كم خسرت إسرائيل في موجة الحرائق؟

27.11.2016 01:47 PM

وطن: صحيفة "يديعوت احرونوت" تكتب ان تحديد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المتسرع بأن موجة الحرائق هي حدث مفتعل من قبل الفلسطينيين، سيكلف خزينة الدولة مئات ملايين الشواكل الاخرى، في وقت يتوقع فيه الاعلان رسميا هذا الاسبوع، عن موجة الحرائق بأنها حدث "ارهابي"، وفق المزاعم الإسرائيلية.

وتضيف الصحيفة في عددها الصادر اليوم، "فحين تعلن الدولة عن حدث ما بأنه نتاج عمل عدواني، تتحمل كل التكاليف. وهكذا، فانه بالإضافة الى المبالغ الباهظة المتوقع صرفها على ترميم البنى التحتية، ودفع تكلفة اخماد الحرائق، وتجديد مخزون المواد المعيقة للاشتعال، ستضطر الدولة الى تعويض كل من تضرر".

وتتابع "في احداث سابقة تم تعويض المدنيين ليس عن الضرر المباشر الذي اصابهم فقط، مثلا الصواريخ التي اصابت بيوتهم خلال عملية الرصاص المسكوب، وانما دفعت ايضا لقاء الاضرار غير المباشرة، كالتعويض عن المدخول المستقبلي للمصالح التجارية او الراتب لمن اضطر للتغيب عن عمله بسبب الاحداث".

وأوضحت الصحيفة "لو لم يتم اعتبار الحرائق عملا ارهابيا، ومن الواضح ان بعض الحرائق نجمت عن الاهمال، لكانت شركات التأمين فقط ستتحمل تكلفة الاضرار المباشرة للمؤمنين، ومن لم يؤمن املاكه كان سيخسر التعويض. لكن الاعلان عن الحرائق كعمل ارهابي من شأنه ان يسبب ضررا بالذات لمن قام بتأمين ممتلكاته. فالدولة لن تعوضهم كامل قيمة العقارات في حالات كثيرة، ولن يحصلوا على تعويض عن المجوهرات والكاميرات والمعدات الموسيقية والقطع الفنية وغيرها".

وحسب التقديرات الاولية، فان الضرر المباشر الذي اصاب البيوت، حتى يوم امس، يصل الى اكثر من 700 مليون شيكل، يضاف اليها حوالي 300 مليون شيكل لترميم الاضرار التي اصابت الشوارع وشبكات الكهرباء والبنى التحتية والمباني العامة. اما تكلفة اخماد الحرائق فتقدر بمئات ملايين الشواكل. كما ستطالب إسرائيل بدفع ما بين 150-200 مليون شيكل لقاء المساعدات الجوية والارضية التي تلقتها من عشر دول. اما تجديد معدات ومواد الاطفاء في اسرائيل فيقدر بحوالي 100 مليون شيكل، بحسب الصحيفة.

بالإضافة الى ذلك ستدفع الحكومة الإسرائيلية تعويضات غير مباشرة للمصالح التي تضررت، للمزارعين لقاء حقولهم التي احترقت، ولقاء الاضرار الكبيرة التي لحقت بالغابات. كما ستطالب بدفع اجرة الاف العمال، رجال الاطفاء، قوات الامن، السلطات المحلية، بالاضافة الى المصاريف المرافقة، والتي ستصل الى مئات ملايين الشواكل.

وقال مسؤول في وزارة المالية ان "الحديث عن اضرار ضخمة لم نعرف مثلها في أي كارثة طبيعية سابقة، الا خلال الحرب. الحساب النهائي للأضرار سيتم فقط بعد اسابيع طويلة، لأن هناك الكثير من الحسابات المعقدة".

وستضطر وزارة المالية للعثور على تمويل لكل هذا، ومن الامكانيات المطروحة، اجراء تقليص في ميزانيات كل الوزارات.

ناشط فلسطيني سخر من المهللين للحرائق فاتهم بالتحريض!

في نبأ آخر، تكتب "هآرتس" ان الشرطة اعتقلت الناشط الاجتماعي انس ابو دعابس من رهط، على خلفية منشورات له على الفيسبوك تدعي الشرطة انها تحرض على اشعال النيران. لكن ابو دعابس قال ان الشرطة ترجمت منشوراته بشكل خاطئ، لأن ما كتبه هو ساتيرا تسخر من الذين يعتبرون الحرائق عقابا الاهيا على خلفية دفع قانون المؤذن في الكنيست.

وكتب ابو دعابس يوم الاحد على صفحته: " أي جهل وقلّة وعي هذا اللي أحنا فيه؟! بلادنا تحترق وحضرات العُربان شغّالين تكبير وتهليل .." وفي اعقاب ردود الفعل والتي شملت انتقادا لموقفه، نشر مدونة اخرى، تعتمد عليها الشرطة في ادعاء التحريض، وجاء فيها "كجزء من احتفالاتنا بما يُسمى "اسرائيل تحترق" .. اقترح الاجراءات التالية عاجلًا: مقاطعة تركيا والسيد اردوغان اللي باعث أوّل طياراته لإطفاء الحرائق في فلسطين .. أمّا خيانة يا خي! ومن ثم كتب: هُناك بعض مناطق الحُرش التي لم تصلها النار حتى الآن، ولازم ندعو الزعران من شبابنا يقوموا بالواجب"، وفق ما ذكرت الصحيفة.

ورغم ان دعابس اشار في نهاية منشوره الى انه لا يقصد ما كتبه بشكل جدي وانما يسخر ممن يحتفلون بالحرائق، الا ان القاضية اوريت ليفشيتس قررت امس، تمديد اعتقاله، بادعاء ان "من لم يقرأ المنشورات الاخرى يمكن ان يسود لديه الانطباع بأن المقصود منشورا يشجع على الحرائق". وقالت "ان المحكمة لا تريد منع حرية التعبير، ولكن هناك حدود لهذا الحق".

وستناقش المحكمة، اليوم الالتماس الذي قدمته عائلة ابو دعابس. وقالت زوجته رقية ان محاولة الربط بين زوجها والتحريض هي محاولة مهووسة وانه سخر من اولئك الذين اعتبروا الحرائق عملا الاهيا. وقالت: "لقد حاول الشرح والتحذير من مختلف انواع التصريحات المحرضة، وعلى هذا بالذات يعاقبونه".

تصميم وتطوير