بعد حصولها على جائزة "فروسية تريلبليزر" 2024
الإعلامية الأردنية رنا صباغ لـوطن: حققت إنجازاً مُهماً، وهذا يزيد من شعوري بالمسؤولية تجاه مُنتجات الصحافة الشُجاعة والمُستقلة
وطن: أعلن المركز الدولي للصحفيين في واشنطن يوم الأربعاء الماضي، فوز ثلاثة رواد في صناعة الإعلام من الأردن وكينيا وأوكرانيا، بجائزة المركز للتميز الإعلامي الدولية تقديرا لتأثيرِهم الاستثنائي في مجتمعاتهم.
الإعلامية الأردنية رنا صباغ، كبير محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مشروع كشف الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدو، حازت على جائزة "فروسية تريلبليزر"، وهي أول عربية تفوز بجائزة "فروسية تريلبليرز" منذ استحداث الجائزة الرفيعة في العام 2021.
وفي حديثها لبرنامج "مساء الخير يا وطن" ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، تقول الإعلامية الأردنية صباغ التي شغلت عدداً من المواقع المهمة في مؤسسات صحفية أردنية وعربية على مدار أربعة عقود، تقول بفخر واعتزاز بإنجازها الأخير: "الصحافة حياتي".
وتضيف: "حققت إنجازاً ريادياً، وهذا يزيد من شعوري بالمسؤولية تجاه مُنتجات الصحافة الشُجاعة والمُستقلة، باعتبارها أحد أهم أدوات التغيير المُجتمعي".
صباغ أول امرأة عربية تحصد جائزة "فروسية تريلبليزر" منذ استحداثها في العام 2021
وتُعتبرُ صباغ أول امرأة تحصد جائزة "فروسية تريلبليزر" منذ استحداثها في العام 2021، وتوضح ضيفتُنا أن المركز الدولي للصحفيين منحها الجائزة عن استحقاق، تقديراً وتكريماً لمسيرتها المهنية في الصحافة الشُجاعة والمُستقلة، على مدار أربعة عقود مضت.
وتعكس مفردة "تريلبليزر" الريادة في شق دروب الابتكار والنجاح، ووضع معايير استباقية بحيث يسير الآخرون على خطاهم.
وكانت الصباغ قد تلقت قرار المركز الدولي في رسالة من كبير مدراء الزمالات فيه ماغي فارلي، وأشادت فارلي بإسهام الإعلامية الأردنية في "ممارسة صحافة عالية الجودة"، والأثر الذي تركه عملها والمعايير الإعلامية التي وضعتها وحافظت عليها لوسائل الإعلام في منطقتها وسائر العالم.
ويُعزى نجاح صباغ ووصولها إلى مراكز ريادية ومتقدمة في عالم الصحافة الاستقصائية على مستوى العالم، إلى طبيعة تكونيها الشخصي والمعرفي والاجتماعي، فالصباغ شقيقة لأخوين من الذكور من أم ألمانية، ومُدافعة عن حقوق الضُعفاء منذ سن مُبكرة، وتجيد اللغتين الإنجليزية والألمانية.
منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. المنطقة الأخطر على عمل الصحفيين في العالم للعام الـ14 على التوالي
وحول واقع ومستقبل العمل في مجال الصحافة الاستقصائية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ظل استمرار التوترات الأمنية في المنطقة من جهة، والأنظمة الشمولية والديكتاتورية، التي لا تتوقف عن قمع الحريات العامة وحريات العمل الصحفي من جهة أخرى، تقول صباغ إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تعتبر المنطقة الأخطر على عمل الصحفيين في االعالم للعام الـ14 على التوالي، وفقاً لتصنيف منظمة صحفيين بلا حدود.
الصحافة الاستقصائية.. أحد أهم أدوات التغيير المُجتمعي
وتوضح أن العمل في مجال الصحافة الاستقصائية باعتبارها أحد أهم أدوات التغيير المُجتمعي، يتطلب مهارات عالية في جمع المعلومات والتحليل والكتابة والتبويب، إضافة إلى سمات شخصية إضافية، في مقدمتها الجُرأة والجَلَدُ والمثابرة.
وتضيف: "الجُرأة وحدها لا تكفي لتكون صحفياً استقصائياً حقيقياً، إنما يجب أن تُحب مُجتمعك وأن تسعى بطاقة عالية واستثنائية لإحداث التغيير، فالصحافة الاستقصائية هي الصحافة التي تخدم المُجتمع ولا تخدم صاحب القرار".
أثمانٌ مرتفعة من أجل الوصول إلى الحقائق
ويدفع العاملون في مجال الصحافة الاستقصائية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أثماناً مُرتفعة من أجل الوصول إلى الحقائق، ولهم تُهدي صباغ إنجازها وحصولها على جائزة "فروسية تريلبليزر" 2024.
إهداءٌ إلى محمد أبو شحمة وفتح الرحمن وأسعد وأصيل
وعبر "وطن" قدمت صباغ جائزتها إهداءً لزملائها الفلسطيني من قطاع غزة محمد أبو شحمة، والسوداني فتح الرحمن، والعراقي أسعد زلزلي واليمني أصيل صريح، الذين بدأوا معها رحلة التحقيق في قضايا الفساد والظلم، أولاً في شبكة أريج، والآن في "مشروع كشف الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود".
وصباغ شريك مؤسس لشبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (اريج) في العام 2006، ودرّبت هذه الإعلامية المخضرمة جيلاً من الصحفيين الاستقصائيين العرب وأشرفت على نشر مئات التحقيقات ذات الصلة بكشف الفساد وانتهاك حقوق الإنسان، ودافعت عن حرية الرأي والتعبير في المنطقة ما شكل خطراً عليها، وبسبب سقفها المرتفع، لا تستطيع صباغ السفر إلى 6 دول عربية.
وتستمر الصباغ في إنجاز تحقيقات استقصائية قوية في موقعها الحالي؛ كبير محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى "مشروع كشف الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود".
تضحيات الصحفيين الفلسطينيين ودماؤهم لن تذهب هدراً
وأخيراً عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين في الضفة وغزة، تقول صباغ إن الصحفيين الفلسطينيين يعملون في ظروف بالغة التعقيد خاصة في قطاع غزة، حيث لا متسع لديهم حتى للحزن قليلاً على ما فقدوا ومن فقدوا في ظل العدوان المستمر، وتشدد على ضرورة توثيق جرائم الاحتلال بحق الصحفيين وجمع الأدلة في المرحلة الحالية، ليتسنى للجسم الصحفي الدولي مُلاحقة الاحتلال الإسرائيلي ورفع دعاوي قضائية في مختلف المحافل الدولية.
وتختم حديثها بالقول: "تضحيات الصحفيين الفلسطينيين ودماؤهم لن تذهب هدراً، سيأتي وقتٌ لمُحاسبة الجناة".
اقرأ أيضاً: الإعلامية الأردنية رنا صباغ تحصل على جائزة المركز الدولي للصحفيين