معادلة المطلوب ق و م وبيان رقم 71

05.10.2015 10:01 AM

وطن: كتب: حمدي فراج

أسمعت الكثير من التحليلات مؤخرا ، وبعضها عن قيادات وكادرات يسارية مجربة ، عن عدم تحبيذها اندلاع انتفاضة ثالثة ، لاسباب تتعلق بعدم الجاهزية والاستعداد ، وتخوفات من مصادرتها والسطو عليها كما حصل في الانتفاضة الاولى قبل ثمانية وعشرين سنة .

إن ضحالة اصحاب التحليل التخوفي من اندلاع انتفاضة جديدة ، لا يدركون ربما ، انه لا يمكن تحريك الجماهير بالريموت كنترول ، يوعزوا لها بالانتفاض فتنتفض ، و بالخبو فتخبو . لو كان الامر كذلك ، لهانت المسألة ، واستسهل النضال ، وانكفأ المحتل ، فنحن لدينا اكثر من عشرين فصيلا ، كلها قادرة على امتلاك الريموت . ناهيك ان العديد من هذه الفصائل التي تتحدث عن عدم جاهزيتها ، قد شاخت ، وبعضها قد جيرت ذاتها ورهنت موقفها وكادت ان تنسى النضال بعد ان صدقت نفسها ان فلسطين تحررت وان لها دولة وسلطة وبرلمان . 

وفي غزة امارة مستقلة تستقبل الامراء والوزراء  والقرضاوي ،  و تعكف على توقيع تهدئة طويلة الامد تمتد لعشر سنوات ، وعليه ، فإنه قد يستغرق هذه الفصائل غير الجاهزة ، عشرين سنة اخرى لكي تستعيد دورها وتجدد شبابها التليد .

ان المتطلع الى ما يجري اليوم في كافة مدن الضفة الغربية وقراها ومخيماتها ، لا يرى فرقا بين ما يحدث اليوم وبين ما كان يحدث انذاك ، من قتل وقنص ومصادرة وهدم واصابات واعتقالات بالالاف ، بما في ذلك نحو خمسمائة معتقل اداري ، واستيطان ومستوطنين ووحدات خاصة ومستعربين ، وقتل اسود يطول الوزير والغفير على حد سواء  - زياد ابو عين الذي آمن بالنضال السلمي - ، الرجل والمرأة والطفل ، بأبشع اشكال القتل . حملات تهويد تتجاوز الاقصى كقبلة مقدسة ، الى عبرنة الشوارع واحراق الكنائس ، حتى وصل الامر مطالبة السلطة والمنظمة الى الاعتراف بيهودية الدولة كشرط لاستئناف المفاوضات التي استمرت عشرون سنة .

انه لا شيء قد تغير على اوضاعنا عشية اندلاع الانتفاضة الاولى ، باستثناء انهم عمدوا في غزة على محاولة مسحها من الوجود او اغراقها في البحر كما عبر عن ذلك اسحق رابين (شريكنا في سلام الخرفان) عبر سلسلة حروب ابادية ، وها هم يحاصرونها اليوم برا وبحرا وجوا للسنة الثامنة على التوالي . هذا يحدث مع القدس ، المغلقة على الشعب الفلسطيني الا من بعض عجزته ممن تقدم بهم السن لغرض الصلاة فقط .

الهبة الشعبية الحالية ، بغض النظر عن آليات تطورها ، تستعر في القلوب ، بسبب انعدام الافق السياسي ازاء مسيرة الخداع التي استمرت نحو ربع قرن ، منذ مؤتمر مدريد عام 1991 ، الذي مهد الطريق نحو انهاء الانتفاضة الاولى والوصول الى اتفاقية اوسلو . فهل تجهز الهبة الحالية على تلك الاتفاقية ، وتضع حدا لعملية خداع طالت واستطالت ؟

تشكيل قيادة وطنية موحدة (ق و م) وبيان رقم 71 . حيث كان الراحل عرفات قد رد على تهديدات رابين انه سيجهز عليها بقوله : ان البيان رقم 70 في جيبي .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير