سيتم اطلاق كتاب يوثق استشهاد 125 صحفيا من القطاع
مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت لوطن: استمرار الاحتلال في ارتكاب الجرائم ضد الصحفيين يعود لغياب القدرة الدولية على محاكمة "إسرائيل"
رام الله - وطن: من المقرر ان ترى النور يوم السبت المقبل 125 قصة توثق حياة الصحفيين الشهداء، في كتاب ستطلقه جامعة بيرزيت في حرمها الجامعي.
وفي هذه القصص التي جرى توثيقها من قبل الزملاء الصحفيين في غزة، سُتخلد قصص الشهداء الصحفيين، وحياتهم وأحلامهم واسمائهم وسيرهم وظروف استشهادهم، في كتاب سيطلق على هامش ندوة ينظمها مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، للحديث عن اليوم العالمي لمنع الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
وقال عماد الأصفر، مدير المشاريع في مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت، أن الاحتلال الإسرائيلي يهاجم الصحفيين الفلسطينيين في غزة بشكل غير مسبوق، لافتا إلى أن اختيار الثاني من نوفمبر ليس مصادفة، حيث يتزامن مع ذكرى وعد بلفور، الذي مثل جريمة بحق الشعب الفلسطيني وما زالت آثاره قائمة.
ولفت الأصفر أن استمرار الاحتلال في ارتكاب الجرائم ضد الصحفيين يعود لغياب القدرة الدولية على محاكمة إسرائيل، ومعاملتها كدولة فوق القانون.
وأضاف الأصفر أن دور الإعلام اليوم هو رفع صوت الضحايا الصحفيين وتسليط الضوء على "الإبادة الصحفية"، وهي جريمة شاملة لا تقتصر على القتل فقط، بل تشمل الاعتقال، الجرح، الاستهداف المتعمد لعائلات الصحفيين والمقار الصحفية، ومنع الصحفيين من أداء عملهم.
وأشار الأصفر إلى أن هذا اليوم يمثل فرصة للعمل على منع مرتكبي الجرائم من الإفلات من العقاب ودعم الصحفيين الذين ما زالوا يعملون في ظل هذه الظروف، مؤكدًا أن الاحتلال استهدف نحو 12% من الصحفيين الفاعلين في غزة ودفع بعضهم للهجرة.
وأضاف الأصفر أن مركز تطوير الإعلام في الجامعة وثق 125 حالة استشهاد صحفي وصحفية في كتاب واحد، تم إعداده وتوثيقه حيث سيصدر ويوزع خلال الندوة.
وأوضح الأصفر أن المحاكم الدولية تعتمد على الأدلة والإثباتات، وليس الادعاءات السياسية، وهو ما يتطلب توثيقًا دقيقًا لكل حالة استشهاد صحفي، مع التركيز على الأدلة مثل ارتداء الزي الصحفي وموقع عمل الصحفي وقت الهجوم، مشيرا الى انه رغم أن عدد الصحفيين الشهداء كبير، إلا أن المعترف بهم دوليًا قليل بسبب نقص الأدلة وعدم توثيق الحالات بشكل دقيق.
وأشار إلى أن عملية التوثيق اكتسبت أهمية إضافية بعد استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، حيث تم توثيق كافة الانتهاكات من قتل وجرح واعتقال وهدم للمؤسسات الصحفية، علما أن هذا التوثيق المهني والقانوني أدى إلى تعزيز التضامن الدولي مع الصحفيين الفلسطينيين.
وأكد الأصفر أن الهدف من هذا التوثيق هو منع الاحتلال من التمادي في جرائمه ودعم الصحفيين الفلسطينيين، مشددًا على ضرورة توثيق الجرائم الإسرائيلية بلغات متعددة وبحرفية عالية، كما طالب بدعم الصحفيين في غزة ماديًا، من خلال توفير المعدات اللازمة وتمكينهم ماليًا من خلال الرواتب.