل الى العائلة الممتدة من الجد الى ولد الولد وحتى الى ما بعد ذلك!، وهنا تقف جنين وباقي مدن وقرى ومخيمات فلسطين التاريخية وحيدة لكنها مكللة بعنفوان  آيات الله  الستة الذين بعثهم الله  من النفق الى اهل الكهف السياسي ، فانتفض الجميع يبحث عن طريق قد ضلها الجميع، وبات اغلب ابناء الشعب الفلسطيني بل والعربي ممن تربطهم ولا تربطهم أي علاقة مع آيات الله الستة يتحلقون حول تفاصيل رحلة الحرية والانبعاث من تحت النفق، وكأن عصر المعجزات عاد بالخروج من النفق لا من الكهف السياسي  و الفصائلي الذي تجاوزته أحداث جسام وما بات عنوان الحكاية بل اصبح بداية النهاية لكل اساطير السلام وخرافات العدالة الدولية!!!!.

جنين  تعيش يتيمة فلا قيادة لها على مستوى ما تبقى من  قرار لا في السلطة ولا داخل حماس او الجهاد الاسلامي، جنين اليوم تبحث عن مقاربات عملياتية تشبه من أضاع أمه وسط الزحام وعاد الى ذات المكان بعد عشرين عاما ظانا ان الزمان ما زال كما كان عندما قاتل الناس بشراسة واستشهدوا او اسرو او نهضوا في ساحات الوغى.

جنين ومخيمها الصابر الصامد اليوم تستدعي الى محاورها كل الباحثين عن فجر جديد من مخيمات ما تبقى من فلسطين التاريخية، ليتوحدوا مع أهلنا في داخل ما يعرف بالخط الأخضر دفاعا عن ايات الله الستة والكرامة التي بعثوها فينا من جديد.
إسرائيل عندما تتحدث عن جنين وتقدمها كنموذج لسحق روح المقاومة التي بعثها الشهداء في جنين وعززها ايات الله الستة علينا ان نتذكر ان  جنين لم تعد كما كانت قبل عشرين عاما ولا الاحتلال كما كان ولا السلطة بقيه منها ما يمكن لها ما تقوله او تفعله .

ما زال البعض في جنين يُيمم وجه تجاه رام الله والآخر تجاه غزة، اما الاخرون والجيل القادم فلا ييمم وجهه الا لله ومن ثم لايات الله الستة في الارض ومن قبلهم الى الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن جنين وعن باقي مدن فلسطين .
نعتقد ان ميلاد قيادات جديدة ما هي الا مسألة مسافتها المواجه القادمة مع المحتل، والتداعيات التي سيكون لهذه المواجهة بكل تأكيد سيجعل من استمرار عمل السلطة كما كان في السابق محل انهيار، واندثار سيصعب معه الإبقاء على ذات الحال.
نخشى ان يكون عنوان المواجهة القادمة ميلاد او انفصال داخل الضفة عن تخوم السلطة ونكون امام جسم حياتي يجبر المسؤولين في السلطة للتعامل مع هذا الواقع، كما هو الحال مع غزة والقدس وضواحيها، وما تبلور في المخيمات، وما نشأ في وزارات السلطة من نفوذ لكل مدير يدير دائرته كما يحلو له ويمضي مع هواه فلا رقابة ولا مسائلة، الكل يعمل في جزر منفصلة منقطعة تماما عن الواقع ويعتقد انه يبني وطن   !!!!

اسرائيل تريد ان تتقدم نحو هدف التقويض الشامل لظاهرة المسلحين والناس اليوم في جنين محافظة ومدينة ومخيم تحتضن هؤلاء المسلحين، بل تدعمهم وتؤازرهم طالما كان هناك امل في البقاء او استعادة الحرية  لآيات الله الستة مناضل ايهم محمود ومحمد ويعقوب وزكريا.

ما تبقى من أشلاء قيادات لن تتحرك  فالأحداث تحركها وستتجاوزها عما قريب، مع الاحترام لكل زيارات التضامن والدعم لأسر ايات الله الستة لن تسعف احد، وستتغير مفردات المرحلة عما قريب وسيتم إعادة تشكيل السلطة كمفهوم وممارسة وسنجد أنفسنا امام وقائع  توقظنا باذن الله  على اية من ايات الحرية والكرامة من جديدة كما بعث لنا الله الآيات الستة من نفق الحرية لندفن مرحلة الذل والهوان، ليسيروا ايات الله الستة على درب الآلام كما سار سيدنا المسيح على هذه الارض وكما صعد منها نبينا الكريم الى السماء، لتكون جنين هذه المرة باذن الله وباياتها الستة بوابة النور لكرامة شعب لا تبيد.والناس تنتظر لترى الوعد الحق الذي قطعته المقاومة على نفسها بتحرير هؤلاء الأبطال عندها ستكتمل قصة نفق الحرية وتنير ايات الله الستة تخوم الارض وسماء فلسطين، عندها سيفرح الأحرار بنصر الله، وتكون وخزة اعادة اعتقالهم قد غادرتنا الى الابد، وسكنت روح الحرية في نفوس كل الاسرى ممن أمضوا سنوات طوال في الأسر وما زالوا يقرعون حلم الحرية، وما على الله ببعيد.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير