عبد الرحمن التميمي يكتب لـ وطن: لماذا غشني بائع القطايف الصائم في شهر رمضان؟

25.06.2016 10:31 AM

انسجاماً مع روح العصر سريعة الايقاع، وطوعاً لروح الكسل الرمضانية قررت أن أشتري قطايف جاهزة، وبعد أن إشتريت القطايف وذهبت إلى البيت فرحاً بما ظفرت، بعد وقوفي على الدور لمدة غير قليله، اكتشفت أن هذه القطايف قديمة أي أنها ليست من صنع اليوم الذي اشتريتها فيه، في اليوم التالي ذهبت إلى التاجر وقلت له لماذا الغش في رمضان، ضحك طويلاً وقال يا أستاذ جاي تحاسبني على كيلو قطايف.

وفوراً تذكرت الروائي المصري علاء الأسواني صاحب رواية "عمارة يعقوبيان" حيث له مقاله جميله بعنوان "الغشاش الأكبر" ولكنه صاحبنا التاجر لم يمهلني كثيرا واستأنف القول.

من يغش في توظيف من لا يستحق اليس اقل من الغش في كيلو القطايف يا استاذ؟
ومن يستخدم القانون متى شاء ويعطله متى شاء اقل من الغش في كيلو القطايف يا استاذ؟
ومن يقبض راتب منذ عشر سنوات وهو لا يعمل ويدعى تمثيل الشعب اقل من الغش في كيلو القطايف يا استاذ؟
ومن يتخرج من جامعة وهو  لا يستحق  اقل من الغش في كيلو القطايف يا أستاذ؟
من يتآمر ضد البلد تحت مسميات كثيرة اقل من الغش في كيلو القطايف يا أستاذ؟
عندما يتصالح القضاء مع الفاسدين اقل من الغش في كيلو القطايف يا استاذ؟
من لا يرى عشرات المئات من الخريجين العاطلين ويدعي اننا بخير اقل من الغش في  كيلو القطايف يا أستاذ؟
من يرى ارتفاع مؤشرات الفقر والجريمة ولا يحرك ساكنا اقل من الغش في كيلو القطايف يا أستاذ؟
من لا يرى غول الاستيطان ويريد اقناعنا ان فرصة السلام قائمه اقل من الغش في كيلو القطايف يا أستاذ؟

وبدأ صاحبنا يرتجف كأنه دخل في حالة هستيرية عجيبة وبدأت كلماته تبدو غير مفهومة من شدة الانفعال وكأنه يقول غش اية اللي انت جاي تقول عليه، وحاولت ان أخفف من انفعاله لكنه لم يسمح لي وحاولت الانسحاب بهدوء ،ولكنني لم أستطع ايضاَ فعشرات منتظرين القطايف او بالأصح راغبي شراء الغش أصبحوا خلفي وإن الانسحاب هو اقرار مني بأن قطايف هذا المحل غير سليمة على الاقل، فقلت له يا عمي اعطيني كيلو قطايف ومسامحك في قطايف الامس. فما دامت البلد غش في غش ليش هو أنا أقل منك بدي أغش حالي. وغفر الله لنا جميعاً ببركات رمضان.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير